روبرت فيسك يُؤكّد تحويل عملية السلام الفلسطينية إلى صفقة اقتصادية
آخر تحديث GMT19:21:23
 العرب اليوم -

تحدَّث عن صفقة القرن المثيرة للسخرية لـ"جاريد كوشنر"

روبرت فيسك يُؤكّد تحويل عملية السلام الفلسطينية إلى صفقة اقتصادية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - روبرت فيسك يُؤكّد تحويل عملية السلام الفلسطينية إلى صفقة اقتصادية

صفقة القرن المثيرة للسخرية لـ"جاريد كوشنر"
لندن - ماريا طبراني


نشر الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، مقاله في صحيفة "الإندبندنت" وتحدّث فيه عن صفقة القرن المثيرة للسخرية لجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلا: "الإدراك المتأخر غير عادل، لكنه قد يقول الحقيقة، أولا، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب القدس كعاصمة لإسرائيل، وبالتالي حرم الفلسطينيين من عاصمتهم القدس الشرقية، مما أرعب الفلسطينيين، إذ أكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أنه لن يتحدث بعد الآن مع الولايات المتحدة، مما دفع ترامب لقول "إننا ندفع للفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا نحظى بالتقدير أو الاحترام"، لقد كانت مجرد تغريدة، لكنه بالفعل يعني ذلك، حيث كتب "هؤلاء الفلسطينيون البائسون غير الممتنين!"، ومن ثم قطع 300 مليون دولار من المساعدات الأميركية إلى اللاجئين، ليتبقى للفلسطينيين 60 مليون دولار فقط كمساعدات".

وأضاف "اضطرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، التي تتلقى مساعدات دولية لنحو 5.3 ملايين لاجئ فلسطيني، إلى التخلص من موظفيها، 113 منهم في غزة وحدها في الأسبوع الماضي، وترعى "أنروا" الفلسطينيين منذ العام 1949، ولديها عجز حالي يبلغ 49 مليون دولار، ويواجه أطباء وممرضات ومعلمو وموظفون فلسطينيون آخرون يبلغ عددهم 30000 شخص البطالة، وبالتالي يهدد الجوع المزيد من الشعب المتعب والفقير والمكتظ في غزة، وتم إخبار أحد الآباء والذي يعول ستة أطفال أنه ليست لديه وظيفة بعد الآن، بعد 32 عاما من العمل في "أنروا"، وأشار "لكن انتظروا، لأن المساعدة في متناول اليد، ألم يعد جاريد كوشنير، صهر القائد ترامب، ومانح "اتفاق القرن" للسلام المستقبلي للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، بحياة أفضل للجانب الخاسر؟ لماذا فعل ذلك، إذ منذ شهر واحد فقط، واسمحوا لي أن أقتبس، قال "أعتقد بأن الشعب الفلسطيني أقل استثمارا في النقاط الحوارية للسياسيين، فلا يرون كيف ستعطيهم الاتفاقية وأجيالهم القادمة فرصًا جديدة، ووظائفًا أفضل وأجرًا أفضل، وإمكانيات لحياة أفضل"، لقد أشرت من قبل إلى أن هذا هو المال مقابل السلام بدلا من الأرض مقابل السلام، الدولارات بدلا من العاصمة الفلسطينية في القدس، ووضع حد للاستعمار اليهودي، وحق العودة، وهلم جرا، إنه حل حقيقي من ابتكار ترامب".

ولفت الكاتب البريطاني "لكن استرجاع الأحداث التاريخية يجعل الصفقة أكثر سخرية، أولا، أعطى ترامب القدس للإسرائيليين، بعد ذلك، حين يجرؤ الفلسطينيون على الشكوى، يقطع مساعدتهم الإنسانية ويقودهم إلى اليأس، ثم، من باب مجاملة الشاب جاريد، يعرض ترامب أن يقدم لهم بالمال في "الصفقة النهائية" إذا توقفوا فقط عن هذه المطالب البغيضة وغير العقلانية والسامية والمناهضة للنازية والعنصرية من أجل إقامة الدولة وكرامتها ووضع حد للاستعمار".

وأوضح فيسك "تفكر الولايات المتحدة بطريقة أنه ربما تكون قلوبهم فارغة، لكن تعبأ بطونهم، آمالهم قد تكون ميتة لكن حساباتهم البنكية ستكون ممتلئة، وبدلا من كل الكآبة والعنف اللذين يرعاهما الزعماء السياسيون الفاسدون الذين لا يستطيعون دفع أو إطعام شعبهم، يمكن للفلسطينيين أن يسيروا طويلا بفرص جديدة، فرص عمل أفضل وأجور أفضل لحياة أفضل".

وقال ساخرا "مع وجود الكثير من الأموال، لن تكون هناك حاجة إلى أونورا، لأنه لن يكون هناك لاجئون يعانون من الفقر، لأن اللاجئين سيكونون ميسورين الحال، إن لم يكونوا أغنياء، مع كل تلك الوظائف ذات الأجور الأفضل"، وأكد فيسك "من المستحيل إخفاء المعادلة، عندما اعترض الفلسطينيون على تدمير تطلعاتهم السياسية وابتعادهم عن الحديث عن السلام، تعمد الأميركيون والإسرائيليون إبقاءهم فقراء، حيث قال ترامب "مع عدم رغبة الفلسطينيين في الحديث عن السلام، لماذا يجب علينا أن نوفر لهم أي من هذه المدفوعات المستقبلية الضخمة؟"، وبين "يعتمد أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، بمعدل بطالة يبلغ 44%، على منظمة أونورا، وبعبارة أخرى، يجب استبدال القضية الفلسطينية بقضية إنسانية، كما أن السلام سيكون عملية اقتصادية وليست سياسية".

واستطرد قائلا "يتم إشراك السعوديين والإماراتيين والمصريين في هذا الكانتون الجديد المشرقي، حيث محطات الكهرباء المدفوعة من قبل أبوظبي، والأسواق الحرة المصرية في رفح، الأسهم السعودية في الشركات الفلسطينية، ويعود الأمر إلى الخيال القديم لدبي في الضفة الغربية، وسنغافورة في غزة، والتي اعتاد شمعون بيرس على تبنيها، واقترحها حتى جون كيري، ولمن يتذكر الآن الخطة الاقتصادية لفلسطين المنسية التي تبلغ تكلفتها 4 مليارات دولار والتي اقترحها في المنتدى الاقتصادي العالمي قبل أكثر من خمس سنوات؟ وكان عباس نفسه آنذاك أخبره أنه يجب إعادة بدء المفاوضات مع إسرائيل، حيث كان كيري يتخبط بشأن خطة رائدة لتطوير اقتصاد فلسطيني مستدام وقادرأكثر وأكبر طموحا من أي شيء مقترح منذ أوسلو منذ أكثر من 20 عاما، ولكن على الأقل كان كيري يعرض دولة فلسطينية مقابل امتثال عباس".

واختتم قائلا "ليس هناك ما هو مميز بشأن "صفقة القرن" التي طرحها ترامب، باستثناء استمرار وجود المستوطنات اليهودية الجديدة، كما لا يزال يتعين علينا تسميتها، على قمم التلال في الضفة الغربية، لكنني أفترض أنه إذا كان الفلسطينيين أقل جوعا، وأفضل تغذية، ويتطلعون إلى وظائف أفضل وآفاق للمستقبل وليس لديهم كابوس الأونورا لمراقبتهم، سيكونون قادرين على عكس مدى سوء حالهم إذا كانت لديهم دولتهم وحدودهم وأمنهم، والقدس الشرقية، وعدم وجود مستعمرات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرت فيسك يُؤكّد تحويل عملية السلام الفلسطينية إلى صفقة اقتصادية روبرت فيسك يُؤكّد تحويل عملية السلام الفلسطينية إلى صفقة اقتصادية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 18:04 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

20 قتيلاً في قصف إسرائيلي استهدف دمشق
 العرب اليوم - 20 قتيلاً في قصف إسرائيلي استهدف دمشق

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 15:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
 العرب اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab