أعلن مسؤولون أفغان أن قوات الأمن الأفغانية استعادت السيطرة على مدينة في إقليم "باكتيا" جنوب شرقي أفغانستان من قبضة "طالبان". وكانت مدينة "جاني خيل" قد سقطت في أيدي مسلحي "طالبان" في 25 يوليو/تموز الماضي. وقال المتحدث باسم حكومة إقليم باكتيا، عبد الله حسرات، لوكالة الأنباء الألمانية: "بعد سبعة أيام من القتال العنيف، تمكنت قوات الأمن الأفغانية من السيطرة على جاني خيل صباح أمس".
وأضاف حسرات أن القتال كان بدعم من غارات جوية أميركية. وتابع أن قوات الأمن الأفغانية قتلت 152 متشددا وأصابت 123 آخرين. كما قتل تسعة من أفراد قوات الأمن الأفغانية وأصيب 15 آخرون. ولم يتسن التحقق من الأرقام من مصدر مستقل. ومن المعروف أن جميع أطراف الصراع يعدلون الأرقام لصالحهم، وأكد مير خان بهرامزوي، أحد أعضاء المجلس الإقليمي، استعادة السيطرة على مدينة جاني خيل، وقال: لقد تلقينا تقارير بشأن إصابة 15 مدنيا وتشريد نحو 250 أسرة، وفي الأسابيع الأخيرة، زادت طالبان من كثافة هجماتها على البلدات والمدن في مختلف أنحاء البلاد. وتعرضت مدن لهجمات في إقليمي قندوز وباجلان في شمال أفغانستان، وباداخشان في شمال شرقي البلاد وجور في الوسط وهلمند وقندهار في الجنوب وباكتيا في الجنوب الشرقي.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الأفغانية أمس، مقتل 3 عناصر من وكالة الاستخبارات الأفغانية في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة وقع في ولاية هلمند جنوب البلاد. وقال عمر زواق، المتحدث باسم الولاية، إن انتحاريا فجّر سيارة مفخخة بمنطقة ياهغال التابعة لمدينة غيرشيك في الولاية، بعد اقترابه من سيارة تقل مجموعة من رجال الاستخبارات الأفغانية. وأسفر التفجير، بحسب زواق، عن مقتل 3 من رجال الاستخبارات وإصابة آخرين لم يحدد عددهم.
وتبنت حركة طالبان التفجير، وادعت في بيان صدر عنها مقتل 40 موظفا من جهاز الأمن الأفغاني. ومنذ أبريل/نيسان الماضي، تصاعدت هجمات "طالبان" ضد قوات الأمن الأفغانية والقوات الأميركية ضمن ما عرف بـ"هجمات الربيع"، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة إعادة تعزيز وجودها العسكري في أفغانستان. وأكدت مهمة "الدعم الحاسم" التي يقوم بها حلف الناتو في أفغانستان بالفعل وفاة جندي في الهجوم الذي وقع بالعاصمة كابول، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن جنسية الضحية.
وأكد بشير مجاهد، المتحدث باسم إقليم كابل، صباح أمس، أن ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم وأصيب أربعة آخرون خلال الهجوم. وقال الناتو في بيان، إن أربعة جنود آخرين ومترجم أصيبوا أيضا، مضيفا أن الخمسة في حالة مستقرة ويتلقون العلاج بالقرب من قاعدة باغرام، وهي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان. وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن الهجوم في تغريدة على موقع "تويتر"، وقال إن ثمانية من أفراد القوات الأجنبية قتلوا أو أصيبوا في الهجوم. وكان هجوم انتحاري قد استهدف قافلة لحلف الناتو يوم الأربعاء الماضي في إقليم قندهار بجنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وإصابة أربعة آخرين. وللتحالف نحو 13 ألف جندي من 39 دولة ضمن بعثة لتقديم التدريب والمشورة والمساعدة للقوات الأفغانية. وقال الجيش الأميركي إن تفجيرا انتحاريا في أفغانستان أول من أمس أسفر عن مقتل جنديين أميركيين بينما كانت قافلتهما تتحرك قرب المطار بمدينة قندهار في جنوب البلاد، وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.
إلى ذلك، سلطت عدسات المصورين على فريق الروبوتات الذي يضم فتيات أفغانيات قدمن من مدينة هراة، غرب أفغانستان، بعد أن تمكن من المشاركة في المسابقة العالمية التي أقيمت في الولايات المتحدة. جاءت مشاركة الفريق الأفغاني لتعطي بصيصا من الأمل لفتيات جئن من مكان لطالما ارتبط في أذهاننا بإراقة الدماء بعد أن ثابرن للوصول إلى هذا المكان رغم الأنواء، وكان فشلهن في الحصول على تأشيرة الدخول مرتين آخر العقبات التي اعترضتهن. وأوضحت قائدة الفريق فاطمة قادريان (14 عاما) أي مدى يمكن للفتيات، حتى اللاتي قدمن من مناطق مزقتها الحرب مثل أفغانستان، أن ينطلقن لو أن الفرصة أتيحت لهن. وبحسب فاطمة، كانت مساعدة والديها عنصرا جوهريا لتحقيق ذلك.
ومساء الثلاثاء الماضي، قتل والد فاطمة (54 عاما) في تفجير انتحاري استهدف مئات المصلين في مسجد قريب من بيتهم بمدينة هراة. أكدت مؤسسة "رويا محبوب" التكنولوجية الأفغانية التي تولت تنظيم رحلة الفريق إلى الولايات المتحدة النبأ، وأعقب ذلك تصريح صدر عن جيلاني فرهاد، المتحدث الرسمي باسم محافظ مدينة هراة، أكد فيه وجود قدريان بين القتلى.
وتسبب التفجير الذي أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته في وفاة 37 شخصا وإصابة 66 آخرين. ويعد هذا الاعتداء الخامس هذا العام الذي يستهدف أماكن عبادة شيعية، حيث قتل في التفجيرات السابقة 44 شخصا وأصيب 88 آخرون، وفق بيانات صدرت عن بعثة الأمم المتحدة بأفغانستان. كانت منطقة هراة مسرحا لأربعة من الاعتداءات الخمسة، فيما حدث التفجير الخامس في كابل. وأعلن فرع تنظيم داعش في أفغانستان مسؤوليته عن اعتداءين من الخمسة.
ولفت فريق الفتيات الأفغانيات أنظار العالم بعد رفض طلبهن الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة مرتين للمشاركة في مسابقة "فرست غلوبال" التي ضمت فرقا من 150 دولة. غير أن ضجة شعبية كانت سببا في تدخل الرئيس الأميركي لمنحهن تأشيرة الدخول. والتقت إيفانكا ترمب، ابنة الرئيس الأميركي، بالفريق النسائي الأفغاني، وصرحت بالقول: إنها "لفرصة عظيمة لنا أن تتواجدن هنا معنا. وحصل الفريق على الميدالية الفضية تقديرا لشجاعته". وعلقت فاطمة بعد أن أمسكت بالميدالية بكلتا يديها قائلة: "لقد شعرت بسعادة غامرة. لا أكاد أصدق أن هذا حدث".
وعادت الفتيات إلى وطنهن ليجري استقبالهن استقبال الأبطال من قبل كبار القادة والمسؤولين الذين منحوهن هدايا تذكارية. وفي تهنئته للفريق، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن نجاحهن أثبت لنا أن الأفغانيات بمقدورهن أن يصبحن مصدر إلهام للكثيرين في العلم والتكنولوجيا رغم كل التحديات. وبعد عودتهن وتكريمهن في أفغانستان بعشرة أيام، قتل والد فاطمة في التفجير الانتحاري.
أرسل تعليقك