مكة المكرمة ـ سعيد الغامدي
اكتمل وصول مواكب حجاج بيت الله الحرام إلى منى أمس الجمعة، واستقروا في أماكنهم المخصصة، بعد أن أنهوا بنجاح الوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع. ورمى الحجاج أمس جمرة العقبة فقط وهي التي تلي مكة المكرمة، وذلك اتباعاً لسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وبعد أن فرغوا من الرمي شرعوا في الحلق أو التقصير للتحلل الأول من الإحرام ثم طافوا طواف الإفاضة، وسعوا بين الصفا والمروة بعدها نحروا الهدي لمن عليه هدي من الحجاج.
ويواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسكهم أيام التشريق الثلاثة إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوادع بعد أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الـ12 من شهر ذي الحجة. وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بجميع الخدمات التي يحتاجونها وتحيطهم من كل جانب المستشفيات والمراكز الصحية لوزارات الصحة والحرس الوطني والدفاع والداخلية التي تقدم خدماتها على مدار الساعة من دون انقطاع إضافة إلى مراكز الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي والإسعاف الطبي الطائر والخدمات التموينية المتوافرة والاتصالات.
وأكد مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الحج المركزية أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، أن اللجنة المركزية للحج تبدأ بالعمل والترتيب للموسم الجديد دائماً، عقب نهاية فريضة حج العام الحالي مباشرة، لذا عقدت أول اجتماع لها للإعداد للعام الحالي عقب حج العام الماضي، وبدأت بدرس كل التقارير المرفوعة للجنة من المسؤولين في الحج، لا سيما الميدانيين بحكم قربهم من الحاج، واطلاعهم على طبيعة الخدمات المقدمة ومدى استفادتهم منها، وهكذا بدأت عملية التنظيم والترتيب والاستعداد لموسم حج هذا العام، مضيفاً: "تمكّنا من إيجاد وقتٍ كافٍ لدرس السلبيات والإيجابيات، وكذلك لوضع الخطط اللازمة الضامنة لتحقيق نجاحات جديدة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتواصل هذا النجاح، ويمتد حتى ينهي ضيوف الرحمن حجهم، ويعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين".
وأشار إلى حرص حكومة المملكة على خدمة ضيوف الرحمن وتقديم أرقى وأفضل الخدمات لهم. مؤكداً أن السعودية قيادة وحكومة وشعباً تعمل بكل طاقاتها وتجنّد كل القطاعات لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن الإيمانية إلى الأراضي المقدسة منذ قدومهم وحتى عودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة أمس: "بذلت كل القطاعات في موسم حج هذا العام جهوداً كبيرة، وكانت هناك دراسة وافية لجميع التجارب السابقة وتعزيز للإيجابيات ومعالجة للسلبيات، لافتاً إلى أن العمل خلال الأيام الثلاثة الأولى للحج كان كبيراً، إذ عملت القطاعات كافة على تسهيل انتقال ضيوف الرحمن إلى منى ثم إلى عرفات ومزدلفة بكل يسر وسهولة، كما أن خطط التفويج إلى الجمرات والحرم المكي الشريف تسير بنجاح".
ونوّه الأمير خالد الفيصل بانخفاض عدد الحجاج من دون تصاريح استناداً إلى الأرقام التي تؤكدها الإحصاءات، خصوصاً بعد أن وفّقت الخطة الموضوعة هذا العام في إيقاف وإبعاد أشخاص ومركبات مخالفين عند نقاط فرز أبعد ما تكون عن إمكان دخولها للمشاعر المقدسة، مؤكداً أن أعداداً كبيرة اضطرت إلى التخلي عن فكرة مخالفتها ومحاولتها تجاهل النظام والتقليل منه ومن ضرورته في هذا الشأن، إلا أن رجال الأمن كانوا كعادتهم مميزين في أعمالهم وجهودهم، فكانت النتائج من خلال الإحصاءات ممتازة، وتجعلنا مصرين على مواصلة العمل لبلوغ مستويات أعلى ونتائج أفضل في كل عام جديد، مثمناً لهم جهودهم، وممتناً لهم بالشكر والتقدير على ما بذلوه من عمل ووقت عاشوه داخل المشاعر المقدسة وخارجها ليعطوا نماذج لأبناء الوطن المخلصين الذين يظهرون دائماً فدائية في العمل تجعلنا جمعياً فخورين بهم، ومطمئنين إلى وجودهم.
من جهته، أكد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، أن الحالة الصحية للحجاج ممتازة جداً، ولا توجد أية أوبئة خطيرة، مشيراً إلى أن كوادر ومنشآت وزارة الصحة تبذل جهدها في سبيل توفير الرعاية الصحية لضيوف الرحمن. وبين في لقاء تلفزيوني في القناة السعودية أمس، أن خطة وزارة الصحة في موسم حج هذا العام كلفت نحو 30 ألف ممارس صحي، وجهزت 25 مستشفى موزعة في المشاعر، وكذلك 155 مركزاً صحياً في مواقع الحجاج وبالقرب منهم، إضافة إلى خدمات أخرى في مواقع مختلفة للتأكد من القرب لكل من يحتاج خدمات صحية في المشاعر المقدسة.
وعن الجانب الوقائي الذي انتهجته وزارة الصحة في موسم الحج، أفاد وزير الصحة، أن الوزارة تتخذ إجراءات لضمان خلو الحج من الأمراض أو انتشار الأوبئة، فعمدت إلى اشتراطات يجب أن يلتزم بها حجاج جميع الدول، إلى جانب فحص الحجاج القادمين إلى المملكة وتوافر التطعيمات المطلوبة، فضلاً عن متابعة الحالات المريضة بالمستشفيات وفي حالة ظهور شك بأي حالة يجري عزلها طبياً والتعامل معها بطريقة استثنائية. ولفت إلى أن قطاعات الوزارة العاملة في موسم الحج، أجرت منذ بداية مهماتها 455 عملية قسطرة و21 عملية قلب مفتوح لعدد من الحجاج المرضى، والغالبية العظمى منهم نقلوا إلى المشاعر لاستكمال حجهم وسط عناية طبية فائقة.
أرسل تعليقك