الحملات الانتخابية تشتعل في شوارع كردستان وتمتد إلى الإنترنت
آخر تحديث GMT15:27:55
 العرب اليوم -

الأحزاب تتبادل الاتهامات بشأن إزالة الملصقات الدعائية

الحملات الانتخابية تشتعل في شوارع كردستان وتمتد إلى الإنترنت

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحملات الانتخابية تشتعل في شوارع كردستان وتمتد إلى الإنترنت

ملصق دعائي ممزق لأحد المرشحين في أربيل
بغداد ـ نهال قباني

حولت حملات الدعاية الانتخابية التي انطلقت في إقليم كردستان رسميًا، في الخامس عشر من الشهر الجاري، مدن وبلدات الإقليم إلى ما يشبه معرضًا واسعًا للصور والملصقات بمختلف الأشكال والأحجام، فالشوارع الرئيسية والساحات والميادين العامة، ومواقف الحافلات وجسور السيارات والمشاة وأعمدة الكهرباء والأضواء المرورية، في كبريات مدن الإقليم سيما العاصمة أربيل، تكتظ بصور المرشحين عن تسعة عشر حزبًا وتيارًا سياسيًا وستة ائتلافات وكيانات، تتنافس وتتنازع بشتى السبل المتاحة، للفوز بستة وأربعين مقعدًا مخصصًا لمحافظات الإقليم الثلاث: أربيل والسليمانية ودهوك.

ويبدو أن القوى المتنافسة والمتقاطعة في مواقفها وبرامجها الانتخابية، قد شعرت بسخونة المشهد التنافسي، واحتمالات حصول أحداث من شأنها تعكير أجواء الدعاية الانتخابية التي ستستمر حتى العاشر من مايو/ أيار المقبل، فاستبقت الأمر، وبادرت إلى إبرام "وثيقة شرف" الأربعاء الماضي، تحت إشراف المبعوث الأممي الخاص في العراق يان كوبيتش، تعهدت بموجبه القوى السياسية، باستثناء حراك "الجيل الجديد" الذي يتزعمه رجل الأعمال شاسوار عبدالواحد، بالالتزام بقواعد الممارسة الانتخابية وحملتها الدعاية، وعدم الإخلال بها تحت أي ظرف كان، ضمانًا لنزاهة العملية برمتها، فيما أشاد المبعوث الدولي بمضمون الميثاق، واعتبره أساسًا متينًا لسير الانتخابات في اتجاهها الصائب، مشددًا على أن نجاح الانتخابات سيضمن للعراق مستقبلًا سياسيًا واجتماعيًا مشرقًا، مؤكدًا على أن حماية مراكز الاقتراع وضمان سلامة الناخبين وحرية الإدلاء بأصواتهم، هي من صلب مسؤوليات السلطات العراقية وسلطات الإقليم.

ولم يمض سوى يومين فقط على إبرام الوثيقة، حتى بدأت بعض قوى المعارضة، التي تتخذ من السليمانية معقلًا لها، باتهام أحزاب السلطة بالعمل على تمزيق ملصقات وصور مرشحيها في أربيل، فقد أكد وصفي عزيز المرشح عن حركة التغيير المعارضة، أن صوره وصور عدد من زملائه، قد أزيلت تمامًا عمدًا أو مزقت أو شوهت بالأصباغ في كثير من المواقع البارزة في أربيل، من قبل مرشحين متنفذين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم، وقال إن حركة التغيير "ستلتزم بميثاق الشرف الذي تم التوقيع عليه؛ لكننا متيقنون تمامًا من أن أحزاب السلطة ستنتهك بنوده بشكل صارخ، ومع ذلك نتوقع أن تفوز حركتنا بثلاثة مقاعد على الأقل في أربيل، كما أننا واثقون من أن المشهد السياسي في الإقليم سيتغير جذريًا، بعد عملية الانتخابات، في ظل انحسار القاعدة الجماهيرية لأحزاب السلطة كثيرًا، وذلك بفعل تداعيات أحداث كركوك والمناطق المتنازع عليها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".

بيد أن المرشح عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ناصر الهركي، يرى أن فرص الدعاية الانتخابية المتكافئة، متاحة لجميع المرشحين بلا استثناء، نافيًا وجود إياد خفية وراء تمزق ملصقات وصور بعض المرشحين، بما فيها صوره الشخصية، وقال "لا يعقل أن يكلف الحزب الديمقراطي أشخاصًا لتمزيق صور وملصقات مرشحيه، أو مرشحي الأحزاب الأخرى، فحزبنا ذو تاريخ وباع طويلين في مضمار النضال السياسي الديمقراطي، ومثل هذه الإشاعات الجوفاء لن تؤثر على قاعدته الشعبية؛ بل ستعززها، على النحو الذي يؤهله للفوز بمقاعد إضافية في الانتخابات المقبلة، التي نحرص على أن تتم بنزاهة وشفافية، وهو ما تعاهدنا عليه ضمن ميثاق الشرف".

ولعل ما يميز الحملة الدعائية الراهنة عن سابقاتها، في إقليم كردستان هو ترشح شخصيات كردية، على قوائم كيانات وتحالفات عراقية، في سابقة هي الأولى من نوعها، في تاريخ العملية السياسية للعراق وكردستان، سيما بعد زوال النظام السابق.

بيد أن جرجيس كولي زاده، المرشح عن مدينة أربيل على قائمة ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يرى في ذلك تحولًا إيجابيًا، تقتضيه دواعي النضال السياسي من أجل إقرار حقوق شعب كردستان في إطار عراق موحد ومستقر، وأضاف "من الحكمة والحصافة أن ننقل صراعنا السياسي مع القوى الأخرى، إلى العاصمة بغداد ومراكز القرار فيها، بغية حسم المشاكل هناك، لهذا ومن منطلق ثقتي بائتلاف النصر بقيادة العبادي في تحقيق ما أصبو إليه من أهداف ومشاريع، من شأنها تقريب وجهات النظر بين بغداد وأربيل، وتمتين عرى التعاون بينهما في مختلف المجالات، قررت الترشح ضمن قائمته الانتخابية".

وعزا كولي زاده قرار ترشحه إلى ما أسماه رد الفعل الطبيعي، على امتناع الأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان، عن الإصغاء للآراء الأخرى، مضيفًا أن الوضع السياسي المتشنج حاليًا بين بغداد والإقليم، يستدعي العمل لإقناع الشركاء في الوطن، بحق الشعب الكردي في امتلاك دولته المستقلة، وبخلافه ينبغي البحث عن مشاريع بديلة تضمن الاستقرار والوئام والتعايش بين الجانبين.

واللافت في حملات الدعاية أيضًا، انتشار مكاتب الكتل والائتلافات العراقية وملصقاتها وصور مرشحيها في كبريات مدن الإقليم، بخلاف الحال بالنسبة للمرشحين الكرد في المناطق المسماة دستوريًا المتنازع عليها، وخصوصًا في كركوك التي منع فيها مرشحو القوى الكردية من رفع إعلام كردستان، أو حتى إرفاقها بصورهم وملصقاتهم الانتخابية، أو الإشارة في خطاباتهم وكلماتهم الموجهة للناخبين إلى كل ما يدلل على كردستانية تلك المناطق، ما يطرح كثيرًا من علامات الاستفهام.

أما التركمان المنضوون في إطار حزب الجبهة التركمانية، فإنهم يطمحون للحصول على مقعد واحد من المقاعد الخمسة عشر المخصصة لمحافظة أربيل، وأكد "آيدن معروف" مسؤول فرع الحزب، أن حزبه يشارك بمفرده في السباق الانتخابي، عبر خمسة مرشحين يمثلون تركمان أربيل، وأضاف "نسعى بكل جهودنا للفوز بمقعد واحد فقط، رغم الوجود التركماني المكثف في أربيل، أما الحديث حاليًا عن أي تحالفات بين حزبنا والقوى الأخرى، فيعتبر سابقًا لأوانه، ذلك أن نتائج الانتخابات هي التي سترسم وتحدد ملامح مثل تلك التحالفات مستقبلًا، وبما أننا وقعنا على ميثاق الشرف الخاص بالانتخابات التشريعية المقبلة، فإننا ندعو الجميع إلى العمل لضمان نزاهة هذه الممارسة الديمقراطية، التي ستجري في كل أرجاء البلاد".

وبموازاة الحملة الانتخابية على الأرض، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بحملات مضادة ومسعورة، بين المرشحين وأحزابهم، التي تتفنن وتبتكر أساليب غير مشروعة للنيل من خصومها وشعبيتهم، واستقطاب مزيد من أصوات الناخبين، في مشهد يعكس حسب آراء كثير من المراقبين، انحسار الوعي السياسي وتدني مستوى الفهم لمعاني العملية الانتخابية، عند قطاع واسع من الناخبين، لا سيما في أوساط الجيل الصاعد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحملات الانتخابية تشتعل في شوارع كردستان وتمتد إلى الإنترنت الحملات الانتخابية تشتعل في شوارع كردستان وتمتد إلى الإنترنت



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:05 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب
 العرب اليوم - أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab