العراقييون يحتفلون بذكرى تأسيس الجيش والانتصار على تنظيم داعش
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

في غياب وزير للدفاع بسبب عدم التوافق بعد على شخصية تتسلم الحقيبة

العراقييون يحتفلون بذكرى تأسيس الجيش والانتصار على تنظيم "داعش"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العراقييون يحتفلون بذكرى تأسيس الجيش والانتصار على تنظيم "داعش"

الجيش العراقي
بغداد ـ نهال قباني

أحيا العراقيون، أمس الأحد، الذكرى الثامنة والتسعين لتأسيس الجيش العراقي، التي مرت وسط استقرار أمني واضح بعد سنوات من المعارك التي خاضها الجيش والقوات المساندة له ضد التنظيمات المسلحة والإرهابية تكللت بتحقيق الانتصار العسكري ضد تنظيم "داعش" في 9 ديسمبر/كانون الأول 2017، بعد قتال شرس استمر لنحو 3 سنوات.

واللافت أن الاحتفال بهذه الذكرى تمَّ بغياب وزير للدفاع في حكومة عادل عبد المهدي التي نالت ثقة البرلمان نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أخفق رئيس الحكومة حتى الآن في تمرير أحد المرشحين لهذا المنصب نتيجة عدم اتفاق الكتل السياسية على شخصية معينة.

وكان منصب وزير الدفاع، المخصص (عرفاً) للمكون السني، عقدة في أغلب الحكومات السابقة، حيث تميل القوى الشيعية، وإلى حد ما الكردية، إلى عدم القبول بالأسماء التي تطرح وتشكك عادة في ولائها للعهد الجديد، نظراً لارتباطاتها السابقة بحزب "البعث" المنحل ونظام حكمه.

وارتبط الجيش العراقي بتاريخ تأسيس العراق الحديث مطلع القرن الماضي، وتعيين الأمير فيصل الأول ملكاً على البلاد عام 1921، وتأسَست أولى وحَدات القوات المسلحة "فوج موسى الكاظم" ضمن تشكيلات وزارة الدفاع العراقية التي ترأسها الفريق جعفر العسكري.

وهنأ رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، أمس، العراقيين والقوات المسلحة، بذكرى تأسيس الجيش بعد حضوره استعراضاً للجيش أقيم في مقر الكلية العسكرية ببغداد. وقال عبد المهدي في كلمة ألقاها خلال حفل الاستعراض إن "المؤسسة العسكرية العراقية المشهود لها بالكفاءة والخبرة والمهنية قد خرجت أجيالاً من خيرة الضباط والقادة والمراتب وأسست لتقاليد عمل راسخة". وأضاف أن "جيش العراق الباسل سيبقى لكل العراقيين متسامياً ومدركاً أنه حامي الاختلاف والتنوع والتعايش تحت سقف الدستور، وقد نجح في مهمة الدفاع والتحرير، وأبلى بلاءً كبيراً في الحرب على الإرهاب".

بدوره، وضع رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس، إكليلاً من الزهور على نصب الجندي المجهول وسط بغداد. كما وجه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي رسالة إلى منتسبي الجيش قال فيها: "لقد قاتلتم بالنيابة عن العالم، ودحرتم (داعش)، وطهرتم أرضكم منه، وقدمتم نموذجاً فريداً في التضحية والشجاعة خلال تأدية مهامكم بمهنية عالية".

وحضر الاستعراض عدد من المسؤولين والقادة العسكريين وأعضاء مجلس النواب ورؤساء وممثلي منظمات المجتمع المدني وجموع من المواطنين. 

أقرا أيضًا: قوات سورية الديمقراطية تلقي القبض على حوالي 50 عنصرًا من "داعش"

ورغم الاحتفالات وبيانات التهاني والتبريكات التي أعلنتها أغلب الشخصيات والكتل السياسية، فإن الانقسام حول المناسبة وطبيعة الأدوار المختلفة التي لعبتها المؤسسة العسكرية العراقية عبر تاريخها الطويل كان حاضراً بقوة بين مختلف الاتجاهات، وكان من بين أبرز تلك المواقف، قرار حكومة إقليم كردستان عدم الاحتفال بالمناسبة، ولأول مرة منذ سنوات امتنع الإقليم عن اعتبار المناسبة عطلة رسمية.

وينظر أغلبية الأكراد إلى الجيش العراقي باعتباره المؤسسة التي أوقعت أفدح الأضرار في صفوف حركة النضال الكردية عبر عقود من الزمن، كما يحملونه مسؤولية الحملات العسكرية التي شنها نظام صدام حسين ضد القرى الكردية وضربها بالأسلحة الكيماوية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

وإلى جانب الأكراد، توجه قطاعات واسعة من العراقيين انتقادات حادة للمؤسسة العسكرية، وتتهمها بالعمل لصالح الحكومات القائمة، خصوصاً في عهد حكم «البعث»، كما تتهمها بقيادة أول انقلاب عسكري عام 1958 ضد النظام الملكي وتوريط البلاد في عشرات المعارك الداخلية والخارجية التي أضرت بالبلاد وثرواتها البشرية والطبيعية.

في مقابل ذلك تنظر قطاعات أخرى إلى الجيش باحترام، وتعتبره مؤسسة رصينة تعرضت للتصدع بسبب السلوكيات التي اتبعها الحكام والسلطات السياسية.

ومعروف أن الجيش العراقي خاض خلال العشرة عقود الماضية معارك كثيرة داخلية وخارجية، كان أبرزها الحرب ضد الحركة الكردية لنحو 5 عقود قبل 2003، إضافة إلى الحرب العراقية الإيرانية 1980 - 1988، وحرب احتلال دولة الكويت عام 1990، وحرب الخليج الثالثة التي قادتها الولايات المتحدة وانتهت بإسقاط نظام صدام حسين عام 2003، إلى جانب مشاركته في أغلب الحروب العربية ضد إسرائيل وخوضه الحرب الأشرس والأشد تعقيداً ضد الإرهاب بعد 2003.

ورأى رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، عدنان الأسدي، أن "التباين في وجهات النظر حيال الجيش العراقي يمكن تفهمها، لكن على الناس أن تدرك أن النظام السياسي القائم هو من يحدد شكل وطبيعة ومهام الجيش". وقال لـ"الشرق الأوسط": "فرضت طبيعة النظام الديكتاتوري السابق على المؤسسة العسكرية التورط في معارك ضد أبناء البلد، وبتقديري لم يكن أمامها إلا الالتزام بالقوانين العسكرية الصارمة التي فُرضت وكانت عقوبتها الإعدام في حال عدم تنفيذ الأوامر، أما اليوم فالأمر مختلف وقد رأينا كيف دافع العسكر عن الناس وتكبدوا خسائر جسيمة في حربهم ضد الإرهاب وجماعات (القاعدة) و(داعش)".

وحول كثير قوات الجيش اليوم وطبيعة معداتها العسكرية، أشار الأسدي إلى وجود نحو  250  ألف منتسب في صفوف الجيش العراقي، وأن أحوال التجهيز أفضل بكثير من السابق. لكنه اعتبر أن "الجيش ما زال غير متفرغ لمهمته الأساسية في الدفاع عن البلد، إنما ما زال مستهلكاً في السيطرات والمفارز الأمنية في المدن".  وقال: "يجب إخراجه من المدن وإعادة تأهيله وتدريبه من جديد".

وكشف الأسدي عن عزم السلطات العراقية على إعادة التصنيع العسكري المحلي عبر وزارتي الدفاع والصناعة، ويمكن للعراق أن يتعاون مع شركات الأسلحة العالمية للمشاركة في صناعة وتغطية احتياجات الجيش العراقي من الأسلحة الخفيفة والثقيلة وبقية المعدات.

وقد يهمك أيضًا:

الجيش العراقي يقتل أربعة عناصر من "داعش" بغارة جوية على منطقة زارلوك

القوات العراقية تعلن القبض على 12 عنصرًا من داعش

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراقييون يحتفلون بذكرى تأسيس الجيش والانتصار على تنظيم داعش العراقييون يحتفلون بذكرى تأسيس الجيش والانتصار على تنظيم داعش



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 03:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

11 قتيلا وعشرات الجرحى إثر حادث دهس في سوق بألمانيا

GMT 08:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح يروى صفحات من قصة نجاحه على المسرح الكبير

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab