مساع لِإعادة تَرْتِيبِ البيْتِ الشِّيعيِّ بعْد صدْمة الجلْسة الأولى لِلْبرْلمان العراقيِّ
آخر تحديث GMT07:19:34
 العرب اليوم -

مساع لِإعادة تَرْتِيبِ البيْتِ الشِّيعيِّ بعْد صدْمة الجلْسة الأولى لِلْبرْلمان العراقيِّ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مساع لِإعادة تَرْتِيبِ البيْتِ الشِّيعيِّ بعْد صدْمة الجلْسة الأولى لِلْبرْلمان العراقيِّ

محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي
بغداد - العرب اليوم

في حين بدا أن العرب السنة حسموا لصالحهم معركة رئاسة البرلمان لجهة التجديد لزعيم حزب «تقدم» محمد الحلبوسي لولاية ثانية، فإن معركتي «الكتلة الكبرى» شيعياً ورئاسة الجمهورية كردياً ما زالتا مفتوحتين على كل الاحتمالات... فعلى الرغم مما بدا أنه تنازل من «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني عن منصب رئاسة الجمهورية لصالح شريكه في الحكم بإقليم كردستان «الاتحاد الوطني الكردستاني»، فإن هذا التنازل بدا مشروطاً.
«الديمقراطي الكردستاني»؛ الذي بقي حتى قبل يومين متمسكاً بمنصب رئاسة الجمهورية إلى الحد الذي جرى معه تداول عدد من المرشحين من قبله مثل وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري والحالي فؤاد حسين أو القيادي البارز فاضل ميراني، أعلن أول من أمس؛ وعلى لسان ميراني نفسه، أن الحزب حين تسلم منصب النائب الثاني لرئاسة البرلمان فإنه تنازل ضمناً عن أحقيته في منصب رئيس الجمهورية. «الاتحاد الوطني الكردستاني» من جهته أعلن، مساء أول من أمس، وبالإجماع، أن مرشحه الوحيد للمنصب هو الرئيس الحالي والقيادي البارز فيه برهم صالح.
وبينما بدا أن الكرد والسنة، الذين مضوا مع أغلبية شيعية تمثلها «الكتلة الصدرية» خلال الجلسة الأولى للبرلمان الأحد الماضي والتي ترتب عليها انتخاب هيئة الرئاسة (محمد الحلبوسي - «سني» رئيساً، وحاكم الزاملي - «شيعي صدري» نائباً أول، وشاخوان عبد الله - «كردي ديمقراطي» نائباً ثانياً)، تراجعوا وقرروا عدم الدخول مع طرف شيعي ضد آخر بشأن «الكتلة الأكبر».
وتراوح معركة «الكتلة الأكبر» في مكانها؛ إذ ينتظر «الإطار التنسيقي»، الذي يقول إنه يملك 88 نائباً يشكلون «الكتلة الأكبر» مقابل «الكتلة الصدرية» التي تملك 75 نائباً، نتيجة الطعن الذي قدمه إلى المحكمة الاتحادية بشأن مجريات الجلسة الأولى المقدوح في شرعيتها من قبل «الإطار».
وفي موازاة معركة «الكتلة الأكبر»، التي لا يريد الكرد والسنة التورط فيها الأمر الذي سهل إمكانية الوصول إلى حل وسط بين «الإطار» والصدريين، فإن دخول الكرد معركة رئاسة الجمهورية لا بد من أن يجعل حزباً منهما («الاتحاد الوطني» و«الديمقراطي الكردستاني») بحاجة ماسة إلى الصوت الشيعي لترجيح المرشح الكردي لهذا المنصب.
وطبقاً؛ لذلك فإنه في حال حسمت المحكمة الاتحادية في غضون يومين مسألة شرعية الجلسة الأولى من عدمها، فإن الحزبين الكرديين سيعاودان العمل من أجل التحشيد لصالح الرئيس الحالي، المختلف عليه، أو ضده. ففيما يحتاج «الاتحاد الوطني الكردستاني» إلى 220 صوتاً لترجيح كفة مرشحه صالح؛ حيث يحتاج التصويت لمنصب رئيس الجمهورية أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان في الجولة الأولى، فإن «الحزب الديمقراطي الكردستاني»؛ الرافض ترشيح صالح، يحاول التحشيد ضده؛ لا سيما بعد أن تراجع عن المطالبة بالمنصب مطالباً في الوقت نفسه بترشيح شخصية بديلة لصالح من داخل «الاتحاد الوطني»؛ الأمر الذي رفضه الأخير الذي لا يريد الخضوع إلى إملاءات «الديمقراطي الكردستاني» في بغداد.
شيعياً؛ وفي ظل استمرار النزاع بين الصدر وقوى «الإطار التنسيقي»، فإنه؛ حسب المعلومات المتسربة خلف الكواليس، ستبدأ شخصيات شيعية نافذة؛ قسم منها من خارج العراق (إيران أو لبنان)، وساطة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين بعد أن بدا أن الشريكين الكردي والسني غلبا مصالحهما على مصالح شريكهما الأكبر (البيت الشيعي) الذي قسمته نتائج الانتخابات إلى قسمين متناحرين أحدهما بزعامة مقتدى الصدر الفائز الأول في الانتخابات والطامح في تشكيل حكومة أغلبية وطنية، والآخر بزعامة عدد من القيادات الشيعية التي لم يعد يوحدها سوى موقفها من الصدر غير المسيطر عليه حتى من قبل إيران.
الصدر؛ الذي يملك كتلة كبيرة يسندها جمهور متماسك ومطيع، يعرف أن خصومه داخل قوى «الإطار التنسيقي» فقدوا بريقهم وتأثيرهم حتى بعد استمرار مظاهراتهم واعتصاماتهم لنحو 3 أشهر بعد ظهور نتائج الانتخابات التي انتهت بمصادقة المحكمة الاتحادية، وبالتالي فإنه ماض بشأن تشكيل حكومة الأغلبية التي يراها «الإطاريون» محاولة لإقصائهم عن المشهد السياسي المقبل الذي يبقى مفتوحاً على احتمالين لا ثالث لهما هما:
إما توافق شيعي بشأن «الكتلة الأكبر» بحيث يتكرر على نحو ما سيناريو 2018 حيث لا وجود لكتلة أكبر؛ بل توافق شيعي يبقى هشاً يلتحق به السنة والكرد بوصفهما الطرف الأضعف في المعادلة. وإما افتراق شيعي ينتج عنه صراع قد يمتد إلى الشارع. فالعديد من الفصائل المسلحة، وعن طريق بعض قيادييها، حملوا السنة والكرد مسؤولية تصدع البيت الشيعي، وهو ما يعني أنه في حال لم يتوصل الشيعة إلى تفاهم داخلي؛ فإن الصراع قد يمتد إلى الشارع بين «الإطاريين» والصدريين الذين دخلوا الجلسة الأولى للبرلمان وهم يرتدون الأكفان.

قد يهمك ايضاً

أعضاء مجلس النواب العراقي يختارون محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان لولاية جديدة بأغلبية الأصوات

إنطلاق الجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي الجديد وانتخاب رئيس البرلمان في أولى الجلسات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساع لِإعادة تَرْتِيبِ البيْتِ الشِّيعيِّ بعْد صدْمة الجلْسة الأولى لِلْبرْلمان العراقيِّ مساع لِإعادة تَرْتِيبِ البيْتِ الشِّيعيِّ بعْد صدْمة الجلْسة الأولى لِلْبرْلمان العراقيِّ



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab