قال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة الخميس 29 أغسطس/آب 2024، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن مراجعة أولية خلصت إلى أن إطلاق النار على مركبة تحمل علامة واضحة لبرنامج الأغذية العالمي في قطاع غزة حدث بعد “خطأ في الاتصال” بين وحدات عسكرية إسرائيلية. وقال روبرت وود نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن غزة “طالبناهم بتصحيح المشكلات داخل نظامهم على الفور… لا ينبغي لإسرائيل أن تتحمل مسؤولية أخطائها فحسب بل يجب عليها أيضا أن تتخذ إجراءات ملموسة لضمان عدم إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على أفراد الأمم المتحدة مرة أخرى”.
وأوقف برنامج الأغذية العالمي تنقلات موظفيه مؤقتاً في أنحاء قطاع غزة الأربعاء بعدما قال إن عشرة رصاصات على الأقل اخترقت مركبة تحمل بوضوح شعار المنظمة لدى اقترابها من نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية.
وقال البرنامج في بيان إن قافلة مؤلفة من سيارتين مدرعتين تلقت “العديد من الموافقات من السلطات الإسرائيلية على الاقتراب” من نقطة تفتيش على جسر وادي غزة مساء الثلاثاء. وأصابت الطلقات إحدى المركبتين لكن لم يصب أي شخص بأذى.
وكانت حركة “حماس” قد قالت إن الجيش الإسرائيلي استهدف “متعمداً” قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في قطاع غزة، بهدف “ترويع وإرهاب” المؤسسات الإنسانية عن إغاثة الشعب الفلسطيني.
وحمَّلت حماس في بيان، الجيش الإسرائيلي “المسؤولية الكاملة عن جريمة إطلاق النار” التي تعرضت لها قافلة برنامج الأغذية أثناء مرورها قرب حاجز عسكري إسرائيلي في المنطقة الوسطى لقطاع غزة.
وأكدت أن الهجوم الذي استهدف القافلة بعد أن أوصلت شحنة مساعدات إنسانية “نعتبره هجوما متعمدا يهدف لترويع وإرهاب المؤسسات الإنسانية عن تقديم واجبها في إغاثة شعبنا الذي يتعرض لحرب إبادة”.
الحركة دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى “اتخاذ الإجراءات التي تُجبر الاحتلال على وقف التعرض للمؤسسات الإنسانية في غزة”.
كما دعت إلى “محاسبة الاحتلال وقادته مجرمي الحرب على جرائمهم المستمرة ضد شعبنا في قطاع غزة، وجرائمهم ضد المؤسسات الإغاثية وطواقم العمل الإنساني، التي قتل الاحتلال منها أكثر من 200 شخص”.
ومنذ أشهر، تشكو منظمات إغاثية فلسطينية ودولية من عدم توفر الحماية لفرقها؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من العاملين في المجال الإنساني بنيران إسرائيلية؛ وهو ما يزيد من معاناة الفلسطينيين في ظل حاجتهم الملحة للمساعدات المنقذة للحياة.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة؛ أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحولت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
مستشار الأمن القومي الأميركي يطالب إسرائيل باستراتيجية سياسية في غزة
مقتل جنديين إسرائيليين خلال معركة جنوبي قطاع غزة
أرسل تعليقك