سافر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إلى الصين للمرة الثانية خلال شهرين، حيث تسعى بكين إلى إعادة تأكيد نفوذها على بيونغ يانغ، قبل المحادثات بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتوجه كيم إلى مدينة داليان الساحلية لحضور المحادثات البناءة مع شي جين بينغ ، الرئيس الصيني، والتي تستمر ليومين، ورافقته شقيقته المتزايدة الثقة، كيم يونغ جونغ ، وأحد كبار مساعدي الحزب الشيوعي الحاكم وري سو يونغ.
وكان هدف كوريا ثابتًا وواضحًا بأن يكون لديها شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية، كما قال كيم إلى شي، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، مضيفا أنه "طالما تخلت الأطراف المعنية عن السياسة العدائية تجاه كوريا الشمالية ولم تشكل تهديدًا أمنيًا، كما أن كوريا الشمالية ليست بحاجة إلى امتلاك أسلحة نووية، وبالتالي يمكن تحقيق نزع السلاح النووي".
وبالإضافة إلى المحادثات، استضاف السيد شي مأدبة على شرف كيم، كما أخذ الاثنان نزهة على شاطئ البحر، حيث ذكر أن الجو ودود ودافئ.
كيم يخشى ركوب الطائرات
وكانت هناك تكهنات في وسائل الإعلام الكورية الجنوبية واليابانية عن وصول مسؤول كوري شمالي رفيع المستوى بعد أن شوهدت طائرة عادة ما تكون مخصصة لكبار الشخصيات في النظام في داليان، ومع ذلك، وكما حدث مع رحلة كيم إلى بكين والتي كانت بواسطة القطار المدرع في أواخر مارس/ آذار، لم تؤكد وسائل الإعلام الحكومية الصينية الزيارة إلا بعد رحيل كيم، كما قرأ مذيع التلفزيون الكوري الشمالي الشهير ري تشون هوى، تقريرا مدته 20 دقيقة حول الرحلة يوم الثلاثاء.
وكانت رحلة القطار السابقة هي أول رحلة دولية للسيد كيم منذ توليه السلطة قبل سبع سنوات، وليس من المعروف أنه يتشارك خوف والده الراحل كيم جونغ إيل من استخدام الطائرات.ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الصينية، قال كيم إنه زار الصين مرة أخرى لإطلاع السيد شي على الوضع المتطور بسرعة في شبه الجزيرة، وأعرب عن رغبته في تعزيز الاتصالات الاستراتيجية والتعاون مع بكين.
علاقات كورية صينية مزدهرة
وأشاد السيد شي بالسيد كيم على تقديره لعلاقات كوريا الشمالية مع الصين، وأعرب عن سعادته بأن العلاقات الثنائية ازدهرت منذ زيارة كيم السابقة، وتعهد الرئيس الصيني بأن تقوم بكين بدورها في تعزيز السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية.
وتعد الصين هي الحليف الأكبر الوحيد لكوريا الشمالية وأكبر شريك تجاري لها، لكن علاقتهما توترت في السنوات الأخيرة بسبب دعم بكين لفرض عقوبات على النظام بسبب سلسلة تجاربها النووية والصاروخية.وجاءت موجة الدبلوماسية عقب الاجتماع التاريخي الذي جرى الشهر الماضي بين زعيمي الشمال والجنوب، حيث أيد السيد كيم هدف إقامة شبه جزيرة خالية من الأسلحة النووية ووافق على العمل من أجل التوصل إلى معاهدة سلام.
وأعرب كيم عن أمله في أن القمة مع السيد ترامب، والتي لم يعلن تاريخها أو مكانها ستحدد الثقة المتبادلة، وقال إنه يتعين على كلا الجانبين اتخاذ تدابير تدريجية ومتزامنة، والضغط بشكل شامل على عملية سياسية لتحقيق هدف إنشاء شبه جزيرة خالية من الأسلحة النووية تتمتع بسلام دائم.
الأزمة تشمل اليابان وكوريا الجنوبية
وكان مسؤولون أميركيون عارضوا النهج التدريجي، قائلين إنهم تعلموا من لقاءات سابقة مع كوريا الشمالية عندما تم منح البلاد إعفاء اقتصاديا مبكرا، وكان كيم قد اقترح في السابق أن نزع الأسلحة النووية مشروط بأن تنهي الولايات المتحدة سياستها العدائية تجاه الشمال، وبالتالي توضح التعليقات الاختلافات التي لا تزال مطروحة في أي مفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وارتفعت التوقعات الأسبوع الماضي بأن كوريا الشمالية كانت تستعد للإفراج عن ثلاثة سجناء أميركيين، لكن لم تكن هناك تحديثات رسمية منذ التقارير التي تفيد بأن المعتقلين تم نقلهم حديثًا إلى فندق على مشارف بيونغ يانغ.
وكان من المقرر أن يتحدث السيد ترامب مع السيد شي عبر الهاتف هذا الصباح، وكتب الرئيس الأميركي على تويتر أنهم سيناقشون ذلك مع كوريا الشمالية، عند بناء العلاقات والثقة".
وستحاول اليابان، التي خرجت من التواصل الدبلوماسي مع كوريا الشمالية، معرفة المزيد عن الوضع عندما يستضيف رئيس الوزراء شينزو آبي اجتماعًا مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، والرئيس مون، رئيس كوريا الجنوبية في طوكيو يوم الأربعاء.
أرسل تعليقك