دمشق ـ العرب اليوم
لأول مرة منذ عقود، احتفل السوريون برأس السنة الميلادية 2025 بطريقة تعكس روح الأمل والتغيير، وذلك بعد رحيل نظام الرئيس السابق بشار الأسد. في حدث يحمل رمزية كبيرة، تجمع الآلاف في ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق للاحتفال بالعام الجديد وسط أجواء من التفاؤل بمستقبل مختلف للبلاد.
تضمنت الاحتفالات عروضًا مبهرة بالألعاب النارية، إلى جانب عروض ضوئية وموسيقية أضفت أجواءً من البهجة على المكان، حيث امتلأت الساحة بالأسر والشباب الذين حضروا للمشاركة في هذه اللحظة التاريخية.
لقاءات الإدارة الجديدة مع الأقليات الدينية
في سياق هذه الاحتفالات، عقد قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، لقاءً في دمشق مع وفد يضم ممثلين عن الكنائس المسيحية المختلفة. وظهر الشرع، الذي كان يرتدي بزة رسمية وربطة عنق، وهو يتحدث مع ممثلي الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والأرمنية والبروتستانتية في خطوة تهدف لتعزيز الثقة بين مكونات المجتمع السوري.
أكد الشرع خلال اللقاء أن الإدارة الجديدة ملتزمة بضمان حقوق جميع المكونات الدينية والعرقية في البلاد، وأن التعايش السلمي هو أساس سوريا المستقبل. وشدد على أهمية العدالة والمساءلة، موضحًا أن مرتكبي الجرائم لن يفلتوا من العقاب.
خطوات نحو الاستقرار وإنهاء النزاعات المسلحة
في مقابلة حديثة مع قناة "العربية"، أوضح الشرع أن الإدارة الجديدة تسعى لحل الفصائل المسلحة في سوريا، بما في ذلك "هيئة تحرير الشام"، مشيرًا إلى أن هذا الإعلان سيتم خلال مؤتمر الحوار الوطني المرتقب. وأكد أن "سوريا المستقبل" ستكون دولة مؤسسات تدار بعقلية الدولة، بعيدًا عن أي استبداد أو فوضى.
رغم القلق الذي يسود بعض الأقليات في سوريا، أشار الشرع إلى أن العمليات الانتقامية بعد سقوط النظام كانت أقل من المتوقع. وأضاف أن الإدارة تعمل على ضمان الأمن للجميع، مع التركيز على المصالحة الوطنية باعتبارها خطوة أساسية لبناء الاستقرار.
مخاوف من عودة تنظيم داعش
بعد سقوط نظام الأسد في هجوم شنته فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في ديسمبر الماضي، برزت مخاوف من استغلال تنظيم داعش للفراغ الأمني. وعلى الرغم من أن التنظيم تعرض لهزائم كبيرة في 2019، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدًا في بعض المناطق.
الإدارة الجديدة تعي هذه المخاطر، وتبذل جهودًا لمنع أي تصعيد قد يؤدي إلى زعزعة الأمن. من خلال خطوات حازمة، تسعى السلطات الجديدة لتجنب عودة التنظيمات المتطرفة، بالتزامن مع تعزيز الاستقرار الداخلي.
آفاق سوريا المستقبل
التغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها سوريا بعد رحيل النظام السابق تحمل في طياتها تحديات وفرصًا كبيرة. مع الاحتفالات بالعام الجديد، يتطلع السوريون إلى مستقبل مليء بالأمل، يتجاوز سنوات من الصراعات والانقسامات.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
رئيس الحكومة السورية يعلن الاستعداد لتسليم السلطة سلمياً
فصائل المعارضة المسلحة تعلن مدينة دمشق حرة من بشار الأسد
أرسل تعليقك