الأمن السوداني يمنع بالقوة متظاهرين حاولوا تسليم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس
آخر تحديث GMT22:23:17
 العرب اليوم -

عمر البشير يصدر قراراً بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق برئاسة وزير العدل

الأمن السوداني يمنع بالقوة متظاهرين حاولوا تسليم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأمن السوداني يمنع بالقوة متظاهرين حاولوا تسليم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس

تجمعات كبيرة من المواطنين السودانيين
الخرطوم - العرب اليوم

فرّقت أجهزة الأمن السودانية بالغاز المسيل للدموع والهراوات، أمس الإثنين، تجمعات كبيرة من المواطنين كانت تنوي تنظيم موكب ينطلق من أحد ميادين العاصمة، الخرطوم، إلى القصر الرئاسي لتسليم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير وحكومته، في وقت أصدر فيه الرئيس البشير قراراً جمهورياً بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد برئاسة وزير العدل. واعترف البشير، بتقديره لـ"معاناة الشعب"، وشكره على صبره على الظروف التي يعيشها، وبشّر بقرب تجاوزها.

وقال البشير في كلمته بمناسبة الذكرى الـ63 لاستقلال البلاد أمس: "نوشك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة". وأضاف أنه "يسعى لتعزيز وتوسيع المشاركة السياسية دون إقصاء أحد"، مشدداً على أن السودان لديها شراكات دولية وعربية متعددة لدعم الاقتصاد السوداني، وتتطلع إلى مضاعفة الجهود للبناء الاقتصادي، وتجاوز المرحلة الصعبة والانتقال إلى الإصلاحات".

وأكد الرئيس السوداني أنه ملتزم بإجراء انتخابات في عام 2020 في أجواء حرة ونزيهة، داعياً المعارضة للمشاركة في بناء السودان، قائلاً: "ندعو السودانيين للتوحد ونبذ العنف دعما للنسيج الاجتماعي".

 وفي الشأن الخارجي، شدَّد البشير على المحافظة على علاقات متوازنة والتعاطي الإيجابي مع قضايا المنطقة، وفقاً للمصالح الوطنية العليا للبلاد. وقال إن "بلاده ستواصل دعم الشرعية في اليمن حتى عودة الاستقرار". 

التظاهرات تعمُّ السودان مطالبة بـ"تغيير النظام" 

واستجاب آلاف المواطنين، أمس، للدعوة الثانية التي وجهها "تجمع المهنيين السودانيين" للتجمع في ميدان القندول عند السوق العربي في الخرطوم. بيد أن السلطات استبقت هذا التحرك بحشد قوات كبيرة احتلت الميدان منذ نهار أول من أمس، وزادت تمركزها ليلة الخميس وعززته صباح الجمعة، وحوّلت الميدان إلى ثكنة عسكرية مقفلة أمام المشاة والسيارات.

وقال عضو سكرتارية تجمع المهنيين، محمد ناجي الأصم، إن احتجاجات أمس فاقت التوقعات، مشيراً إلى أن الجماهير شاركت فيها بأعداد أكبر من الأعداد التي شاركت في احتجاجات الثلاثاء الماضي، وهو ما أدى إلى إغلاق مؤسسات حكومية وبنوك ومتاجر.

وأوضح الأصم أن ما قام به المواطنون يؤكد إرادتهم وقوتهم في مواجهة النظام، وإصرارهم على تنحيه. وأضاف: "قدّرت أعداد المشاركين بالآلاف، بيد أن القوة الكبيرة التي واجهتهم، اضطرتهم للتحول إلى احتجاجات متفرقة". وتابع: "استخدمت قوات الأمن العنف المفرط مع المواطنين، بما في ذلك الرصاص الحي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة على الأقل بجروح خطيرة".

أقرا  أيضًا:  الرئيس السوداني عمر البشير يتوعد ويؤكد أن السودان ستخرج من الأزمة

وتحدث عن احتجاجات شهدتها أيضاً مناطق متعددة في الخرطوم، وقام بها من لم يتمكنوا من دخول المدينة، مشيراً إلى مواجهات في أحياء السجانة: نمرة 2، والديوم، وإلى مظاهرات صاخبة في مناطق الكلاكلة بالخرطوم والشنقيطي بأم درمان.

وكشف الأصم كذلك عن الإعداد لمظاهرات ليلية في أحياء متفرقة من الخرطوم، بالتزامن مع احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال ورأس السنة الجديدة، إضافة إلى احتجاجات توقع حدوثها من دون ترتيب مسبق.

وأشار شهود إلى أن وحدات أمنية مختلفة انتشرت في أنحاء العاصمة السودانية، حيث لوحظت مشاركة قوات عسكرية بآليات تحمل لوحات الجيش السوداني. وهذه المرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد التي يشارك فيها الجيش، كما يبدو، في قمع الاحتجاجات.

ونشرت قوات الأمن في الخرطوم مدرعات خفيفة وعربات "لاند كروز" تحمل مدافع مضادة للطيران ورشاشات ثقيلة من طراز "دوشكا" عند منعطفات الطرق الأساسية وحول الجسور وأمام الأماكن الاستراتيجية. وسدت هذه القوات شوارع السيد عبد الرحمن، والقصر، والحرية، والبلدية أمام حركة السير حتى وقت متقدم مساء، وغيّرت اتجاه السير فيها، كما رصت صفوفاً من الرجال المسلحين وبأيديهم هراوات في طوابير طويلة في الشوارع الأساسية. كما فرضت قوات الأمن حراسات مشددة على منطقة سوق الذهب وحول مسجد الخرطوم العتيق، وأجبرت حافلات النقل العام على تفريغ المسافرين إلى وسط المدينة، ثم أمرت أصحاب المحلات التجارية في مناطق السوق العربي والأفرنجي بإقفال متاجرهم والمغادرة.

وحوّلت مظاهرات أمس المدينة إلى ساحة معركة حقيقية بين جنود بكامل عتادهم ورجال الأمن بثيابهم المدنية وأسلحتهم الظاهرة وصنوف كثيرة من مركبات القتال، وبين حشود من المواطنين، في أكبر مظهر من مظاهر استعراض القوة وقمع المتظاهرين تشهده البلاد منذ فترة طويلة.

وظللت المدينة سحابة كثيفة من الغاز المسيل للدموع الذي استخدم لتفريق المحتجين. واستمرت معارك الكر والفر لساعات، وأطلقت خلالها الذخيرة الحية التي سُمع صوتها من مسافات بعيدة. وقال شهود إن آلاف المحتجين رفعوا في وسط الخرطوم وفي عدد من شوارعها، شعارات مطالبة بـ"إسقاط النظام"، مشددين على سلمية تحركهم. ولفتوا إلى أن محتجين ابتدعوا شعاراً جديداً لتحركهم رداً على محاولات تحميل أبناء دارفور المسؤولية عن أعمال التخريب التي جرت قبل أيام. ويقول الشعار الجديد "يا عنصري يا مغرور... كل البلد دارفور"، في محاولة لتأكيد وحدة الشعب ووحدة مصيره. 

المحامون يبدأون إضراباً عن العمل 

من جانبهم، دخل المحامون في إضراب عن العمل ابتداء من أمس الاثنين، وشوهدت أعداد منهم في ميدان القندول يحملون شعارات تتضمن مطالبهم، فيما تراص محامون في أحد أهم شوارع مدينة ود مدني بوسط البلاد وهم يحملون لافتات تندد بالنظام، وتعلن الإضراب. وقال شاهد إن محامية واحدة على الأقل اعتُقلت بسبب الإضراب في ود مدني.

وأفادت مصادر معارضة بأن سلطات الأمن ألقت القبض على مئات المحتجين أمس، ونقلتهم في سيارات نصف نقل وحافلات نقل ركاب صغيرة إلى جهات غير معلومة، مشيرة إلى أن من بين الموقوفين نجلة زعيم المعارضة الصادق المهدي، زينب، لتضاف إلى ابنها محمد أحمد المحتجز منذ يومين.

في المقابل، أعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني إطلاق سراح معظم الموقوفين أثناء المظاهرات الأخيرة، عقب اكتمال الإجراءات الأمنية اللازمة حيالهم، فيما تستمر التحقيقات بشأن بقية الموقوفين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سونا" عن مدير الإعلام بالجهاز قوله إن من أطلق سراحهم أقروا خلال التحقيقات أن الهالة الإعلامية بالخارج كانت أكبر من الحجم الحقيقي للمظاهرات، وبأن أحزاباً سياسية استغلت مهنيين وطلاباً لتحقيق أجندتها الخاصة.

وفي لندن، قالت مصادر سودانية معارضة إن قوى معارضة شكّلت مركزاً موحداً تحت مسمى "منسقية الانتفاضة السودانية" بهدف ضمان مزيد من التنسيق والعمل في اتجاه دفع الحراك الجماهيري الساعي للإطاحة بحكومة الرئيس البشير.

وأكد بيان لقوى معارضة أن تكوين المنسقية لا يعني أنها صانعة للثورة، ولكنها طرف أصيل في قلب الحراك ومكمل وداعم لها ، كما أنها مفتوحة لكل الكيانات السياسية والمجتمعية التي تؤمن بالثورة والانتفاضة من أجل إسقاط النظام وتفكيك بنيته. وتضم المنسقية: "تحالف قوى الإجماع الوطني"، وقوى "نداء السودان"، و"تيار الوسط للتغيير"، و"تجمع المهنيين السودانيين"، و"تيار الانتفاضة"، و"التجمع الاتحادي" و"الحزب الجمهوري".

وقد يهمك أيضًا: 

الرئيس السوداني يؤكّد حرص بلاده على تحقيق الاستقرار في سورية

موسكو تدعم زيارة البشير إلى دمشق وتخطط لتوسيع قاعدة طرطوس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمن السوداني يمنع بالقوة متظاهرين حاولوا تسليم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس الأمن السوداني يمنع بالقوة متظاهرين حاولوا تسليم مذكرة تطالب بتنحي الرئيس



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد

GMT 06:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب

GMT 18:40 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الاتيكيت التي تحدد لباقة المرأة

GMT 02:10 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 18:32 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إتيكيت وضع الماكياج في الأماكن العامة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab