الجزائر - العرب اليوم
كشفت مصادر سياسية في الجزائر، أن الرئيس عبد المجيد تبون أبلغ وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامور جيزي التي زارت الجزائر أمس «حرص بلاده على إبعاد الأجندات الدولية والأطماع الخارجية عن عملية البحث عن حل سياسي للأزمة في ليبيا».وأكدت المصادر التي تحدثت، أن «الملف وأبعاده الإقليمية والدولية كان من أهم القضايا التي بحثتها الوزيرة الإيطالية مع السلطات العليا للبلاد، إلى جانب ملف الهجرة السرية، ومحاربة الإرهاب في الساحل».
وسبق أن دعت الجزائر إلى عقد مؤتمر فوق ترابها، يجمع أطراف الأزمة الليبية، تحت رعاية الأمم المتحدة،وبحضور دول جوار ليبيا فقط، وهي مصر وتونس وتشاد والجزائر. وقد أكد تبون، في أغسطس (آب) الماضي، أن «الأطراف المتصارعة في ليبيا لا تمانع من عقد لقاء بالجزائر»، موضحاً أن بلاده «ترفض تدخل بلدان أجنبية عن المنطقة في الصراع الليبي». كما عبر، ضمناً، عن انزعاجه من تحرك مصر غرب ليبيا، واتصالات قادتها بالقبائل الليبية، في تلك الفترة. وأوضح أن الجزائر «تفضل أن يتم التعاون مع تونس ومصر للبحث عن حل ينهي الأزمة في ليبيا، بإشراف الأمم المتحدة». وبحسب تبون، فإن ليبيا «باتت توجد في وضع مشابه لحالة سوريا بسبب تزايد التدخلات الأجنبية».
وتعد الجزائر نفسها من أكثر بلدان المنطقة تضرراً من الأحداث في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد القذافي عام 2011، وذلك بسبب تسريب كميات كبيرة من ترسانة السلاح الليبي، وتسلل متطرفين إلى ترابها عبر الحدود التي تفوق 900 كلم. وأظهر جيش البلاد، الشهر الماضي، من خلال نشرته الدورية، قلقاً بالغاً من «تخطيط بعضهم لتسليح قبائل ليبيا، ما سيحول هذا البلد الشقيق إلى صومال جديد»، وأكد أنه «ليس من قبيل المبالغة القول إن الوضع في ليبيا ينذر بتداعيات خطيرة على دول المنطقة، وبات من الضروري التعجيل بإيجاد حل سلمي للأزمة قبل فوات الأوان».
وحذرت النشرة العسكرية كذلك من «الوضعية غير المسبوقة السائدة في الميدان، فهي أخطر بكثير مما يتصوره بعضهم، بالنظر إلى آثار الحرب بالوكالة التي تخطط لتنفيذها بعض الأطراف في ليبيا، والتي ستكون لها حتماً تداعيات على دول المنطقة، بما في ذلك الجزائر».ومن جهته، قال وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود، أمس، بعد لقائه بنظيرته الإيطالية، إن «البلدين تربطهما علاقات مميزة، وهما يسعيان إلى تطويرها في مختلف الميادين»، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية. ولفت بلجود، في موضوع الهجرة السرية، إلى أن بلاده «تتحمل مسؤولياتها، وتتخذ ما هو واجب اتخاذه، في هذا الميدان».
قد يهمك ايضا :
رئيس الحكومة التونسية يعترف بنواقص قطاع الصحة في مواجهة "كورونا"
الرئيس التونسي يبحث مع رئيس الحكومة الجديدة "مشاغل" المواطنين
أرسل تعليقك