بغداد ـ نهال قباني
أكّد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، السبت، على أنّه اتفق مع نظيره الأردني عمر الرزاز الذي زار العراق السبت، على إنشاء منطقة صناعية مُشتركة بين البلدين وبحث مسألة الإعفاءات الجمركية مع الأردن.ويقول الجانبان العَمَّاني والبغدادي إنهما يعتزمان رفع سقف التكامل الاقتصادي بينهما وزيادة حجم التبادل التجاري، كذلك الاتفاق على أن يكون ميناء العقبة الأردني إحدى منصات تصدير النفط العراقي في المرحلة المقبلة.
ووصل رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، إلى بغداد السبت على رأس وفد رفيع ضمّ وزراء الشؤون البلديّة والنقل، والمال، والصناعة والتجارة والتموين، والدّولة لشؤون الإعلام، والطّاقة والثروة المعدنيّة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهي أول زيارة لمسؤول أردني رفيع منذ تولي عادل عبدالمهدي منصب رئاسة الوزراء نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتقى رئيس الوزراء الأردني الرئيس العراقي برهم صالح في قصر السلام في بغداد.
أقرا أيضًا: نتنياهو مصمّمٌ على وقف تهديد إيران لبلاده وروسيا تنتقد انتهاك سيادة سورية
وتظهر جلسة المباحثات المشتركة بين الجانبين العراقي والأردني أنهما يدشنان مرحلة جديدة وكبيرة من التعاون في مختلف المجالات السياسية والتجارية والأمنية، ويرجّح بعض الخبراء الاقتصاديين أن يكون العراق والأردن دخلا رسميا مرحلة الاستعداد المشترك لمواجهة العقوبات الأميركية على إيران، إذ يتوقع بأن يستعين العراق بالأردن لتلبية احتياجاته من المواد المختلفة التي يحظر الحصار الأميركي الحصول عليها من إيران.
وذكر مكتب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في بيان، أن الأخير رحب أثناء جلسة المباحثات الرسمية بـ"تعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وجرى خلال اللقاء الواسع بحث الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية"، وقال عبدالمهدي إن "المباحثات مهمة جدا لتحقيق مخرجات حقيقية وإحراز تقدم إضافي في العلاقة بين البلدين الشقيقين الجارين، ونحن نعتز بعلاقتنا مع الأردن وشعبه العزيز ونعتبر عبدالله بن الحسين أخا وعضيدا وحليفا".
وقال رئيس الوزراء الأردني إن "من دواعي سرورنا أن نكون في بغداد ملتقى العروبة والحضارة لنرسم أطرا جديدة لعلاقاتنا قوامها الشراكة الحقيقية"، مضيفا أن العاهل الأردني "وجهنا لفتح الأبواب مشرعة للتعاون مع العراق الشقيق وتقديم كل ما نستطيع في جميع المجالات"، وبشأن أهم النقاط الحيوية التي اتفق الجانبان عليها ونوقشت في جلسة المباحثات وخطوات تنفيذها وفق جداول زمنية محددة، أشار البيان إلى الاتفاق في قطاع النقل على "فتح المعابر الحدودية الأردنية العراقية (الكرامة - طريبيل) أمام حركة النقل للبدء بتسيير الرحلات للبضائع سريعة التلف مطلع فبراير/ شباط المقبل على أن تشمل كل أنواع السلع بعد ذلك"، كذلك تم الاتفاق على "منح التسهيلات للبضائع العراقية المستوردة عن طريق العقبة التي مقصدها النهائي العراق خصما مقداره 75 في المائة من الرسوم التي تتقاضاها سلطة العقبة الاقتصادية".
واتفق الطرفان أيضا على عقد اتفاقية بين الخطوط الجوية العراقية والخطوط الملكية الأردنية من أجل التعاون المشترك في مختلف المجالات، وضمنه التدريب والتعاون في كل مجالات الطيران والنقل الجوي، وفي قطاع الصناعة والتجارة، قرر الجانبان اتخاذ القرارات المتعلقة بـ"تخصيص الأراضي المتفق عليها على الحدود العراقية الأردنية ليصل بعمق (2 كم) على طرفي الحدود وبطول (6 كم) للشركة الأردنية العراقية ومنحها الإعفاءات اللازمة والانتهاء من إعلان طلب استدراج العروض لإعداد المواصفات الفنية للمنطقة الصناعية الأردنية العراقية المشتركة".
يقول أستاذ الاقتصاد عبدالرحمن المشهداني إن "الاتفاقات بين البلدين تكشف عن ضخامة التعاون بينهما في المرحلة المقبلة على كل المستويات"، ولا يستبعد المشهداني أن يكون الأردن بوابة العراق الرئيسية بعد العقوبات الأميركية على إيران، وأشار في حديث لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "الأردنيين يعرفون كيفية الاستفادة من الظروف التي يمر بها العراق عادة، وهذا ما حصل خلال الحرب العراقية - الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي والحصار الدولي الذي فرض على العراق في التسعينات وكان الأردن بوابة العراق الوحيدة واستفاد اقتصاده من ذلك كثيرا".
ويرى المشهداني أن "أهم ما في موضوع العلاقات التجارية مع الأردن هو في أنها توفّر عملية تنوع ممتازة بالنسبة إلى صادرات العراق وبخاصة النفطية منها".
وأكد بيان مكتب رئاسة الوزراء العراقية على "الاتفاق على الربط الكهربائي الأردني العراقي من خلال شبكة الربط وتم توقيع مذكرة التفاهم بهذا الشأن"، وكذلك "الاتفاق على الانتهاء من الاتفاقية الإطارية لأنبوب النفط العراقي-الأردني والذي سيمتد من البصرة عبر حديثة إلى العقبة وذلك في الربع الأول من 2019"، وإلى جانب الاتفاق على مذكرات تفاهم تتعلق بالجانب الزراعي والأمني، شملت المباحثات العراقية الأردنية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تم "الاتفاق على مرور سعات الإنترنت للعراق من خلال الأردن في 2019 لدعم العراق في إنشاء البنية التحتية ونقل التجارب الأردنية في مجالات التكنولوجيا المالية إلى العراق".
وقد يهمك أيضًا:
وفد رسمي لمناقشة تقرير الأردن لحقوق الإنسان في جنيف
تعديل وزاري واسع في حكومة عمر الرزاز الأردنيَّة
أرسل تعليقك