هدَّدت واشنطن "برد عسكري هائل" على أي هجوم على بلاده أو حلفائها، على خلفية التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية أمس الأحد. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس للصحفيين أمام البيت الأبيض، بعد اجتماع مع الرئيس دونالد ترامب ومستشاري الأمن القومي. وقال ماتيس إن أي "تهديد على أراضي الولايات المتحدة بما فيها جزيرة "غوام" في المحيط الهادي أو لحلفائنا، سيقابل برد عسكري هائل وساحق".
إلا أن المسؤول الأميركي قال إن بلاده "لا تتطلع لإبادة كاملة لأي بلد، خصوصا كوريا الشمالية"، مضيفا: "لكن كما قلت لدينا الكثير من الخيارات للقيام بذلك".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين جلسة عاجلة دعت إليها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا وفرنسا لمناقشة "أحدث التجارب النووية لكوريا الشمالية". وذكر بيان أصدرته بعثات الدول الخمس أن الجلسة ستعقد صباح الإثنين بتوقيت نيويورك.
وفي وقت سابق اليوم، قالت كوريا الشمالية إنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية مصممة لحملها على صاروخ باليستي عابر للقارات. وهذه هي التجربة النووية السادسة التي تجريها بيونغيانغ منذ 2006، وتأتي بعد أيام من إطلاقها صاروخا باليستيا فوق اليابان
وسبق أن أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأحد، التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية. وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغريك إن "هذا العمل انتهاك خطير آخر لالتزامات بيونغ يانع الدولية وتقويض لجهود منع انتشار الأسلحة النووية ونزعها، كما أنه يزعزع الأمن الإقليمي".
وأضاف البيان أن "كوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة التي تواصل انتهاك القواعد المتعلقة بحظر اختبارات التفجيرات النووية". وجدد غوتيريش دعوته "قيادة كوريا الشمالية لوقف مثل تلك الأعمال، والامثتال الكامل للالتزامات الدولية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
من جهته، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد التجربة النووية التي أجرتها الأحد. وأوضح توسك في بيان نقلته وكالة "أسوشيتيد برس" أن "الاتحاد مستعد لتشديد سياسة العقوبات ضد كوريا الشمالية، علاوة على فرض مزيد من العقوبات لنزع السلاح النووي لبيونغ يانغ بالطرق السلمية".
وأضاف أن "التجربة النووية الأحدث لبيونغ يانغ تجبر المجتمع الدولي على الاتحاد لاتخاذ رد فعل حاسم". ودعا المسؤول الأوروبي بيونغ يانغ إلى "التخلي عن أسلحتها النووية، ونظامها الصاروخي للتدمير الشامل بطريقة لا رجعة فيها".
ومنذ عام 2006، يجري نظام "بيونغ يانغ" اختبارات لأسلحة نووية رغم ما تتعرض له كوريا الشمالية من انتفادات دولية، بينها اعتبارها "دولة منبوذة"، وفق تصريحات متكررة للرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورغم العقوبات الجماعية والأحادية من بعض الدول ضد نظام بيونغ يانغ، أعلنت كوريا الشمالية، اليوم، نجاحها تجربتها السادسة لاختبار سلاح نووي.
وفي ما يلي رصد للتجارب النووية التي أجرتها بيونغ يانغ منذ 2006:
1 - التجربة النووية الأولى لبيونغ يانغ، كانت في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2006، حين أعلنت كوريا الشمالية نجاح تجربتها النووية الأولى والتي خلفت هزة أرضية بقوة 3.9 درجات.
2 - في 25 مايو/آيار 2009، قامت كوريا الشمالية بثاني تجاربها النووية بتفجير جهاز نووي تحت الأرض، أدى إلى هزة أرضية بقوة 4.5 درجات.
3- أما التجربة الثالثة فكانت عام 2013، عندما أجرى نظام بيونغ يانغ في 12 فبراير/ شباط تجربة نووية في موقع اختبار "بونغي ـ ري"، نتج عنها هزة أرضية بقوة 4.9 درجات. وآنذاك، أشارت وسائل الإعلام إلى أن كوريا الشمالية اسخدمت في تجربتها "جهازًا نوويًا خفيفًا ومصغرًا".
4 - عام 2016، أجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين، إحداهما إطلاق قنبلة هيدروجينية في 6 يناير/ كانون الثاني، أدت إلى هزة أرضية بقوة 4.8 درجات.
5 - تجربة أخرى أجرتها في 9 سبتمبر /أيلول من العام نفسه، احتفالًا بالذكرى الـ 68 على تأسيس البلاد.
وشهدت تجربة سبتمبر 2016، إجراء "بيونغ يانغ" اختباراً ذرياً لرأس نووي حديث في موقع الاختبارات النووية، شمالي البلاد، أسفر عن هزة أرضية بقوة 5.04 درجات.
6 - أعلنت كوريا الشمالية، أمس الأحد، إطلاقها قنبلة هيدروجينية، يمكن تحميلها على صاروخ باليستي عابر للقارات، ما أسفر عن وقوع زلزالين بكوريا الشمالية؛ الأول بقوة 6.3 درجات والثاني بقوة 4.6 درجات، حسب وكالة "يونهاب" للأنباء التابعة لكوريا الجنوبية.
أرسل تعليقك