أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تواصل مع المسؤولين الإسرائيليين «لمعرفة أهداف إسرائيل من شنّ هجماتها على الضفة الغربية»، مؤكداً أن واشنطن «ترفض أي تهجير قسري للفلسطينيين». من جهته، قال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية : «نحن ندرك الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، التي تشمل مكافحة النشاط الإرهابي في الضفة الغربية، لكننا سنظل قلقين للغاية بشأن الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية، ونواصل حثّ إسرائيل على اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية أرواح المدنيين في الضفة، تماماً كما نحثّهم على القيام بذلك في غزة».
من جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، العمليات الإسرائيلية في الضفة، داعياً إلى إنهاء الهجوم. كما أدان جوزيب بوريل كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، الهجمات، مهدداً بفرض عقوبات على بعض الوزراء الإسرائيليين.
وواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مخيمات ومدن الضفة الغربية وتدمير البنى التحتية ومحاصرة المستشفيات في العملية التي أطلقتها فجر أمس الأربعاء، واصلت هذه القوات الخميس عمليات الاقتحام شمالي الضفة الغربية المحتلةحيث شملت فجراً مدينة نابلس، ومخيم العروب شمالي الخليل، ومخيم نور شمس شرقي طولكرم، بشكل متزامن .
كما فرضت القوات الإسرائيلية حصارا مشددا على مخيم طولكرم، بعد تسلّل قوة خاصة إسرائيلية إلى داخله، ودفعت بتعزيزات عسكرية إليه، ونشرت القناصة فوق أسطح البنايات المرتفعة.
كذلك داهمت عددا من منازل الفلسطينيين، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
و فرضت أيضاً حصارا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها "
وقال مراسلون إن اشتباكات إندلعت بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في جنين.
و إتّهم مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، إسرائيل بتهريب الأسلحة إلى الضفة.
وقال في تصريحات أذيعت اليوم "إن الأسلحة تتدفق إلى الضفة بدعم من إسرائيل لإيجاد ذريعة لاجتياحها وتكرار سيناريو التهجير".
وكانت إسرائيل قد شنّت أمس اقتحامات على جنين وطوباس وطولكرم، في أوسع عملية عسكرية منذ 22 عاما، ما أسفر عن مقتل 17 وإصابة أكثر من 25 آخرين، فضلا عن اعتقال 30 على الأقل، وتدمير كبير في البنى التحتية.
و تشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعداً في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل.
و إستشهد من ذلك الحين في الضفة الغربية ما لا يقل عن 640 فلسطينياً برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية، حسب بيانات رسمية فلسطينية.
كما تزايدت اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المدنيين الفلسطينيين، ما دفع الإدارة الاميركية إلى فرض عقوبات على عدة مجموعات.
و أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له اليوم الخميس، مقتل قائد كتيبة طولكرم محمد جابر والملقب بـ"أبو شجاع" بالإضافة إلى أربعة مسلحين أخرين، خلال اشتباكات مع أفراد الوحدة الشرطية الخاصة.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن "أبو شجاع" كان "قائد مجموعة عسكرية نفّذت هجمات في نور شمس"، وكان متورطاً في العديد من الهجمات ، من بينها عملية إطلاق النار في شهر يونيو/حزيران الماضي والتي أسفرت عن مقتل المواطن الإسرائيلي أمنون مختار.
وأشار الجيش الإسرائيلي أن عنصراً من الوحدة الشرطية الخاصة، أصيب بجروح طفيفة خلال الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين.
وقالت مصادر محلية إن الجيش الإسرائيلي فجّر مرفقاً أسفل مسجد أبو بكر الصديق في في مخيم الفارعة، الليلة الماضية، ما أدى إلى حدوث أضرار واشتعال النيران في المسجد.
و علّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على الحادثة بأن قواته عثرت على مختبر لتصنيع المتفجرات وقامت بتدمير العبوات الناسفة في المكان بشكل لم يضر بقاعة الصلاة، ليعلن الجيش الإسرائيلي بعدها، أن قواته قتلت "خمسة مسلحين فلسطينيين كانوا مختبئين داخل مسجد في طولكرم" في الضفة الغربية المحتلة.
وارتفعت حصيلة قتلى العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة إلى 11 شخصاً، فيما وصل عدد الجرحي إلى 20 شخصاً حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 663 قتيل ونحو 5600 إصابة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية لليوم الثاني على التوالي، والتي أعلن عنها في شمالي الضفة الغربية، وسط اشتباكات متقطعة في جنين وطولكرم وطوباس.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى مقتل رجل من ذوي الإعاقة في مخيم نور شمس بطولكرم برصاص قناص إسرائيلي داخل منزله، ولم يتسن لطواقم الإسعاف الوصول إلى القتيل حتى اللحظة لنقله للمستشفى، بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على المخيم حسبما نقلت الوكالة.
وبحسب مصادر محلية، تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية تدمير البنى التحتية والشوارع ما ادى لتضرر شبكة الكهرباء وتدمير خطوط المياه في جنين وطولكرم ومخيم الفارعة بمدينة طوباس.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من حصار الجيش الإسرائيلي للمستشفيات في جنين وطولكرم، وقالت إن الجيش يقوم بتفتيش جميع المركبات المتجهة إلى المستشفيات، مما يعيق عمل الطواقم الطبية ويهدد حياة المصابين.
وقامت القوات الإسرائيلية باحتجاز الكوادر الطبية في مخيم الفارعة في طوباس عند اقتحامها للمخيم، ومنعت مركبات الإسعاف من دخول المخيم أو الوصول إليه.
و أكّدت تقارير نشرت أن القوات الإسرائيلية أقامت مركز تحقيق ميداني في مخيم نور شمس، وقامت بالتحقيق مع عشرات الشبان، فيما قال نادي الأسير الفلسطيني إن الجيش الإسرائيلي اعتقل نحو 20 شخصاً من الضفة الغربية في اليوم الأول للعملية العسكرية.
وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية وصفها بـ"الواسعة"، في أكثر من موقع شمال الضفة الغربية المحتلة فجر الأربعاء، ويقول إنها "لإحباط الإرهاب"، وإن العملية لا تزال متواصلة جواً وبراً.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن هدف الجيش من العملية العسكرية هو محاولة "الوصول إلى مختبرات صناعة المتفجرات في الضفة الغربية"، وأن قيادة الجيش تعتقد بأن المسلحين في مخيمات الضفة باتوا يشكلون خطراً حقيقياً على الجيش وحرية عمله في الضفة ومخيماتها، في حين رجّحت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن تستمر العمليات العسكرية "عدة أيام أخرى".
أما في قطاع غزة، فقد أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق تحركات طواقمه في القطاع "حتى إشعار آخر"، بعد إصابة إحدى شاحناته بنيران إسرائيلية.
وقالت رئيسة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في بيان الأربعاء إن "هذا الامر غير مقبول على الإطلاق، وهو الأحدث في سلسلة حوادث مرتبطة بالأمن، عرضت حياة أفراد فرق برنامج الأغذية العالمي في غزة للخطر".
وأشار البرنامج إلى أن إحدى مركباته، التي يظهر عليها شعاره بوضوح، أصيبت بعشر رصاصات على الأقل خلال اقترابها ضمن قافلة مركبات من نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية، عند جسر وادي غزة مساء الثلاثاء.
وقال البرنامج: "على الرغم من أن هذه ليست الواقعة الأمنية الأولى التي تحدث خلال الحرب، فإنها المرة الأولى التي تتعرض فيها مركبة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي لإطلاق النار بشكل مباشر، بالقرب من نقطة تفتيش إسرائيلية، رغم الحصول على الموافقات اللازمة".
ولم يصب أحد ممن كانوا على متن الشاحنة، فيما لم يعلق الجيش الإسرائيلي حتى الآن على الحادث.
حصيلة القتلى من موظفي الأمم المتحدة
في غضون ذلك، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن 212 موظفاً من الأمم المتحدة قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت الوكالة في بيان لها، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فجر الخميس، إن مؤسسات الأمم المتحدة "تعرضت لنحو 464 هجوماً منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، على الرغم من وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح بداخلها"، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين.
وأوضحت وكالة الأونروا أن نحو 600 ألف طفل فلسطيني باتوا خارج المدارس بسبب الحرب، محذرة من أن الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة كارثية، مع انتشار الأمراض والأوبئة المعدية بين النازحين الفلسطينيين.
"لا هدنة إنسانية"
تزامناً مع ذلك، اعتبر القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تخصيص أماكن ومربعات معينة داخل قطاع غزة من أجل إتاحة الفرصة للتطعيم ضد شلل الأطفال، أنه "ليس موافقة على الهدنة الإنسانية"، والتي طالبت بها الأمم المتحدة ومنظمات دولية.
ووصف الرشق حديث نتنياهو بأنه "تلاعب جديد ومراوغة مكشوفة لمواصلة حرب الإبادة الجماعية والقتل المُمنهج ضد الشعب الفلسطيني، والإمعان في الموت البطيء لأطفال غزة"، على حد تعبيره.
وأضاف الرشق أن "هذه الطريقة المشبوهة التي يحاول نتنياهو وحكومته فرضها، من شأنها إفشال خطوة الامم المتحدة، وحرمان مئات الأطفال من التطعيم ضد شلل الأطفال".
وجدد الرشق دعم حركة حماس لمبادرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بضرورة البدء الفوري والعاجل في هدنة إنسانية شاملة في كامل قطاع غزة، تسمح بتنفيذ حملة التطعيم ضد الشلل لكل أطفال القطاع، والذين يعيشون مأساة حقيقية جراء تفشي الأمراض والأوبئة بسبب الحرب، على حد وصفه.
في المقابل، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التقارير التي أفادت بموافقة بلاده على طلب أمريكي بشأن هدنة إنسانية من أجل توفير تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.
وقال مكتب نتنياهو: "ما ورد عن موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة غير صحيح"، مضيفاً أن "الحديث ليس عن هدنة، وإنما مجرد تخصيص أماكن معينة داخل القطاع من أجل إتاحة الفرصة للتطعيم ضد شلل الأطفال".
ميدانياً توغلت دبابات الجيش الإسرائيلي إلى عمق مدينة خان يونس، وشنت قواته هجمات في أنحاء القطاع في إطار قتالها ضد حركة حماس ما أسفر عن مقتل 34 شخصاً على الأقل، وفق مانقلت وسائل إعلام عن مسعفين فلسطينيين.
وقال سكان في خان يونس إن الدبابات الإسرائيلية تقدمت بشكل مفاجئ إلى وسط المدينة، وأمر الجيش السكان بإخلاء المنطقة الشرقية، ما أجبر العديد من العائلات على الفرار بحثاً عن الأمان، بينما حوصر آخرون في منازلهم.
وقال مسعفون إن من بين القتلى الصحفي، محمد عبدربه، الذي قُتل مع شقيقته في هجوم إسرائيلي على منزلهما في النصيرات بوسط قطاع غزة.
وقال مكتب الإعلام الفلسطيني في قطاع غزة إن وفاة عبد ربه رفعت عدد الصحفيين الفلسطينيين، الذين قتلوا بنيران إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 172 صحفياً.
وقُتل أكثر من 40 ألفاً و500 فلسطيني خلال الحرب المستمرة منذ قرابة 11 شهراً، وفقا لوزارة الصحة في غزة، فيما تشير الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
وتقول الوكالات الإنسانية إن معظم سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، نزحوا من مكان لآخر عدة مرات بحثاً عن الأمان، ويواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء.
قد يٌهمك ايضـــــًا :
الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر الإخلاء بعدة مناطق شمالي القطاع
الجيش الإسرائيلي يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية
أرسل تعليقك