روبرت فيسك يُؤكّد عدم استعداد سورية لشنّ هجوم كيميائي على إدلب
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

بيّن أنّ كلّ الأوضاع هادئة على الجبهتيْن الغربية والشرقية

روبرت فيسك يُؤكّد عدم استعداد سورية لشنّ هجوم كيميائي على إدلب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - روبرت فيسك يُؤكّد عدم استعداد سورية لشنّ هجوم كيميائي على إدلب

قوات الخطوط الأمامية السورية
لندن ـ سليم كرم

نشر الكاتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك، مقاله في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إذ ذهب في جولة إلى الحدود السورية التركية لمشاهدة الاستعدادات للحرب الأخيرة في إدلب، وسط تحذيرات العديد من القادة من شن هجوم كيميائي على آخر معقل للمتطرفين في البلاد، لكنه وجد شيئا غريبا، حيث قال: "يرغب كل صحافي في البدء في إعداد تقرير بهذه الكلمات "كل الأوضاع هادئة على الجبهة الغربية أو الجبهة الشرقية"، وكنت كتبت بالفعل أن كل الأوضاع هادئة على الجبهة الشمالية في دفتر ملاحظاتي، وذلك على طريقتي الريفية حين ذهبت إلى قرية كانسابا في أقصى الشمال على خط الجبهة السورية قبالة محافظة إدلب، عندما قصفت المدفعية الغابة بقذيفة وصلت فوق رؤوسنا، استغرق الأمر 25 ثانية لسماع صوت الانفجار على التلال إلى الشمال الشرقي، ليتردد الصوت بهدوء عندنا عبر الأشجار، كان هناك عدد قليل من الجنود السوريين على دراجات نارية على طول الطريق، جميع الخطوط الأمامية تشبه ذلك. ضوء الشمس، الكثير من الغيوم، طريق متعرج، انفجار ثم قطيع من الأغنام ينجرف من حقل يتقدمه راعي الغنم".

حشدت سورية 100 ألف جندي حول محافظة إدلب
وأضاف الكاتب الصحافي قائلا: "لنقل وداعا إلى الجزء الهادئ تماما، لكن هذه هي المشكلة، فلا تخفي سورية أنها حشدت 100 ألف جندي حول محافظة إدلب من أجل "المعركة الأخيرة" ضد أعدائها الإسلاميين، وإعطاء أو أخذ أي شخص يمكن إقناعه بالتصالح مع الحكومة السورية عبر الروس، ورغبتها في إعادة كل المتطرفين إلى أوطناهم مثل طاجيكستان، المملكة العربية السعودية، أفغانستان، الشيشان، وكما نعلم جميعا، فإن الكثير من الجهاديين في إدلب، ولذلك يستخدم الروس والسوريون يستخدمون مصطلح التطرف الآن  لنشر الجنود، مثلما فعل الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بعد غزو العراق، ويوجد خبراء في الغرب يقولون لنا إن هناك 30 ألف مقاتل متطرف في إدلب، أظن أن بينهم 10 الآلاف مدني، لقد تبين أن المدنيين المحاصرين في شرق حلب كان عددهم مبالغة كبيرة عندما انتهى الحصار في عام 2016، ولكن ربما يكون الرقم الأعلى في إدلب هو الصحيح، وكذلك كيف نعرف أن 10 آلاف جندي سوري هو الإحصاء الصحيح؟ لكن إذا كان الأمر كذلك، فهو أكبر تجمع للقوات السورية منذ بداية الحرب".

الأتراك يبنون جدارًا خرسانيًّا هائلًا على طول الحدود السورية
وأوضح: "كانت هناك تحذيرات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من وقوع كارثة إنسانية، وعملية قتل جماعي، وهجوم كيميائي على إدلب، ودفعني هذا للتجول على طول الطرق الأمامية السورية طوال يومين، ومع ذلك، ظلت القوات السورية الضخمة بعيدة المنال، سافرت من الحدود التركية في كساب، عبر ربيعة وكنسبا وخلف جورين، ثم إلى طريق الإمداد العسكري السوري من حماة إلى أبوضحى وعبر قرى لم يسمع بها خارج سورية مثل أمالحوتة، تل مصية، إيوانات سكية، برده، كفر عبيد، بلاس، ولم يكن هناك أي علامة على وجود الجيش السوري، هل كان هذا حقا بداية المعركة الأخيرة، ظللت أسأل نفسي؟ ووسط بستان سيلفان شرق كساب، دخلت فجأة وسط 200 جندي سوري ذوي الخوذات الفولاذية والأذرعال مدربة، حيث أرسل قائدهم جنديا يعمل بمحرك خلفنا ليسأل لماذا كنا نلتقط الصور الفوتوغرافية، لكن لم تكن هناك عربات مدرعة، ولا إيرانيين، ولا أعضاء من حزب الله، ولا أحد من روسيا، ولا قوافل مدفعية ميدانية، رغم أنني شاهدت صور القوافل السورية قبل أسبوعين، والقوات الكبيرة الوحيدة التي صادفتها كانت قطعانا كثيرة من الغنم، وعلى مقربة من حلب، كانت سلسلة من الجمال، لم يكن جندي واحد يحمل قناع غاز، والذي سيكون بالتأكيد علامة مؤكدة على هجوم كيميائي وشيك في أي مكان على الجبهة، وهذا لا يعني أن الجيش السوري لم يكن موجودا هناك، ربما موجود بعيدا عن الخطوط الأمامية أو أبعد من حلب، في الحقول البعيدة مستعدا ساعة الصفر، لقد أعلن السوريون بصوت عال عن نيتهم سحق آخر معقل للإسلاميين في إدلب، ويمكنني أن أؤكد أن الطائرات السورية أقلعت من قاعدة حماة الجوية صباح السبت في نحو الساعة 8.30 لأنني كنت أسمع زئيرهم على بعد ميل، لكن لم تظهر أي سحب دخان تنزلق من جسر الشغور أو شرق إدلب بعد ساعتين بينما كنت أشاهد من طريق الإمداد الأمني المحطم بالكامل إلى حلب، وكانت طائرة هليكوبتر سورية روسية الصنع وحملة منخفضة تحلق فوق الصحراء قرب أبوعيد دهور الذي استعادت القوات السورية قاعدتها الجوية به في العام الماضي. إذن، هذا ما وجدته في جولة بطول 300 ميل حول حدود إدلب، ففي معبر كساب الحدودي القديم، لا يزال الأتراك يبنون جدارا خرسانيا هائلا على طول الحدود السورية، يعلوه سلك شائك وأضواء أسفل الجبل، من هناك، قال لي قبطان سوري، إن حلف الناتو يرى سورية وربما كان يستمع إلى الاتصالات السورية، على الرغم من أن السوريين لم يستمعوا على ما يبدو إلى حلف الناتو.

 ثم تسلقت درج منزل مكسور يبدو أنه كان تابعا لجبهة النصرة، يمكنني رؤية حدود تركيا منه حيث كان هناك تمثال نصفي لمصطفى كمال أتاتورك على الجانب التركي من المحطة الحدودية، وفي هذا الوقت أدركت الغرض من وجود الجيش السوري في هذا القطاع، لا أعتقد لشن هجوم على إدلب، لكن محاربة مقاتلي المعارضة إذا كانوا تحت قصف جوي وحاولوا الهرب غربا وعبروا الحدود التركية المسورة، وإذا كانت هناك معركة أخيرة، فمن المفترض أن لا يفلت أعداء سورية المسلحون هذه المرة، ما لم يكن بالطبع الروس والإيرانيون والأتراك، لا يزالون يعملون على تسوية سلمية، في أعقاب محادثات طهران الناجحة التي جرت في الأسبوع الماضي، لذلك لم يكن هذا منصة لإطلاق للهجوم على إدلب، وقال ضابط سوري "هذا المكان مليء بالجبال والوديان والتلال والصخور، وسيحتاج إلى ست فرق للقتال هنا ونحن لدينا واحدة فقط"، وعلى أي حال، سألت نفسي، كيف يمكنك أن تبدأ هجوما بالدبابات الكبيرة عبر غابة هذه التلال الحرجية أكثر صعوبة بكثير للتحرك، وتخميني هو أن "المعركة الأخيرة" لا تزال بعيدة، لكنها يجب أن تقع بكل تأكيد، حيث قالت الحكومة السورية مرارا وتكرارا إنها لن تسمح لأعدائها بالبقاء في ولاية تبلغ مساحتها 6097 كيلومترا مربعا، لكن سورية في نفس الوقت لا تريد خوض الحرب مع تركيا".

واختتم حديثه قائلا: "هل سيسمح الأتراك الذين سمحوا بدخول المتطرفين إلى سورية بالدخول سلاحة المعركة المستقبلية، وتخويفهم من قبل الجيش السوري؟ لا أعتقد بأن تركيا ستتعرض للترهيب، لكن مع وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووضع يده على كتفه، فإن السلطان التركي أردوغان سيكون أكثر ملائمة على الحدود، ربما سيأخذ أحدهم هؤلاء المتطرفين، أو سيرسلون للقتال والموت في بلد آخر، ربما ليبيا أو اليمن سيكون هناك المزيد من المفاوضات ربما مع السعوديين أيضا من خلال بوتين، وسيدخل فيها الرئيس السوري بشار الأسد".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرت فيسك يُؤكّد عدم استعداد سورية لشنّ هجوم كيميائي على إدلب روبرت فيسك يُؤكّد عدم استعداد سورية لشنّ هجوم كيميائي على إدلب



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab