الإدارة الأميركية الجديدة لديها الرغبة الأكيدة في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة
آخر تحديث GMT14:58:16
 العرب اليوم -

طهران تسعى لإيجاد ممر يبدأ من إيران ويصل إلى لبنان عبر سورية والعراق

الإدارة الأميركية الجديدة لديها الرغبة الأكيدة في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإدارة الأميركية الجديدة لديها الرغبة الأكيدة في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة

جنود الجيش الإيراني المموه
واشنطن ـ يوسف مكي

فتحت القوات الأميركية النار على القوات المدعومة من ايران في سورية ثلاث مرات خلال الشهر الماضي، وسط تصاعد التوترات التي قد تُشعر المراقبين والمسؤولين السابقين بالقلق من إنها تتحول بسهولة إلى صراع غير مخطط له. وقد وقعت الحوادث الثلاثة الأخيرة في منطقة التنف، وهي عبارة عن بؤرة صحراوية نائية بالقرب من النقطة التي تجتمع فيها الحدود السورية والعراقية والأردنية. وهناك قوة قوامها 150 جنديًا من القوات الأميركية التي تقوم بتدريب مقاتلين محليين لمحاربة تنظيم "داعش"، وتم الاقتراب منها عبر مجموعة من الميليشيات التي تقاتل الى جانب جيش الرئيس الأسد. وقد ردوا عليها بضربات جوية.

ويبدو أن القوات المستهدفة كانت مزيجًا من الميليشيات الشيعية السورية والعراقية، وربما يرافقها الراعي الرئيسي "حرس الثورة الإيراني".  ومن المؤكد أن "حرس الثورة" لم يكن قلقًا بشأن إخفاء بصماته. وكان قائد قوة "فيلق القدس" قاسم سليماني قد صور نفسه مع قوات الميليشيات في مكان قريب، وتبين أن طائرة بدون طيار أسقطتها القوات الأميركية بعد إسقاط قنبلة بالقرب منها كانت من صنع إيراني.

الإدارة الأميركية الجديدة لديها الرغبة الأكيدة في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة

وقد اوضحت سلسلة الحوادث كيف أصبحت صحراء شرقى سورية ساحة للمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، وهي نقطة قتال محتملة كتواصل للحرب في اليمن، حيث تدعم واشنطن وإيران قوات المعارضة في حرب استمرت عامين، والخليج حول مضيق هرمز. وكانت سفينة تابعة للبحرية الإيرانية اقتربت الأربعاء الماضي على مسافة 800 ياردة من أسطول أميركي يُسافر عبر المضيق، واطلقت أضواء على السفن الأميركية مشيرة  اليهم بأضواء الليزر في طائرة هليكوبتر في مواجهة مسؤولين عسكريين أميركيين وصفوا بانها غير مهنية وخطرة.

وهذه الاشتباكات ليست جديدة في ممر هرمز المزدحم، ولكن السياق بالنسبة لهم هو الأمر الجديد. فهناك إدارة جديدة في واشنطن التي تمر في كثير من النواحي الفوضى، ولكنها عازمة على الرغبة في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة. ويختلف الرأي الداخلي بشكل رئيسي عن درجة القوة والمخاطر المطلوبة. وقد قُطعت الاتصالات الرفيعة المستوى التي أقامتها إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما بين واشنطن وطهران. ومن البيت الأبيض، حافظ دونالد ترامب على الخطاب المناهض لإيران بقوة. وقد قام بأول رحلة خارجية لرئاسته إلى المملكة العربية السعودية، حيث انحاز بشكلٍ لا لبس فيه مع الرياض في منافستها مع طهران.

وقد وصف ترامب النفوذ الإيراني بأنه تهديد عالمي على قدم المساواة مع داعش والقاعدة. وعندما تعرضت طهران لهجوم إرهابي في 7 حزيران/ يونيو، أشار الرئيس الأميركي إلى أن الحكومة الإيرانية هي المسؤولة في نهاية المطاف. وقال بيان للبيت الأبيض "إننا نؤكد أن الدول التي ترعى الإرهاب معرضة للوقوع ضحية للشر الذى تروج له".

ونشر تريتا بارسي، رئيس المجلس القومي الإيراني الوطني، هذا الشهر كتابًا بعنوان "خسارة عدو: أوباما وإيران وانتصار الدبلوماسية". وقال: "عن طريق الذهاب الى السعودية وإعلان أنه ستكون هناك عزلة شاملة لإيران"، لم يقتصر ترامب على إغلاق نافذة الحوار الشامل إلا انه فتح أيضا نافذة لاحتمال الحرب مع إيران". وأضاف: "لا يوجد نقاش في هذا البلد. قد يكون ظهوره عرضيًا ولكن إذا كنت تتابع ذلك عن كثب ترى أنه تصعيد متعمد جدا".

ولم يخفِ ترامب تهديد حملته لتفكيك الاتفاق النووي مع إيران الذي وافقت عليه إدارة أوباما وخمس قوى رئيسية أخرى في يوليو/تموز 2015، لكنه استمر في تفعيله في حين دفع الجمهوريون في الكونغرس إلى فرض عقوباتٍ جديدة من شأنها أن تضع بقاء الاتفاق في خطر. وقال روبرت مالي، المسؤول الكبير في البيت الأبيض الذي ساعد في التفاوض حول الاتفاق النووي، أن "ثلاثة من اخطر الأماكن على الأرض اليوم هي في اليمن والمنطقة الواقعة بين شرق سورية وغرب العراق وقاعات الكونغرس الأميركي. في هذه المرحلة ما أسمعه من الإيرانيين انهم عازمون على اللعب ببرودة، لا المبالغة في رد فعل تجاه ما تفعله الولايات المتحدة.

وتقول إدارة ترامب إنها لا تزال تعيد النظر في السياسة الإيرانية. لكن وزير الخارجية ريكس تيلرسون قال أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة "ستعمل على دعم العناصر الموجودة داخل ايران والتي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال سلمي". وكان التركيز على التغيير السلمي ولكن على آذان الحكومة الإيرانية، التي بدا وكأنها انعكاس لروح تغيير النظام في عهد بوش وذكريات أبعد من ذلك، من انقلاب قام به مهندسو وكالة المخابرات المركزية في عام 1953. وغرد محمد جواد ظريف وزير الخارجية على موقع تويتر/ "من أجلهم، يجب على المسؤولين الأميركيين أن يقلقوا أكثر حول إنقاذ نظامهم الخاص من تغيير إيران، حيث صوت 75٪ من الناس فقط".

وهناك قلق متزايد بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بأن إدارة ترامب قد اتخذت قرارًا صادمًا في موقفها تجاه إيران قبل اتخاذ قرار بشأن استراتيجية للتصدي لنفوذها في المنطقة، والقلق من أن هذه المواقف يمكن أن تصبح أعلى وأكثر خطورة بينما يحاط ترامب بالتحقيقات في علاقات روسيا في حملته. وليس كل التوتر المتزايد من صنع ترامب. إن ساحة القتال المتطورة في سورية والعراق توجه إيران والولايات المتحدة نحو تصادم. ومن المتوقع أن يصل فهم ضمني على أساس عدم الاعتداء المتبادل خلال الحملة ضد عدو مشترك، وهو "داعش"، بمجرد سقوط معاقل التنظيم في الموصل والرقة.

وقال إيلان غولدنبرغ، وهو مسؤول سابق في الدولة والدفاع، "إن داعش يختفي من الخريطة"، وهذا التسامح الذي أظهرته الجماعات الشيعية المدعومة من إيران والجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة لبعضها البعض - هناك خطر من أن ذلك سيزول".

وقالت جنيفر كافاريلا، الخبيرة في الصراع في معهد دراسة الحرب: "الصورة الأكبر هنا هي الحرب ما بعد "داعش"، الحرب للسيطرة على المجال الأمني بعد استعادة الموصل. وتستعد إيران بالفعل لتلك المرحلة المقبلة وبدأت تتخذ خطوات للفوز بالمرحلة التالية. الولايات المتحدة لا تزال تركز على "داعش" كما لو انها الأولوية الاستراتيجية الوحيدة في المنطقة ".
إن قرار الولايات المتحدة بفتح جبهة مضادة لداعش جديدة في الصحراء الجنوبية الشرقية، وإنشاء مركز استيطاني في التنف، يشكل تحديا للتطلعات الإيرانية للسيطرة على ممر شرقي غربي من طهران إلى دمشق إلى لبنان. وسوف يمر هذا الممر عبر التنف.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة الأميركية الجديدة لديها الرغبة الأكيدة في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة الإدارة الأميركية الجديدة لديها الرغبة الأكيدة في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab