«وصفة سحرية» تمكّن الصدريين من حصد العدد الأكبر من المقاعد النيابية
آخر تحديث GMT08:36:06
 العرب اليوم -

«وصفة سحرية» تمكّن الصدريين من حصد العدد الأكبر من المقاعد النيابية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - «وصفة سحرية» تمكّن الصدريين من حصد العدد الأكبر من المقاعد النيابية

الانتخابات البرلمانية العراقية
بغداد - العرب اليوم

تشير إحصاءات افرزتها نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية إلى أن إجمالي عدد الأصوات التي حصلت عليها «الكتلة الصدرية» الفائزة بأكبر عدد من المقاعد النيابية (نحو 73 مقعداً) يزيد قليلاً على 600 ألف صوت في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد التي تصدر فيها الصدريون القوائم الفائزة. وإجمالي الأصوات هذا لا يمثل إلا نحو 1.5 في المائة من تعداد نفوس البلاد الذي يزيد على الـ40 مليون نسمة. غير أن حصول الصدريين على عدد كبير من المقاعد رفع من نسبة تمثلهم النيابي إلى نحو 22 في المائة، باعتبار أن مجموع مقاعد البرلمان يبلغ 329 مقعداً.
غير أن تسليط الضوء على الفرق بين نسبتي التمثيل السكاني والبرلماني لا يعني القدح بعمل الصدريين أو بفوزهم المستحَق، ولا يتقاطع أو يتعارض مع شروط اللعبة الديمقراطية التي تلزم جميع الأطراف باحترام قواعدها، علماً بأن الصدريين غالباً ما حصلوا، وفي جميع الدورات الانتخابية التي خاضوها منذ عام 2005، على مقاعد نيابية هي أكثر بالحقيقة من حجمهم السكاني؛ ففي انتخابات عام 2010، حصد الصدريون 30 مقعداً ضمن «الائتلاف العراقي الموحد» برصيد أصوات لا يتجاوز 600 ألف صوت أيضاً، فيما حصل شريكهم حينذاك، تيار «الإصلاح»، بزعامة إبراهيم الجعفري، على مقعدين فقط رغم أن رصيده كان يتجاوز 250 ألف صوت. وحصل أمر مماثل في انتخابات عام 2014. التي دخلها الصدريون («كتلة الأحرار») بطريقة منفردة، وحققوا فيها 34 مقعداً. وفي الانتخابات قبل الأخيرة (2018) تمكن الصدريون عبر «تحالف سائرون» من انتزاع صدارة القوائم الفائزة برصيد 54 مقعداً.
ويرى غالبية المراقبين والمطلعين على كواليس التيار الصدري أن ثمة «وصفة سحرية» يستند إليها هذا التيار وينفرد بها عن غالبية الأحزاب والأطراف السياسية تؤهله غالباً إلى إحراز نجاحات متواصلة خلال الدورات الانتخابية الخمس، وهذه الوصفة تتمثل في «الالتزام الصارم والطاعة شبه العمياء» التي يظهرها أتباع الصدر لتوجيهات زعيمهم وأوامره قبل الانتخابات وبعدها.
وهذا الالتزام والطاعة يستندان إلى موقع «شديد التمركز» بالنسبة للصدر داخل تياره، إلى جانب الكاريزما والنفوذ الشخصي للصدر على أتباعه، الموروث والمستند إلى تاريخ أسرته الدينية التي تعرضت للقتل والترويع في حقبة نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
ومن أمثلة الطاعة التي يقدمها أتباع الصدر للتعليمات التي صدرت لهم بشأن الانتخابات الأخيرة، ما حدث في الدائرة الانتخابية الثانية في بغداد وأدى إلى فوز 3 مرشحين صدريين (حسن كريم، حاكم إلزاملي، مها الدروي). هذا «الهاتريك» الذي حققه الصدريون ولم يحققه غيرهم في دائرة انتخابية واحدة جاء نتيجة الالتزام الشديد باتباع طرق التصويت.
ويقول مصدر صدري لـ«الشرق الأوسط» إن «الماكينة الانتخابية للتيار حددت بالضبط المراكز والأماكن التي يصوت بها كل ناخب لمرشحه». ويضيف: «طلبنا منهم التصويت للزاملي في مراكز محددة وكذلك لبقية المرشحين، وكان التزام الناخبين كما توقعنا وتمكنا من ضمان الفوز لمرشحينا الثلاثة».
ومن مظاهر الاختلاف الشاسع بين جمهور التيار الصدري وجماهير بقية الكتل، تشير بعض الإحصاءات الانتخابية إلى حصول تحالف «الفتح» الحشدي على نسب تصويت 600 ألف ناخب للقائمة، وهي نسبة مماثلة أو قريبة جداً من نسب تصويت ناخبي التيار الصدري، غير أن تحالف «الفتح» لم يحصل إلا على 17 مقعداً. وحصل أمر مماثل في محافظة ذي قار التي كان مركزها مدينة الناصرية معقل الحراك الاحتجاجي عام 2019؛ فقد حصلت حركة «امتداد» المنبثقة عن الحراك على نحو 140 ألف صوت منحها 5 مقاعد برلمان فقط، فيما حصلت الكتلة الصدرية على نحو 60 ألف صوت، لكنها حصدت 8 مقاعد برلمانية، وذلك ناجم عن «الطاعة الشديدة» وحسن التنظيم للحملات الدعائية، إلى جانب الخبرة الطويلة التي يتمتع بها التيار في العملية الانتخابية، في مقابل الخبرة المتواضعة لجماعات الحراك التي تنخرط في السباق الانتخابي للمرة الأولى.


قد يهمك ايضاً:

الكاظمي يتعهد بإجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة في موعدها

 

الكتل السياسية العراقية تتطلع إلى الحكم بشأن قانون الانتخابات المعدل

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وصفة سحرية» تمكّن الصدريين من حصد العدد الأكبر من المقاعد النيابية «وصفة سحرية» تمكّن الصدريين من حصد العدد الأكبر من المقاعد النيابية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab