باريس ـ مارينا منصف
أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، مساء الأحد، انسحابه من الحياة السياسية في فرنسا بعد هزيمته في الانتخابات التمهيدية لليمين ويمين الوسط لاختيار مرشح يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد في ربيع 2017. وشكر ساركوزي، في تصريح صحفي داعميه، وأشار إلى أنه لم يعد لديه فرصة لخوض الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية.
اعتراف ساركوزي بالهزيمة يأتي بعد إعلان تصدر رئيس الوزراء الأسبق فرنسوا فيون في الانتخابات بفارق كبير، عقب فرز 8 آلاف و400 صندوق تمثل أكثر من 82% من إجمالي الصناديق البالغة 10 آلاف و 228، إذ أظهرت النتائج حصول فيون على 44% من الأصوات تلاه رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه بحصوله على 28.1%، ثم ساركوزي بنسبة 21.1%، فيما لم تتجاوز نسبة أصوات المرشحين الأربعة الأخرين الـ7%.
وقال ساركوزي لأنصاره "أنا أكن لآلان جوبيه تقديرًا كبيرًا، ولكنني أشعر بأنني أقرب للخيارات السياسية لفرنسوا فيون، ومن ثم فإنني سأصوت له في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية". وأضاف: "ليس لدى مرارة أو حزن وأتمنى كل الخير لبلادي ولأبناء بلدي وللشخص الذي سيقود هذا البلد الذي أحبه جدا." كذلك أعلن المرشح برونو لو مارين، في تصريح صحفي، دعمه لفيلون.
وقد تنافس في هذه الانتخابات، 7 مرشحين هم رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه (1995-1997)، والرئيس السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012)، ورئيس الوزراء الأسبق في عهد ساركوزي فرنسوا فيون، ووزيرة البيئة السابقة ناتالي كوسيوسكو موريزيه (2010-2012)، والنائب عن إقليم أور (شمال غرب) برونو لومير (2009-2012) وعمدة بلدية مدينة "مو" جون فرنسوا كوبيه، ورئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الفرنسي جون فريديريك بواسون.
وتعتبر الانتخابات التمهيدية الأولى بالنسبة للأحزاب اليمينية بعد أن كانت الأحزاب اليسارية تطبق هذه الطريقة خلال السنوات الماضية. وكانت قناة "بي إف إم" التلفزيونية، ذكرت أن نحو 4 ملايين ناخب صوتوا، الأحد، في أكثر من 10 آلاف صندوق في عموم البلاد في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية.
وانطلاقا من تراجع شعبيته والانقسامات داخله، فإن اليسار الحاكم قد يخرج من الدورة الأولى في أبريل/نيسان 2017. وهذا يعني وفق استطلاعات الرأي أن المواجهة النهائية قد تكون بين مرشح اليمين المنبثق من الانتخابات التمهيدية وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وازدادت فرص لوبان على خلفية القلق الذي أثارته الاعتداءات المتطرفة منذ 2015 وأزمة المهاجرين. ولكن حتى الآن يبدو أنها لن تكون قادرة على جمع الخمسين في المئة المطلوبة لانتخابها وفق من يجرون الاستطلاعات.
وفي حال لم يحصل أي من المرشحين على نسبة الفوز وهي 50% + واحد، فإن المرشحين الحاصلين على أعلى نسب أصوات سيشاركان في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية، المقررة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وستجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 23 أبريل/نيسان المقبل، في حين أن الجولة الثانية ستجري في 7 مايو / أيار من العام ذاته.
أرسل تعليقك