شرعت قوات الحشد الشعبي ، مساء الأربعاء، في تنفيذ المرحلة الثانية من عملية "محمد رسول الله" لتحرير ما تبقى من مناطق غربي القيروان والبعاج، فيما تمكنت قواته من تحرير قرية اميلحات غربي القيروان. وأعلن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في تصريح أنه "بدأت، مساء الاربعاء، المرحلة الثانية من "عمليات محمد رسول الله" تحت شعار "شهداء سنجار". وأضاف، أن "الصفحة تستهدف تحرير ما تبقى من مناطق غربي القيروان وقضاء البعاج وصولا إلى الحدود العراقية السورية".
وقال إعلام الحشد الشعبي، اليوم الخميس : إن "قوات الحشد الشعبي/ اللواء 11 شرع بتحرير قرية اميلحات غربي القيروان". واضاف، إن "الحشد الشعبي/ اللواء 10 فجر سيارة مفخخة قبل وصولها لقطعاتنا في قرية الحاتمية شمال غربي القيروان". وفي العاصمة بغداد ، أفاد مصدر امني بأن "عبوة ناسفة كانت موضوعة بالقرب من محال تجارية بقضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد، انفجرت". وأضاف أن "الانفجار اسفر عن اصابة 3 اشخاص بجروح".
وحول معركة تحرير الموصل، قال الخبير الأمني هشام الهاشمي ، ان عدم نجاح القوات العراقية في اجتياح المنطقة القديمة في الجانب الأيمن من مدينة الموصل قد صب في صالح تحرير الاحياء التي تقع خارج تلك المنطقة، مشيرا الى ان معركة تحرير المنطقة التي تعد آخر معاقل تنظيم "داعش" في الموصل ستكون عند أبوابها الخمسة، وراهن على ما اسماه "الكراهية والبغضاء" لدى أهالي المنطقة لقتل جميع عناصر التنظيم المتشدد.
وكتب الهاشمي على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، ان "القوات المشتركة منذ شهرين وهي تحاصر المدينة القديمة من جنوبها ولم تنجح طيلة تلك الفترة من التوغل في عمقها الا بمسافة 150-200م ، وفي الأسابيع الثلاثة الماضية تحولت الى تحرير أحياء الساحل الأيمن خارج المدينة القديمة، واستطاعت أن تحرر كل تلك الأحياء حتى ما كان يصنف أنه بؤرة صعبة وهو حي 17 تموز، ولم يبق سوى حيي الزنجيلي والشفاء شمالي المدينة القديمة". وأضاف ان "تجزئة المدينة القديمة الى مناطق بحسب تسمية الأبواب التي هي 5 ابواب جنوبا "السراي، الطوب، لكش، الجديد، البيض" وفي الشمال بابان "سنجار، والمسجد"، وبالتالي التعامل معها بتكيك الجيوب المعزولة والفلول المطاردة لتصفيتها الواحدة تلو الأخرى، بقوات قنص وفصائل راجلة، قوات نخبوية خاصة لديها خبرة وتكيِّف مع أساليب داعش داخل الشوارع والأزقة المغلقة".
وتابع الهاشمي ان "الأمم المتحدة والمراقبين يفترضون أن عديد الأهالي داخل حدود المدينة القديمة +200 الف شخص، وان تقارير الداخل تتفق أن قيادة "داعش" قامت بتقسيم عناصرة الى +50 مقاتل في كل باب من تلك الأبواب، وتكثيف وحداتهم الأنتحارية بالقرب من ضفة النهر الغربية وبالقرب من حي الزنجيلي ومحيط الجامع النوري". ونوه الى انه "بحسب الشهادات من الداخل؛ هم قناصون ومفارز هاونات ومفارز تقليدية وانتحاريين، غالبهم من العراقيين ونسبة قليلة جدا من العرب والأجانب، قد فقدوا معظم مخازنهم اللوجستية وايضا معظم طائرات الدرونز وفقدوا الكثير من خزينهم الطبي والدوائي، ايضا باتت طرق المناورة والتخفي محدودة وكذلك لا خيار لهم الا القتال حتى الهلاك".
واردف الهاشمي الذي يقدم مشورة للحكومة العراقية باعتباره خبيرا بشؤون الجماعات المسلحة، ان "البغضاء والكراهية التي في صدور أهالي المدينة القديمة بالضد من داعش كفيلة بإسقاط أساليبهم بالتخفي وفضحتهم بالاسماء والصور وتقديم احداثيات تواجدهم وحتى حركاتهم داخل المدينة، كل ذلك سوف يهشم رؤوس عناصر داعش وليس لمحلي أو اجنبي اي حيلة للهروب أو التخفي، والقيادة المشتركة لديها معلومات دقيقة لتقدير الموقف في أرض الواقع". وأشار الى المعركة المقبلة هي المعركة الحاسمة بهجوم مشترك من الشرطة الأتحادية والرد السريع وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، وبإسناد القوة الجوية وطيران الجيش العراقي وبدعم التحالف الدولي الجوي، هذه هي معركة القضاء على نخبة جيش الخلافة المزعومة، وما ورطتهم في المرابطة بالمدينة القديمة، هل هي من باب الأصرار على تدمير المدينة والقذارة في الأنتقام من أهلها أم خباثة وبحث عن دور ما في خاتمة السوء؟".
ورد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، على اتهامات بشأن وقوفه وراء تأسيس "دولة عميقة" تعرقل عمل الحكومة الحالية، مُحذرا من محاولات قال إنها تهدف إلى إزاحة قوى سياسية إسلامية، مبديا عدم رغبته "العودة إلى السلطة". وقال المالكي في حديث تلفزيوني : إنه "مع الأسف الشديد يقال إن هناك شيئا اسمه الدولة العميقة للمالكي تعرقل عمل الدولة، ويتم الترويج لذلك على شكل رسائل إلى دول وكيانات"، متسائلا "ماذا بيدي الآن، هل أصدر أمرا ديوانيا أو أعين أو أوقف عزل أحد؟". وأضاف أن "الضباط الذين عزلوا بتهمة أنهم جماعة المالكي، هل استطعت إيقاف عزلهم؟"، معتبرا أن "الادعاء هو عملية البحث عن خشبة لتحميلها المسؤولية".
وأكد المالكي أن "فكرة إزاحة الإسلاميين كانت تتم عبر محاولات في الانتخابات الماضية، لأنهم يريدون أن يزيحوا القوى السياسية التي ظهرت في العراق بعد سقوط النظام والتي كان لها تاريخ من النضال والجهاد"، لافتا في الوقت ذاته إلى "أنني لا أريد العودة إلى السلطة". وتابع أن "الانتخابات إذا عطلت فإن الدستور ليس فيه تصريف أعمال، وبانتهاء المدة الزمنية المحددة دستوريا ستنتهي الحكومة والبرلمان ويصبح لدينا فراغ دستوري"، مبينا أن "أصل إسقاط المفوضية قبل وقتها جزء من أجزاء تتراكب مع بعضها من أجل تعطيل الانتخابات".
وقال المالكي: "لم أحرك جبهة الإصلاح وإنما حميتها من فصيل أراد تحويلها إلى سوط يجلد الحكومة والقوى السياسية"، لافتا إلى "أنني وقفت بوجه هذا الفصيل لكي لا تتحول الجبهة إلى وسيلة لتخريب البلد بأكمله". وأوضح : "أنني لم أحرك أحدا لاستجواب وزراء المالية والدفاع والزراعة ورئيس الوقف الشيعي و(رئيس هيئة الإعلام والاتصالات) صفاء الدين ربيع بل أن موجة حصلت في البرلمان اسمها جبهة الإصلاح".
وأشار المالكي إلى أن "هناك تجاوزا على هيبة الدولة وهذه الظاهرة تسبب بها الشركاء"، مبينا أن "التيار الصدري ليس الوحيد الذي دخل إلى مجلس النواب". واكد، أن "الوضع خطير وهناك اختطافات والدولة يجب أن تستعيد هيبتها بمواجهة الخارجين عن القانون إذا كانوا من الحشد أو غيره"، مؤكدا أن "هناك خللا كبيرا وخطيرا وإذا ما عولج ربما سيؤدي إلى مواجهات ومصادمات مجتمعية كبيرة". وقال المالكي : إنه "لولا تدخلي في بعض المفاصل الحيوية كان يمكن أن يصبح وضع الدولة بشكل آخر"، مؤكدا بالقول "أنا الذي حميت وضع الدولة والحكومة الحالية".
وفي رده على سؤال بشأن وجود نوايا لدى ائتلاف دولة القانون لاستجواب العبادي وإقالته بعد انتهاء عمليات الموصل، قال المالكي "مستحيل ولا يوجد هكذا شيء". من جانب آخر، أشار المالكي إلى أن "الحكومة الحالية لم تتسلم الموازنة فارغة وإنما كان فيها ستة مليارات، وهذا شيء طبيعي لأن التنفيذ كان عاليا في السنة الأخيرة".
أرسل تعليقك