الجلسة الطارئة لمجلس الأمن تنتهي بمزيد من الخلافات والاتهامات المتبادلة والأهالي يدفعون الثمن
آخر تحديث GMT00:16:06
 العرب اليوم -

روسيا ترفض أي خطوات أحادية الجانب وواشنطن تؤكد أن الأسد غير مكترث بمن بقي من بلاده

الجلسة الطارئة لمجلس الأمن تنتهي بمزيد من الخلافات والاتهامات المتبادلة والأهالي يدفعون الثمن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجلسة الطارئة لمجلس الأمن تنتهي بمزيد من الخلافات والاتهامات المتبادلة والأهالي يدفعون الثمن

جلسة مجلس الامن الدولي الطارئة التي عقدت مساء الأحد
نيويورك ـ يوسف مكي

لم تتوصل جلسة مجلس الامن الدولي الطارئة التي عقدت مساء الأحد الى أي نتيجة من شأنها الاتفاق على وقف العمليات العسكرية في حلب والسماح بإدخال المساعدات الغذائية والطبية الى أهلها المحاصرين، وظلت دعوة مبعوث الأمين العام الى سورية ستيفان دي ميستورا لهدنة 48 ساعة تراوح مكانها في ظل الخلافات الكبيرة بين الجانبين الأميركي والروسي التي انعكست توترًا كبيرًا خلال الجلسة التي شهدت مشادات وتبادلاً للاتهامات حول من هو الفريق الذي يفجر الوضع في سورية، مما حمل مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، على التأكيد بأن موسكو لن توافق بعد الآن على أي خطوات أحادية الجانب في سورية، بعد أن لجأت واشنطن إلى حيل مكنت الإرهابيين من تعزيز قدراتهم.

وقال تشوركين في كلمة ألقاها أثناء الجلسة إن روسيا استجابت مرارا لطلبات الولايات المتحدة بإعلان هدن تتراوح مدتها من 48 إلى 72 ساعة، لكن ذلك كان يؤدي دائما إلى إعادة تموضع المسلحين وحصولهم على تعزيزات. ثم تم طرح طلب آخر هو تخلي الحكومة السورية عن طلعات طائراتها الحربية لمدة 3 ثم 7 أيام. وتابع الدبلوماسي الروسي: "لا يمكن أن تستمر كهذه حيل تكتيكية بلا نهاية، فإننا لن نوافق بعد الآن على أي خطوات أحادية الجانب".

وأكد أن الحديث عن إحياء الهدنة في سورية يجب أن يدور على أساس متعدد الأطراف حصرا، "عندما لا نضطر إلى إثبات شيء لأحد ما من جانب واحد، إنما عليهم إقناعنا بأن لديهم رغبة صريحة في فصل المعارضين المتعاونين مع التحالف الأمريكي عن جبهة النصرة، ثم القضاء على "النصرة" وجعل المعارضين جزءا من العملية السياسية".
وأضاف أنه إذا لم يحدث ذلك فسيثير الأمر شبهات لدى موسكو بأن كل هذه التحركات هي من أجل إنقاذ جبهة النصرة من الضربة. وتابع "بالتالي، فالحل يكمن في عمل مشترك نزيه يلتزم فيه الجميع باتفاقات الهدنة، بدلا من طرح مطالب من جانب واحد".

وأشار إلى أن كثرة المجموعات المسلحة الناشطة في سورية، وكثرة الأطراف التي تقصف أراضيها جعلت عودة سورية إلى حياة سلمية مهمة "شبه مستحيلة". وقال تشوركين، خلال الجلسة التي عقدت بطلب من واشنطن ولندن وباريس، إن تطبيق الاتفاق الروسي الأمريكي يفتح طريقا للحل السياسي في سورية. وأضاف أن لهذا الاتفاق أعداء كثيرين كانوا يسعون لتقويضه منذ البداية، "وهناك انطباع أن موقفهم غير البناء هو الذي تغلّب". وأكد تشوركين أن تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي مستمر في الحصول على الأسلحة من الغرب، والولايات المتحدة تتجاهل هذه الحقيقة.

أما بخصوص الوضع الإنساني في حلب فقال المندوب الروسي إنه كان ممكنا تطبيعه في الشهر الماضي وحتى في بداية الشهر الجاري، لكن تزمت المعارضة المتطرفة حال دون ذلك، ولم تفعل واشنطن شيئا إزاء هذه الحقيقة. ولفت إلى أن الحكومة السورية تبذل قصارى جهدها لإخراج المدنيين من حلب، لكن مسلحي "النصرة" الذين أصبحوا القوة الكبرى المتواجدة في شرق حلب، يمنعون خروجهم.

وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، اتهمت في كلمتها كلا من موسكو ودمشق بشن هجوم واسع النطاق على حلب الشرقية، قائلة إن عشرات المدنيين قتلوا هناك خلال الأيام الثلاثة الماضية جراء غاراتهما الجوية. وقالت في كلمتها إن الولايات المتحدة ستجهد لإعادة نظام وقف إطلاق النار في سوريا "بكل ما لديها من الأساليب"، متهمة الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "لا يؤمن إلا بالحل العسكري في بلاده وهو غير مكترث بمن بقي من بلاده ".

وجددت المندوبة الأميركية دعوات واشنطن إلى موسكو لاستخدام تأثيرها على دمشق لوقف الأعمال القتالية في حلب. وبحسب باور فإن العملية العسكرية في شرق حلب تتناقض مع دعوات موسكو إلى الحل السلمي للأزمة السورية.
كذلك ألقى كل من المندوبين الفرنسي والبريطاني كلمة أمام مجلس الأمن حملا فيهما روسيا والنظام السوري مسؤولية ما يجري في حلب.
وطالب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في كلمته، أطراف الأزمة السورية بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي حلب.

وأعلن دي ميستورا أن عدد القتلى جراء الأعمال القتالية في ريف حلب منذ توقف سريان الهدنة بلغ 213 شخصا.وقال إن الأحداث المأساوية التي تمر بها حلب حاليا غير مسبوقة، مشيرا إلى أن وحدات المعارضة السورية تستخدم صواريخ تقتل المدنيين. وشدد المبعوث الأممي الخاص على أن حوالي نصف المسلحين في شرق حلب ينتمون لتنظيم "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة).

كما لفت دي ميستورا إلى أن تدمير البنية التحتية شرق حلب أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية، مضيفا أن محاصرة طريق الكاستيلو أسفر عن توقف إيصال الأغذية إلى حلب. وأكد أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه، وشرح موقفه هذا قائلا: "استقالتي ستكون إشارة عن أن الأسرة الدولية تتخلى عن السوريين، والأمم المتحدة لن تتخلى عن السوريين وأنتم لن تتخلوا عن السوريين". وفي ختام كلمته، أكد دي ميستورا أن فرص حل الأزمة السورية لا تزال قائمة.

وكشف مندوب سورية بشار الجعفري أن تنظيم "أحرار الشام" المسلح يعتزم مهاجمة مستودعات المواد الكيماوية لضبط الفسفور الأصفر من أجل استخدامه ضد المدنيين، مخططا لتوجيه اتهامات باعتماد الأسلحة الكيماوية للحكومة السورية. وقال الجعفري إن بلاده تعتبر "أن إجراء هذا الاجتماع هو رسالة لتنظيم "جبهة النصرة" والمجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها مفادها أن الدعم والغطاء السياسي ما زالا قائمين وسلاح الإرهاب للضغط على الحكومة ما زال ناجعا".

واتهم الولايات المتحدة وحلفاءها والمجموعات المسلحة التي تخضع لسيطرتها بإفشال اتفاق وقف النار في سورية. وأكد الجعفري أن عملية القوات السورية في حلب تهدف إلى طرد الإرهابيين من المنطقة، مضيفا أن الجيش السوري دعا المدنيين إلى الابتعاد عن مناطق المسلحين بعد فشل الهدنة واتخذ كافة التسهيلات لخروج المدنيين وتأمين السكن لهم.

وأعلن المندوب السوري أن دمشق تستنكر جميع الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا. وقال إن حكومة بلاده لن تتخلى عن شبر واحد من أراضيها، مؤكدا على أن الجيش السوري عازم على انتزاع السيطرة على مدينة حلب وريفها بالكامل.
وأعاد الجعفري إلى أذهان المشاركين في الاجتماع عملية قتل الطفل الفلسطيني، عبد الله عيسى، على يد مسلحي "حركة نور الدين زنكي"، مشيرا إلى أن هذه الحركة كانت تسيطر مع تنظيم "جبهة النصرة" على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين بحلب. وتسائل الجعفري في هذا السياق: "هل يتجرأ أحد في مجلس الأمن على تبرير دعم حركة نور الدين زنكي؟".

من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن امتعاضه من "التصعيد العسكري في حلب، التي تواجه الأعمال القتالية الأطول والأكثر كثافة منذ اندلاع النزاع في سوريا". ودعا "جميع الأطراف المتورطة الى تكثيف عملها من أجل إنهاء هذا الكابوس"، على حد تعبيره.
وأدان بان كي مون، بشدة، استخدام القنابل الحارقة خلال المعارك، معيدا إلى الأذهان أن "القانون الدولي يقول بوضوح أن اعتماد مثل هذا السلاح بصورة مستمرة في الأماكن المكتظة بالسكان يعد جريمة حرب".

بدوره، أكد مندوب مصر في الأمم المتحدة، عمرو أبو العطا، أن الشعب السوري يتحمل وحده عواقب فشل القوى الدولية في تجاوز خلافاتها. وأعرب عن أسفه على فشل الهدنة في سورية، داعيًا موسكو وواشنطن إلى تجاوز الخلافات بينهما، في إطار من حسن النوايا، بعيدا عن المزايدات والترشقات الإعلامية. وأشار المندوب المصري إلى أن ما يجري في سورية هو حرب بالوكالة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجلسة الطارئة لمجلس الأمن تنتهي بمزيد من الخلافات والاتهامات المتبادلة والأهالي يدفعون الثمن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن تنتهي بمزيد من الخلافات والاتهامات المتبادلة والأهالي يدفعون الثمن



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 23:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab