دخلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في صدام جديد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما انتقد الأخير برنامج خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا، ووصفه بـ"المنهار ولا يعمل".
وتُواجه ماي انتقادات داخلية متزايدة بشأن تعاملها مع برنامج الصحة، وأجبرت على الدفاع عن أدائها وأشارت إلى أن النظام الحالي هو الأمن والأنسب سعرا في العالم، وذلك للمرة الثانية.
ورفض وزير الصحة البريطاني جيرمي هنت، ادعاءات الملياردير السيد ترامب، قائلا إن النظام في المملكة المتحدة يمكن الشعب من الحصول على الرعاية دون الاكتراث إلى حجم رصيدهم في البنك.
وتعد هذا التصريح الأخير لترامب والذي يغضب الحكومة البريطانية، إذ انتقد مؤخرا نهج السيدة ماي في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأيضا لدعمه حزبا يمينيا متطرفا في بريطانيا مما أغضب داونينغ ستريت، وكذلك تساؤله بشأن نهج المملكة المتحدة تجاه التطرف.
وقالت المتحدثة باسم السيدة ماي عبر موقع "تويتر": "تفتخر رئيسة الوزراء بوجود نظام صحي مجاني ويمكن للجميع الحصول عليه، كما أن البرنامج حصل على تمويل مرتفع وكان من أولويات الميزانية بمبلغ 2.8 مليارات جنيه إسترليني".
وقال ترامب إن السيد هانت تحدث نيابة عن الحكومة، ورد هانت عبر "تويتر" قائلا: "ربما يواجه برنامج الصحة تحديات لكنني فخور بأن أكون من البلد الذي اخترع التغطية العالمية، حيث يحصل الجميع على الرعاية دون الاكتراث لحجم الأرصدة في البنك".
وأتت هذه التغريدة بعدما استخدم ترامب برنامج الصحة البريطاني للهجوم على خطة الحزب الديمقراطي الأميركي للرعاية الصحية العالمية، والتي تشبه النظام البريطاني.
واستشهد ترامب باحتجاج السبت، إذ خرج المئات إلى داوننغ ستريت مطالبين الحكومة بمنح برنامج الصحة البريطاني التمويل الذي يحتاجه، كحجة ضد تبني الولايات المتحد نظام مشابه، وكتب ترامب "يدفع الديمقراطيون برعاية صحية عالمية، بينما يحتج المئات في المملكة المتحدة لأن نظامهم لا يعمل ومنهار، ويردّ الديمقراطيون رفع الضرائب من أجل رعاية طبية غير شخصية وسيئة، لا شكرا!".
وقال اقتصاديون متخصّصون في مجال الصحة إن خدمات الصحة تحتاج إلى 4 مليارات جنيه إسترليني لعامي 2018-19، لكنه حصل على أقل من نصف المبلغ لميزانية الخريف.
وعلى الرغم من تقييد الميزانية وانخفاض الإنفاق الصحي للفرد مقارنة بالعديد من البلدان، فإن نظام الرعاية البريطاني يحقّق أداءً جيدا نسبيا على التقيميات المستقلة.
وأجرى مركز أبحاث صندوق الكومنولث، استعراض للرعاية الصحية في البلدان الرئيسية لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي في المرتبة الأولى من برنامج الصحة الوطني مدفوعا أساسا بقدر تحمل التكاليف والمساوة في الحصول على العلاج، بينما حل برنامج الصحة البريطاني في المرتبة الثانية على تصنيف النتائج الصحية، ووقع خلف الأنظمة الأخرى في مجال مثل رعاية مرض السرطان، إلا أن أداءه أفضل من النظام الأميركي.
وجاءت تصريحات ترامب بعد ظهور رئيس الأوكيب السابق، نايغل فراج، على قناة فوكس نيوز الأميركية، وقال إنّ نظام الرعاية الصحية البريطاني وصل إلى نقطة الانهيار، ويعد فراج مركز صدام آخر بين البيت الأبيض وداوننغ ستريت، عندما أصبح أول سياسي بريطاني يلتقي الرئيس الجديد المنتخب، وكسر ترامب البروتوكول الدبلوماسي بعدما أشار إلى أن فراج يجب أن يكون سفير بريطانيا لدى واشنطن.
أرسل تعليقك