اختتم زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، ونظيره الجنوبي، مون مون جاي، قمة السلام برفع أيديهما أثناء الوقوف على قمة بركان كوريا الشمالية المقدس، وتوجّه زعماء الكوريتين المتنافستين إلى طريق المحادثات في اليوم الأخير من قمتهما يوم الخميس، بعد يوم من الاتفاقات الواسعة النطاق التي أعلنوا أنها خطوة كبيرة نحو السلام.
إشارة البركان المقدس للكوريين
وتوجّه كيم والرئيس الكوري الجنوبي بشكل منفصل إلى مطار قرب جبل بايكتو صباح يوم الخميس حيث التقيا ثم قاد سيارتهما إلى الجبل.
ووقفا على قمة بركان جميل يعتبر مقدسًا في الشمال، وسط من الدعاية المستخدمة لإضفاء الشرعية على حكم أسرة كيم، فكانا يقفان وأيديهم متشابكة ويرفعان علامة النصر.
وكانت رحلتهما إلى الجبل على الحدود بين كوريا الشمالية والصين، والصورة الفوتوغرافية المدهشة سيتردد صداها في الكوريتين، ومع ذلك، فإن اتفاقهم الأول بشأن القضية التي تقلق العالم أكثر من غيرها، وهي سعي الشمال للحصول على صواريخ ذات رؤوس نووية يمكن أن تضرب بدقة الرئيس الأميركي، احتوى على شرط، حيث صرح كيم جونغ أون بأنه سيتفكك نهائيًا المنشأة النووية الرئيسية لكوريا الشمالية، إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات مقابلة غير محددة.
وأظهرت الصور القادة وهم يبتسمون على نطاق واسع أثناء طرحهم للقمة، وزوجاتهم تتبتسمان، عند البركان المقدّس.
ويقدس العديد من الكوريين الجنوبيين أيضًا البركان، الذي كان حسب الأساطير الكورية، مسقط رأس دانغون، مؤسس أول مملكة كورية قديمة، وكان يعتبر منذ فترة طويلة أحد أجمل الأماكن في شبه الجزيرة الكورية.
ترامب سعيد بنتائج اللقاء
ويبدو أنه ليس من الواضح ما هي "الخطوات المقابلة" التي تريدها كوريا الشمالية من الولايات المتحدة لتفكيك موقعها النووي، ولكن السؤال هو ما إذا كان يكفي أن يستلم الرئيس دونالد ترامب مكان الرئيس الكوري الجنوبي وما توصل إليه.
وقال ترامب للصحافيين يوم الأربعاء إن نتائج القمة كانت "أخبارًا جيدة جدًا" وأننا "نحقق تقدمًا هائلًا" مع كوريا الشمالية. لم يذكر في ملاحظاته القصيرة ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات أخرى لتشجيع عمل كوريا الشمالية على نزع السلاح النووي.
و أعلن مون وكيم أنهما قاما بخطوة كبيرة نحو السلام، وهما يقفان جنبًا إلى جنب يوم الأربعاء عندما أعلنا موافقتهما، وقال كيم "لقد اتفقنا على جعل شبه الجزيرة الكورية أرض سلام خالية من الأسلحة النووية والتهديد النووي، إن الطريق إلى مستقبلنا لن يكون دائمًا سلسًا وقد نواجه تحديات ومحاولات لا يمكننا توقعها. لكننا لسنا خائفين من الرياح المعاكسة لأن قوتنا ستنمو بينما نتغلب على كل تجربة سيئة."
مون يدعو لوحدة الكوريين
وحث مون على الوحدة لجميع الكوريين في خطاب ألقاه الأربعاء أمام الحشد الذي تجمع لألعاب كوريا الشمالية الشهيرة، قائلًا "لقد عشنا معًا لمدة 5000 سنة وعشنا في الانفصال لمدة 70 عامًا، أقترح الآن أن نقضي تمامًا على العداوة التي مرت على مدار السبعين سنة الماضية وأن نتخذ خطوة كبيرة إلى الأمام في سلام حتى نتمكن من العودة مرة أخرى".
وتأتي قمة هذا الأسبوع في الوقت الذي يتعرض فيه مون لضغوط متزايدة من واشنطن لإيجاد طريق إلى الأمام في الجهود الرامية إلى التفاوض مع كيم بشكل كامل، للتخلي عن ترسانته النووية.
و أكّد ترامب وجود علاقة قوية بينه وبين كيم، وأعرب الزعيمان عن رغبتهما في عقد قمة متابعة لاجتماعهما في يونيو/ حزيران في سنغافورة.
وكانت كوريا الشمالية تطالب بإعلان إنهاء الحرب الكورية رسميًا، والذي تم إيقافها عام 1953 بموجب وقف لإطلاق النار، ولكن لم يشر أي زعيم إلى ذلك يوم الأربعاء أثناء قراءتهما للبيان المشترك، في هذه الأثناء، قام كل من مون وكيم بتحركات ملموسة خاصة بهما للحد من التوترات على حدودهما.
نزع فتيل الأزمات بين الكوريتيين
ووافقت الكوريتان على إقامة مناطق عازلة على طول حدودهما البرية والبحرية للحد من التوترات العسكرية ومنع المصادمات العرضية.
ووافقوا على سحب 11 نقطة حراسة من المنطقة المنزوعة السلاح بحلول ديسمبر/ كانون الأول، وإنشاء منطقة حظر جوي فوق خط ترسيم الحدود العسكرية الذي يقسم الكوريتين اللتين ستسريان على الطائرات والمروحيات والطائرات من دون طيار.
وتوجد اتفاقيات أخرى تهدف إلى إزالة بعض العدواة القديمة من علاقاتهم، مثل السماح لمزيد من الاتصال بين العائلات المنفصلة بسبب الحرب الكورية.
ويبدو أن مون يستفيد من مقترحاته للمساعدة في بناء البنية التحتية في الشمال وفتح خطوط السكك الحديد عبر الحدود.
أرسل تعليقك