نيويورك ـ مادلين سعاده
دعت الولايات المتحدة الأميركية، ليل الجمعة، مجلس الأمن الدولي إلى أن "يضع جانبًا المناورات السياسية"، وأن يعمل على التمديد لآلية التحقيق المشتركة في استخدام الأسلحة الكيميائية قي سورية. واتهمت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هيلي، روسيا بأنها الدولة الوحيدة في مجلس الأمن الدولي التي أعاقت التمديد لآلية التحقيق المشتركة.
وقالت في بيان إن "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصدرت تقريرا خلص إلى أن غاز "السارين" استخدم في هجوم 30 مارس/آذار 2017 على بلدة اللطامنة (تبعد عن خان شيخون في إدلب 25 كلم) السورية ما أدى إلى إصابة 70 شخصا". وأوضحت أن "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ستقدم تقريرها الأخير إلى آلية التحقيق المشتركة، لتحديد هوية المسؤول عن هذا الهجوم" .
وأشارت هيلي أنه من المقرر أن تنتهي ولاية الآلية المشتركة فى 16 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري ما لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات لتمديدها. وأردفت قائلة "مرة أخرى، نرى حادثا مؤكدا لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين الأبرياء في اللطمانة، وما لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات فورية لتجديد ولاية الآلية المشتركة، فلن تكون هناك أداة مستقلة ومحايدة لتحديد هوية المسؤول عن تلك الهجمات الرهيبة".
وتابعت هيلي تقول: "لقد وقفت دولة واحدة – هي روسيا - في آخر مرة حاولنا فيها تمديد عمل هذه التحقيقات، وستواصل الولايات المتحدة العمل بحسن نية مع شركائنا في مجلس الأمن لتمديد عمل الآلية المشتركة، لأننا نعلم أن هناك المزيد من الهجمات التي تتطلب إجراء تحقيقات بشأنها".
ويوم 24 من أكتوبر/تشرين أول الماضي أخفق مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار أمريكي بشأن تمديد ولاية آلية التحقيق المشتركة بعد أن استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" لعرقلة مشروع القرار الذي حصل على تأييد 11 عضوا فيما عارضه اثنان وامتنعت الصين وكازاخستان عن التصويت.
وكانت روسيا طلبت أمس الأول الخميس في مشروع قرار قدمته الى مجلس الأمن، من لجنة التحقيق المشتركة، إعادة تقييم نتائج تقريرها الذي اتهم النظام السوري، باستخدام تلك الأسلحة بخان شيخون، في محافظة إدلب. وتشكلت آلية التحقيق المشتركة، في 2015، وجرى تجديد تفويضها عامًا آخر في 2016، حيث تنتهي ولايتها في 16 نوفمبر الجاري.
وخلصت آلية التحقيق، مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، في نتيجة أولية، إلى أن النظام السوري استخدم غاز "السارين" بمجزرة "خان شيخون"، الخاضعة لسيطرة المعارضة، في إدلب (شمال غرب). وقُتل في هجوم "خان شيخون" أكثر من 100 مدني، وأصيب ما يزيد على 500 آخرين، غالبيتهم أطفال، وسط إدانات دولية واسعة. وقد نفت دمشق وحليفها الوثيق روسيا ضلوعهما بأي هجمات كيميائية، وانتقدا بشدة آلية التحقيق المشتركة التي تشكلت لتحديد المسؤول عن الهجمات الكيميائية في سورية.
أرسل تعليقك