أكّد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، على «تصميم الحكومة العراقية على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية»، وقال بيان لمكتب عبدالمهدي خلال استقباله الخميس، وفد المملكة إلى العراق برئاسة وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي إن «التعاون بين البلدين من شأنه أن يشكل حجر زاوية للعلاقات في المنطقة على أساس المصالح الكثيرة التي تجمع شعوبنا ودولنا»، وأشار إلى «حرص العراق على توسيع علاقاته مع محيطه العربي والإقليمي وانتهاج سياسة تركز على المشتركات الكثيرة وفرص التعاون الواسعة في جميع المجالات وتطلعه إلى تحقيقها في المباحثات الجارية في بغداد وخلال زيارته المقبلة إلى المملكة العربية السعودية».
وأعرب رئيس الوفد السعودي عن سعادته والوفد الكبير المرافق له بزيارة العراق وبانعقاد المجلس التنسيقي السعودي - العراقي في بغداد الذي يجسد الرغبة الجادة بتطوير العلاقات العراقية السعودية. ونقل القصبي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان إلى عبدالمهدي وتمنياتهما بتحقيق العراق المزيد من النجاح والتطور والاستقرار، وتأكيد القيادة السعودية على أن العراق ليس دولة جارة فحسب وإنما بلد شقيق نحرص على التعاون معه ونقدر تضحيات شعبه.
وأبرم وزير الكهرباء العراقي لؤي الخطيب، محضر الاجتماع الخاص بالربط الكهربائي بين العراق والسعودية مع وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد بن عبدالعزيز الفالح، تمهيداً لإبرام مذكرة تفاهم في المملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة. وقال بيان لوزارة الكهرباء إن «الوفدين العراقي والسعودي أبرما محضر الاجتماع بعد أن أكد الجانبان أن هذا الاتفاق يأتي إسهاماً في تحقيق أهداف إنشاء مجلس التنسيق العراقي - السعودي، واقتناعاً من الجانبين بمزايا التعاون الثنائي والتقني في مجال الطاقة الكهربائية، وتعزيزاً لأواصر الصداقة القائمة بين البلدين».
اقرأ أيضا:
عادل عبدالمهدي يُطالب رئيس مجلس البرلمان بإقالة محافظ نينوى
وأضاف البيان أن المحضر «ثبت العديد من الفقرات التي ستتضمنها مذكرة التفاهم، وعلى رأسها، الربط الكهربائي بين البلدين، وتطوير سوق الطاقة، وحث المصانع والشركات السعودية العاملة في مجال الطاقة الكهربائية على التعاون مع الجانب العراقي لتغطية الطلب من المعدات والمنتجات الكهربائية، فضلا عن الاستثمار والمشاركة في تمويل مشاريع توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية (المتجددة والتقليدية) في العراق، إلى جانب التعاون في مجال البحوث والدراسات المتعلقة بصناعة الكهرباء، وتبادل المعلومات والبيانات والدراسات المتعلقة برفع كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية، وترشيد الاستهلاك، علاوة على تطوير الموارد البشرية من خلال التدريب وتبادل الخبرات».
وأعلنت وزارة الشباب والرياضة في العراق عن تفاصيل تتعلق بالملعب المهدى من السعودية إلى العراق. وقال وكيل وزير الشباب، عصام الديوان، في تصريح له بأن «المكرمة السعودية الكريمة المختصة تحديدا في التكفل ببناء مدينة رياضية سيكون لها أثر كبير في إحداث نقلة كبيرة ليس لكرة القدم العراقية فحسب، بل على مستوى الشباب والرياضة العراقية بشكل عام، حيث إن المخطط أن تكون مدينة رياضية متكاملة تحوي مسابح وصالات وملاعب رياضية بأحجام متنوعة وتمارس فيها جميع الألعاب». وأضاف الديوان أن «هذه المدينة سيكون دورها كبيرا في أن يحتضن العراق دورات أولمبية محلية وإقليمية وقارية ودولية بعد أن يتم اكتمال هذا الصرح الشامخ والكبير والذي سيكون من أهم الرموز الرياضية والثقافية بالعراق، بل إن المدينة ستشمل مواقع تظهر الإرث العراقي والسعودي المشترك على مدى العقود الماضية، حيث إن العلاقات بين العراق والسعودية لم تكن وليدة اليوم ولكن بعد فترة من الجمود تعود أكثر قوة من سابقتها».
وعدّ رئيس كتلة المحور الوطني في البرلمان العراقي محمد الكربولي أن «الانفتاح العراقي ـ السعودي لتطبيع العلاقات في كل مجالاتها الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية إنما هو فرصة ثمينة للتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين». وأضاف الكربولي أن «افتتاح معبر عرعر والاستثمارات الواعدة في العراق سوف تخلق مناخا معتدلا لعلاقات متوازنة مع الدول العربية والإقليمية». في السياق نفسه أكد عبدالله الخربيط عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار أن «ما حصل بين العراق والسعودية اليوم من تطور كبير إنما يعد تتويجا للحراك الدبلوماسي العراقي من قبل رئيسي الجمهورية برهم صالح والوزراء عادل عبدالمهدي والذي سيقوم خلال أيام بزيارة مهمة إلى المملكة العربية السعودية».
وأضاف الخربيط أن «آفاق التكامل الاقتصادي بين العراق والأشقاء السعوديين ستكون غير محدودة بل نتوقع بأنها سوف تغير الواقع الاقتصادي للعراق جذريا» مشيرا إلى أن «العراق بدأ يعود إلى محيطه العربي بخطوات واثقة دون أن يخسر علاقاته الإقليمية». وأوضح الخربيط أن «الرياض تملك القدرة والنية معا على دعم بغداد». من جهته أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي فرات التميمي أن البرلمان العراقي سوف يناقش جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي تم توقيعها مع الوفد السعودي. وقال التميمي إن «هناك متابعة للقرارات والاتفاقيات التي حصلت بين العراق والسعودية»، مبينا أن «البعض منها فني والبعض الآخر بحاجة إلى تشريعات». وأضاف أن «فتح المعابر الحدودية والمنطقة الحرة هي أمور مهمة، إضافة إلى فتح القنصلية السعودية وما سيحققه من فوائد في تسهيل قضية الحصول على تأشيرات الدخول والفيزا لموسم الحج والعمرة»، مؤكدا أن «العراق بحاجة إلى جميع هذه الأمور التي ستسهم في تحقيق مكاسب للبلد».
وأوضح التميمي، أن «زيارة الوفد السعودي، وما تمخض عنها من نتائج هي بداية لتطور العلاقات بين البلدين»، معربا عن أمله أن «تتم الاستفادة الكاملة من تلك التطورات بالعلاقة».
ولفت التميمي إلى أن «أي اتفاقيات أو معاهدات يتم إبرامها تستوجب عرضها داخل البرلمان، بحسب ما نص عليه الدستور لمناقشتها ودراستها ضمن اللجان البرلمانية المختصة بشكل تفصيلي وصولا إلى الخروج بصيغة تخدم العراق وشعبه».
قد يهمك أيضا:
كارثة العبَّارة تُودي بحياة أكثر مِن مائة قتيل والبحث مُستمرّ عن المفقودي
نرئيس الوزراء العراقي يتلقى اتصالًا من وزيرالخارجية البريطاني
أرسل تعليقك