طوني بلير يسعى للعودة إلى الحياة السياسية من بوابة الخروج من الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث GMT04:51:58
 العرب اليوم -

ربما تكون محاولاته لتقويض مسألة الانفصال أفضل وسيلة لتحقيق ذلك

طوني بلير يسعى للعودة إلى الحياة السياسية من بوابة الخروج من الاتحاد الأوروبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طوني بلير يسعى للعودة إلى الحياة السياسية من بوابة الخروج من الاتحاد الأوروبي

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير
لندن ـ سليم كرم

يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير يعدُّ نفسه للقيام بدور محوري في صياغة الاتفاق المتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كمحاولة لاستكشاف قاعدة جديدة للسلطة بعيدًا عن "وستمنستر"، حسب ما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها يوم الأحد.

وقال الصحيفة في تقريرها، إن رئيس الوزراء الأسبق يقوم حاليًا بتأسيس معهد بالقرب من "وايت هول"، وذلك لعقد المحادثات مع كبار الوزراء والمسؤولين البريطانيين، كما أنه سيكون طريقا له للعودة إلى عالم السياسة من جديد في المملكة المتحدة، موضحة أن الخطوة أثارت دهشة قطاع كبير من أعضاء مجلس الوزراء، والذين أكدوا أنه استغل الاجتماعات المتعلقة بالشرق الأوسط من أجل الوصول إلى معلومات تمكنه من التأثير على خطط الحكومة البريطانية في الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويقول أحد المصادر، والذي سبق وأن جلس مع بلير لمناقشة خطط الخروج من الاتحاد الأوروبي، إن السيد بلير لا يبدو معجبًا على الإطلاق برئيسة الوزراء الحالية تريزا ماي، حيث يرى أنها ليس لها ثقل سياسي كبير. كما أنه يرى جيرمي كوربين ليس مؤهلا للقيادة، موضحا أن هناك فجوة كبيرة في السياسة البريطانية، ولا يوجد من يستطيع إغلاقها سواه. لكنَّ مكتب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق نفى أنه قام بوصف أحد من القادة السياسيين البريطانيين على هذا النحو.

ومن المقرر أن يلتقي بلير رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي في وقت قريب، في الوقت الذي يراه فيه عدد من مساعديها أنه جزء من تحالف غير مقدس من الوزراء والمسؤولين السابقين الذين عقدوا العزم على عرقلة خطط الحكومة البريطانية للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق قد طالب في مقال له، في صحيفة "نيو يوربيان" أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي بالحشد والتنظيم للتعبير عن رفضهم لقرار الخروج من الاتحاد ، حيث أنه يريد في الأساس إظهار أنه يقوم حاليًا بعودة كبيرة الى عالم السياسة، وربما تكون محاولاته لتقويض مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي هي أفضل وسيلة للقيام بذلك.
وفي سبيل تحقيق ذلك، قام رئيس الوزراء الأسبق بتجنيد الزعيم السابق لـ"حزب العمال" الأسكتلندي جيم مورفي لتقديم المشورة له بشأن دمج أعماله الاقتصادية والخيرية لتكون تحت سقف واحد، وهو الأمر الذي يهدف في الأساس إلى تعزيز النفوذ السياسي لمنظمته الجديدة.

وقالت صحيفة "التايمز" إن اهتمام بلير بالعودة إلى السياسة من جديد، بدا واضحًا في الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء البريطاني الأسبق مع جاريد كوشنر، إبن زوجة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، كما التقى كذلك بالمستشار السابق جورج أوزبورن.

ويقول مصدر مقرب من "وايت هول" أن "طوني وجورج يلتقيان بشكل منتظم، حيث أنهما عقدا العديد من المحادثات حول المناخ السياسي في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي." ونقلت الصحيفة عن مصدر أخر ناقش مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي مع كل من بلير وأوزبورن، قوله بأن جورج مقتنع تمامًا بالوجهة التي يتبناها بلير، حيث أن كلًا منهما يرى أن الخروج من الإتحاد الأوروبي هو بمثابة الكارثة الكبرى والغضب والدموع والمرارة.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن فريق العمل السياسي والمالي الخاص ببلير يستعد حاليًا لنقل 130 من موظفي مكتبه إلى "وستمنستر"، وذلك بالرغم من تصريحات مكتبه بالأمس حول أنه ليس من المؤكد أن يتم نقل المكتب الخاص برئيس الوزراء البريطاني الأسبق إلى هناك.

ومن الأسماء المحتملة التي سوف يطلقها رئيس الوزراء البريطاني السابق على مؤسسته الجديدة، هي "مركز طوني بلير من أجل التغيير العالمي"، حيث أنه من المقرر افتتاحها في يناير/كانون الثاني المقبل وذلك بعد قيامه بإغلاق مكاتبه للاستشارات التجارية في سبتمبر الماضي.

من ناحيته، قال ميرفي، الذي خسر مقعده في شرق "رينفروشاير" لصالح الحزب الوطني الاسكتلندي في العام الماضي إنه تلقى أكثر من مائتي ألف جنيه استرليني ليقوم بدور أحد مستشاري مؤسسات طوني بليو حيث يلعب دورًا رئيسيًا مع كاثرين ريمر، كبير مستشاري بلير للموظفين، وأنجيلا سالت، الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة توني بلير للعقيدة"، في دمج العمليات الخيرية والتجارية تحت علامة تجارية واحدة لا تهدف الى الربح.

ويقول المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق إنه يعقد مناقشات مع وزراء الحكومة البريطانية بخصوص العديد من قضايا الشرق الأوسط والمساعدات، موضحا أنه مازال يتمتع بنشاط كبير في ما يخص قضايا الشرق الأوسط وإفريقيا في ظل عمله الخيري غير الهادف الى الربح. وأضاف أن بلير لم يناقش مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي مطلقا مع وزراء الحكومة البريطانية، بينما قالت مصادر داخل "وايت هول" إنه في الوقت الذي كانت فيه تلك الاجتماعات مخصصة قضايا بعينها بعيدًا عن مسألة خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تحولت في النهاية الى مناقشة مسألة خطط الحكومة للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويقول أحد المسؤولين "إن بلير كان حريصًا على مقابلة عدد كبير من مسؤولي الحكومة، وذلك في محاولة للحصول على رؤية ثاقبة حول الكيفية التي تفكر بها الحكومة البريطانية في ما يتعلق بمسألة الخروج من الإتحاد الأوروبي، وذلك حتى يتمكن من التأثير على ذلك."

وأضاف "أنه يحاول امتصاص المعلومات حول النظام الذي سوف يتم تفعيله، حيث تكون الدعوة للقاء موجهة للحديث عن التنمية أو قضايا متعلقة بالشرق الأوسط، ثم يقوم بعد ذلك في أثناء اللقاء لتحويل الحوار نحو مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي."

ويقول أحد الوزراء الذين تلقوا دعوة للقاء بلير "لقد كان الأمر أشبه بالاستدعاء"، بينما يقول أحد المطلعين على بواطن الأمور إن "رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تخلى عن معظم المصالح المالية بسبب "المانشيتات" العناوين الرئيسية الصحفية السلبية التي دارت حول هوسه بالمال، موضحًا أنه يتجه الان لاعادة اكتشاف نفسه مرة أخرة في عالم السياسة، حيث أنه يرى نفسه رجل دولة عالميًا على شاكلة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر.

وتأتي تحركات بلير بعد مطالبات من حوالي 60 نائبًا برلمانيًا محافظًا، من بينهم سبعة وزراء سابقين، بضرورة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ونظام السوق والجمارك المشتركة، حيث أنه هناك مخاوف من جراء الخطوات التي يتخذها رئيس الوزراء الأسبق من أجل تقويضها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوني بلير يسعى للعودة إلى الحياة السياسية من بوابة الخروج من الاتحاد الأوروبي طوني بلير يسعى للعودة إلى الحياة السياسية من بوابة الخروج من الاتحاد الأوروبي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab