الحكم على جزار البوسنة بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية
آخر تحديث GMT19:55:44
 العرب اليوم -

بعد 16 عامًا وعلى مدى أربع سنوات من الجلسات

الحكم على "جزار البوسنة" بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحكم على "جزار البوسنة" بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية

محاكمة "جزار البوسنة"
نيويورك ـ يوسف مكي

حكمت محكمة لجرائم الحرب تابعة للأمم المتحدة على راتكو ملاديتش، القائد السابق بجيش صرب البوسنة، المعروف باسم "جزار البوسنة" بالسجن المؤبد، بعد إدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
 
وثبُت أنَّ مجرم الحرب، البالغ من العمر 74 عامًا، مذنبًا بارتكاب مجازر وتطهير عرقي خلال حرب البوسنة في الفترة ما بين 1992-1995 بما في ذلك المجزرة مذبحة "سربرنيتسا" التي تعرف أيضا باسم الإبادة الجماعية في سربرنيتساى، وهي أسوأ فظائع أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، واعتبرت هذه الإدانة، التي اتسمت بالحالة النهائية من محكمة يوغوسلافيا لجرائم الحرب، انتصارًا للعدالة، وإنذارًا للآخرين، بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد، بأنَّ مرور الوقت لا يوفر حماية لمرتكبي الإبادة الجماعية.

الحكم على جزار البوسنة بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية

وفي لحظة درامية اخرج ملاديتش من المحكمة قبل الحكم بسبب صراخها: "كل ذلك أكاذيب، أنتم جميعًا كذابين"، بيد أنَّ المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة ليوغوسلافيا السابقة وجدت إنَّ ملاديتش مذنب بـ10 تهم من أصل 11 اتهامًا موجه إليه من بينها ذبح 8 آلاف مسلم وفتى فى سريبرينيتسا وحصار العاصمة البوسنية سراييفو التي لقى فيها أكثر من 10 الأف مدني مقتلهم.
 
وحدثت المذبحة التي وقعت في سريبرينيتسا قرب الحدود البوسنية الشرقية مع صربيا بعد أيام قليلة من بداية شهر يوليو/ تموز 1995 عندما سيطرت القوات الصربية على المنطقة رغم إعلانها رسميًا "منطقة آمنة" تابعة للأمم المتحدة، وعندما فشل المجتمع الدولي في الرد، شاهد نحو 370 من أفراد قوات حفظ السلام الهولندية التابعة للأمم المتحدة المجزرة دون حول ولا قوة حيث عزلت القوات الصربية الرجال والأولاد لإطلاق النار عليهم، بينما نُقِلَت النساء والأطفال إلى خارج البلدة فيما أصبح يُعرف باسم "التطهير العرقي".
وقال رئيس المحكمة ألفونس أوري في قراءة ملخص للحكم "إن الجرائم المرتكبة تُعد من بين أشد الجرائم المعروفة للبشرية وتشمل الإبادة الجماعية والإبادة كجريمة ضد الإنسانية"، وأضاف أنَّ الكثيرين من هؤلاء الرجال والصبية تعرضوا للإهانة والتهديد وأجبروا على الغناء أغاني صربية فضلًا عن تعرضهم للضرب بانتظار إعدامهم".
 الحكم على جزار البوسنة بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية

وأوضح ملاديتش، الذي يعاني من سوء صحة وعانى من سلسلة من السكتات الدماغية منذ القبض عليه في عام 2011، بأنَّه "غير مذنب" من جميع الاتهامات، وقال فريقه القانوني إنَّه سيطعن على الحكم، فيما يتوقع المحامون عدم صدور الحكم النهائي حتى عام 2019، بينما رحبت عائلات من لقوا حتفهم، وحضر العديد منهم جلسات المحكمة، بما في ذلك فيكرت أليك، الذي ظهرت له صورة بحالة بائسة، في معسكرات الاعتقال منذ 25 عامًا، في الصفحة الأولى لمجلة "التايم" الأميركية عام 1992، وهو يحدق من وراء أسلاك شائكة.
 
وأشار أليك للصحافيين، وهو يحمل صورته سيئة السمعة، "لقد فازت العدالة، وأدين مجرم الحرب. أنا واحد من هؤلاء، فكرت أليك، أستطيع أن أشهد على تلك الجريمة التي ارتكبها الجنرال (ملاديتش)"، والذي كان الأكثر شهرة من بين الـ 161 شخصا الذين وجهت إليهم المحكمة اليوغوسلافية جرائم حرب، إلى جانب الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش والرئيس الصربي الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش، وقد أدانت المحكمة 83 من هؤلاء. وتضع الإدانة فعليا عمل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة قيد العمل، ورحب بها الجميع في أنحاء العالم باعتبارها انتصارًا للعدالة.
وقال بوريس جونسون، وزير الخارجية، إن الإدانة أثبتت أن مجرمي الحرب لا يستطيعون الهروب من العدالة، وأضاف "إن إدانة راتكو ملاديتش فى جريمة الإبادة الجماعية فى سربرينيتسا لن تعيد الآلاف الذين فقدوا أرواحهم ولكنَّه يظهر أنَّ مُدبري معاناتهم سيحاسبون".
 الحكم على جزار البوسنة بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية

ووصف زيد رعد الحسين، رئيس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ملاديتش بأنَّه "مثال شر"، وقال إن القبض عليه وإدانته بعد 16 عامًا على التوالي وعلى مدى أربع سنوات للمحاكمة كان "انتصارًا كبيرًا للعدالة"، وأضاف "أنَّ مرور الوقت ليس حماية"، متابعًا أن الأسد لن يكون استثناء".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكم على جزار البوسنة بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية الحكم على جزار البوسنة بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab