حفر محمد علي كلاي اسمه في التاريخ، بقبضته الحديدية، ومواقفه الإنسانية، ليصبح محور اهتمام العالم. ليرحل الملاكم عن عالمنا عن عمر يناهز 74 عامًا، تاركًا الحزن خلفه يُخيّم على الجميع، وسيرته المليئة بالتحديات حاضرة في كل الأذهان.وبنبرات الحزن وكلمات الرثاء، جاءت ردود فعل النجوم والمشاهير حول العالم بعد وفاة الملاكم الأسطورة، محمد علي كلاي، ونعت حكومة الكونغو وفاة الملاكم الشهير، إذ تتذكر البلاد تلك المباراة الشهيرة التي استضافتها البلاد تحت اسم "نزال في الأدغال"، وأوضح المتحدث باسم الحكومة، لامبرت مندي، قائلًا أنه كلاي الشخص، الذي ساعد في جعل بلادنا مرئية في سبعينات القرن الماضي". وأضاف "هذا هو الشخص الذي بنى جسرًا بين الأفارقة الأميركيين والأفارقة.. سيكون له دائمًا مكانًا مهمًا في قلوب الكونغوليين".
وكشف جورج فورمان، بطل العالم السابق في الوزن الثقيل والذي هزمه محمد علي في أشهر نزال في التاريخ على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "علي، فريزر وفورمان، كنا نحن الثلاثة واحدًا. جزء مني رحل، والواقع أنه الجزء الأكبر"، أما مايك تايسون، بطل العالم السابق في الوزن الثقيل، قال "الله وجد بطله، وداعًا إلى الملاكم الأعظم، أيها العظيم أرقد بسلام".
وتحدث فلويد مايويذر، بطل العالم السابق لوزن الوسط الذي لم يخسر في 49 مباراة واعتزل شابًا، قائلًا "لقد خسرنا أسطورة، بطلًا كبيرًا وشخصًا رائعًا. إنه أحد الذين فتحوا لي الطريق لأكون كما أنا الآن. الكلمات لا تكفي ولا تعطي علي حقه لما قدمه لرياضتنا. بالنسبة لي شخصيًا، علمني ألا أشعر بالخوف أبدا". وأكد إيفاندر هوليفيلد، بطل العالم السابق للوزن الثقيل أنها خسارة ثقيلة. كنت أريد أن أكون مثله، لقد ألهمني. سألني في أحد الأيام إذا كنت أريد تحطيم رقمه القياسي، توج علي بلقب بطل العالم للوزن الثقيل 3 مرات، وأجبت كلا، لأن ذلك يعني أنه يتعين علي أن أخسر أحد نزالاتي. لكن العودة بعد الخسارة تظهر مدى القوة وهذا ما برهنه علي طوال مسيرته".
وعبّر داعية الحقوق المدينة القس أل شاربتون المقيم في نيويورك عبر تويتر، قائلًا "محمد علي كان دائمًا وسيظل الأعظم. بطل حقيقي داخل الحلبة وخارجها"، وذكر القس، جيسي جاكسون، داعية الحقوق المدينة الأميركي عبر تويتر: "دعونا نصلي وندعو لمحمد علي.. بطل العالم في الملاكمة ورائد الإصلاح الاجتماعي المناهض للحروب. الأعظم"، أما دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات البيت الأبيض قال عبر تويتر "مات محمد علي عن عمر 74 عامًا. بطل حقيقي كبير وشخص رائع، سنفتقده كثيرا".
واشتهر كلاي على الحلبة وخارجها، ولكن الأخيرة ساهمت كثيرًا في جعله محط أنظار العالم، وتعرضه لجدل شديد، فبعد أن استطاع الشاب الصغير الذي لم يتجاوز 22 عامًا أن يقصي الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة عام 1964، أعلن بطل العالم الجديد عن اعتناقه الإسلام، وتغيير اسمه من كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور إلى محمد علي، ليثير عاصفة من الجدل داخل الولايات المتحدة.
وتوقع الكثيرون أن يخصم ذلك من شعبية البطل الصاعد، لكن كلاي لم يكترث كثيرًا بذلك، ليجد أن شعبيته تضاعفت في جميع أنحاء العالم، مواجهًا تحديًا آخر، والذي تمثل في إعلان الجيش قبول انضمامه إلى القوات المسلحة عام 1966، وكانت الولايات المتحدة في حرب مع فيتنام، فرفض علي الانضمام إلى الجيش، قائلًا إن "هذه الحرب ضد تعاليم القرآن، ولن أحاربهم فهم لم يلقبونني بالزنجي"، في إشارة إلى العنصرية التي كان يعاني منها في الولايات المتحدة خلال نشأته.
واتخذ محمد علي هذا الموقف وهو مدرك للثمن الذي سيدفعه، وتم سحب اللقب منه عام 1967 نتيجة رفضه الالتحاق بالجيش، قبل أن يعود إلى الحلبة مرة أخرى عام 1970، متحصنًا بشعبيته الجارفة وتقدير الأميركيين لموقفه الذي كان يمثل شريحة كبيرة من المواطنين الرافضين للحرب. وناضل محمد علي ضد التمييز العنصري ولدى تقاعده تبرع بأموال سخية إلى عدد من المشاريع الخيرية، من بينها إنشائه مركز حمل اسمه لمكافحة مرض باركنسون الذي أصيب به، وقدم علي دعمًا لدورة الألعاب الأولمبية الخاصة. واختارته الأمم المتحدة سفيرًا للنوايا الحسنة عام 2005 بسبب أعماله الخيرية في البلدان الفقيرة.
واتسمت حياة محمد علي الشخصية بالتقلب، تزوج أربع مرات ولديه 7 بنات وولدين، وكانت المرة الأولى الذي دخل فيها إلى القفص الذهبي في آب/أغسطس عام 1964 مع سونغي روي، وكانت نادلة تقدم المشروبات الكحولية لزبائن أحد البارات حين تعرف إليها، وتزوجها بعد شهر لكن زواجهما لم يستمر بسبب اعتراض الزوجة على أفكار كلاي بشأن لباسها وفقًا لمعتقده الجديد، فتطلقا في كانون الثاني/يناير عام 1966. وتزوج كلاي عام 1967 من بيليندا بويد، وكان عمرها 17 عامًا، فأسلمت بعد الزواج وتحول اسمها إلى خليلة علي، وأنجب الزوجان 5 أبناء، هم مريم وجميلو وليبان ومحمد علي الصغير.
وجاء عام 1975، لينهي الحياة الزوجية السعيدة، بسبب دخول كلاي في علاقة مع الممثلة وعارضة الأزياء فيرونيكا بورش، مما دفعه إلى ترك خليلة عام 1977، ليتزوج من بورش وينجب منها هناء وليلى التي دخلت عالم الملاكمة بعد ذلك. وتطلق الزوجان عام 1986، ليتزوج للمرة الرابعة في ذات العام من يولندا صديقته المقربة منذ عام 1964، وخلال هذه الفترة تبنى طفلًا أطلق عليه اسم أسعد محمد علي. وأنجب كلاي بنتين أخريين هما مايا وخليلة من علاقات أخرى.
ولمحمد علي أخ وحيد، هو رودولف الذي غيّر اسمه إلى رحمان لاعتناقه الإسلام أيضًا، ونقل في 2013 لصحيفة "صن" البريطانية، أن شقيقه أوصاه بدفنه قرب والديه في مدينة "لويفيل" إذا ما توفي قبله، وأن يحفروا على شاهد قبره عبارات للقسيس الأميركي الراحل في 1968 قتيلًا، مارتن لوثر كينغ "حاولت أن أحب أحدًا. أن أحب الإنسانية وأخدمها. حاولت فعلًا أن أطعم الجياع وأكسو العراة".
واستمرارًا لإنسانية كلاي وحبه لدينه الجديد الإسلام، رفض قرار غرفة هوليوود التجارية، في كانون الثاني/يناير 2002 بوضع نجمة له في ممر الشهرة، تكريمًا له، قائلًا "لا أرضى أن يطأ الناس بأقدامهم على اسم النبي محمد". واحترم المسؤولون رغبته ووضعوا نجمة التكريم على حائط مسرح دولبي في ممر الشهرة، لتصبح النجمة الوحيدة التي لا تطأها الأقدام في هوليوود، ويتوافد الجماهير على هذا الحائط الذي يحمل نجمة "محمد" لالتقاط الصور التذكارية. وتحول إلى نصب تذكاري عقب وفاة الملاكم الأسطورة، السبت، ووضع أحباؤه الزهور قرب الحائط ونظرهم متطلع إلى نجمته في الأعلى وليس إلى الأرض.
وزار بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي، أرض الكنانة، وأمضى فيها 15 يومًا، وذلك في أوج الحرب الباردة وتوتر العلاقات بين الغرب ومصر، وجاءت زيارته، بناءً على دعوة من الاتحاد العربي للملاكمة، ولم يكن مقررًا خلالها أن يلتقي الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، لكنه طلب ذلك وكان له ذلك، وما أن وصل الملاكم العالمي إلى مكتب الرئيس المصري حتى شاهد تمثالًا لعبد الناصر، وسارع إلى تقبيله، قبل أن يلتقي عبد الناصر الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في العالم لقيادة حركة عدم الانحياز.
وأتت هذه الزيارة بعد أن أشهر الملاكم العالمي إسلامه، وأظهرته الصور وهو يؤدي الصلاة في أحد مساجد القاهرة، وأدى عروضًا في المدينة ذاتها رفقة شقيقه عبدالرحمن، وشملت زيارة كلاي إضافة إلى القاهرة آثار الأقصر وأسوان و الإسكندرية والسد العالي. وأوضح كلاي حينها، قائلًا "الآن رأيت السد العالي الذي سمعت عنه والآن استطيع أن أقرر بحق أن هذا العمل ليس سهلا، وأنه دليل واضح ونموذج مجسم لعظمة الرئيس جمال عبدالناصر"، وتحدث عن الآثار المصرية أنه قرأ عنها كثيرًا، لكنه لم يتوقع أن تكون بتلك الروعة، تتذكر الكونغو الديمقراطية التي كانت تسمى زائير حينها، تلك المباراة الشهيرة التي استضافتها البلاد تحت اسم "نزال في الأدغال"، وفي واحدة من أقوى المباريات في تاريخ الملاكمة استطاع محمد علي الانتصار على الملاكم القوي جو فورمان عام 1974، وكانت في غابة لذا سميت بملاكمة أو مواجهة الأدغال، في الواقع لم يتوقع أحد انتصار كلاي على فورمان بسبب قوة الأخير، والذي استطاع الانتصار على جو فريرز، المصنف بأنه لا يهزم بنتيجة ساحقة وفي إجمالي الإحصائيات.
ولم يكتف كلاي بلقاء الرئيس جمال عبد الناصر في مصر، ولكنه في تشرين الثاني/ نوفمبر 1990 التقى مع الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، المحتجز وقتها 15 أميركيًا رهائن بعد غزوه للكويت، فتبرع محمد علي لتحريرهم، وسافر وهو معتل بالباركنسون إلى بغداد، وتناول الغداء مع صدام الذي قال له في وقتها "لن نترك الحاج محمد علي يعود إلا ويأخذ معه الأميركيين" فأقلهم كلاي إلى أميركا على متن طائرة خاصة.
وأوقع كلاي فورمان بلكمة واحدة 6 مرات في 4 دقائق و30 ثانية. وبتكتيك مدهش استطاع محمد علي الانتصار على فورمان والحصول على اللقب وكانت مواجهة الغابة الموضوع الفائز للأفلام الثقافية في عام 1996 وصنفت المباراة بأنها سابع أعظم لحظة رياضية في التاريخ. ونال كلاي دعم مواطني الكونغو قبل أن يسقط جورج فورمان في العاصمة كينشاسا ويصبح بطل العالم في ملاكمة الوزن الثقيل عند سن الثانية والثلاثين.
وأسطورة الملاكمة محمد علي كلاي احترف اللعبة بعد فوزه بالميدالية الذهبية للوزن خفيف الثقيل في دورة 1960 الأولمبية، في روما، وتمكن وعمره 22 عامًا بعد 4 أعوام من إقصاء سوني ليستون عن عرش الملاكمة العالمي بالوزن الثقيل في الجولة السابعة، ثم فاجأ العالم باعتناقه الإسلام بعد عام وتغيير اسمه الأول إلى محمد علي، وبه خاض في 1965 مباراة التحدي مع ليستون، فأنهاها بقاضية سريعة في الجولة الأولى، وبعدها خطف الأضواء طوال 17 عامًا، سمى نفسه "الأعظم" في بدايتها، ثم ندم واستغفر ربه وتاب.
وخارج الحلبات، اشتهر محمد علي المولود في 1942 في مدينة لويفيل في ولاية كنتاكي، بمعارضته للحرب الأميركية في فيتنام، ورفضه في 1966 الالتحاق بالجيش لمشاركته فيها، فدفع الباهظ الثمين لموقفه منها: سجنوه 3 أعوام، وفي 1967 جردوه من لقبه العالمي ومنحوه لسواه، حتى عاد في 1971 ليواجه جو فريزر على حلبة ماديسون، في مباراة في نيويورك سمّوها "مواجهة القرن" وكانت كذلك فعلًا. ففي تلك المباراة التي استمرت 15 جولة، ألحق فريزر أول هزيمة بكلاي الذي هزمه بعدها مرتين، الأولى في 1974 في مباراة من 12 جولة على حلبة ماديسون نفسها، والثانية بعدها بعام من 15 جولة في الفلبين، وكان معظمها دمويًا على فريزر، وتابعها أكثر من 300 مليون عبر الشاشات الصغيرة في العالم.
وكانت الجولة 14 من تلك المباراة حاسمة على فريزر الذي تلقى من اللكم ما جعل مدربه، أيدي فوتش، يرمي بالمنديل على الحلبة إيذانًا بعدم قدرة فريزر على المتابعة حتى الجولة الأخيرة، فقد تلطخ وجهه بدمه، وبدا مجهدًا بلا توازن ولا قدرة على الثبات، فخسر بالقاضية الفنية نزالًا وصفه كلاي بعدها بأنه "كان أقرب شيء للموت رأيته في حياتي". ثم فاز محمد علي في 1978 ثالثة ببطولة العالم، ومن بعدها اعتزل وعمره 39 عامًا، أمضى نصفها تقريبًا يسحر مشاهديه، وفيها فاز ببطولة العالم 3 مرات، وفيها اكتظت حقيبته بأمجاد، تتلخص في "لعب كمحترف 61 مباراة، حقق فيها 56 فوزًا، منها 37 بالقاضية، وبلا أي تعادل، أي "يا قاتل يا مقتول" كما يقولون، مع 5 هزائم مني بها أمام 4 أميركيين وكندي.
ولحقت أول هزيمة به في 1971 مع جو فريزر، الذي توفي في 2011 بسرطان الكبد وحضر كلاي دفنه برغم اعتلال صحته، والثانية بعد عامين أمام من سموه بعدها "كاسر فك كلاي" وهو كين نورتون الذي توفي في إيلول/سبتمبر 2013 بعمر 70 عامًا، وثالثة في 1978 مع ليون سبينكس، ورابعة بعد عامين أمام لاري هولمز. أما الأخيرة فكانت قبل أشهر من اعتزاله أمام الكندي تريفور بربيك، القتيل بعمر 52 عامًا في 2006 بمسقط رأسه في جامايكا، حيث هاجمه شخصان بمطرقة لخلاف حول قطعة أرض وأجهزا عليه.
لكن لكلاي مباراة هي الأروع في رأي النقاد، وخاضها في 1974 ضد مواطنه جورج فورمان، وأجمع الإعلام الرياضي العالمي على وصفها بأهم نزال رياضي بين خصمين، ففيها أنهك خصمه إلى أبعد حد، ثم فاجأه في الجولة الثامنة بلكمات متسارعة عاجله بها قرب الحبال بعد أن كان يتفرس فيه ويدرس ملامحه ليوجه إليه المناسب من الضربات "بل كان يهمس أحيانًا في أذنه عبارات تثير فيه الحنق والغضب ليفقد اتزانه باللعب" على حد ما يروون عن طريقته الخاصة بملاكمة منافسيه. وترنح فورمان بفعل تلك اللكمات، وتحول إلى ما يشبه لعبة تهاوت بين قبضتي محمد علي، ثم انهار مقضيًا عليه "في سلسلة من أجمل الضربات بعالم الملاكمة" وفق ما وصف محللون المباراة التي بلغ أجره فيها 5 ملايين دولار، تساوي 25 مليونًا وأكثر بقوتها الشرائية هذه الأيام.
ومنحه مجلس الملاكمة العالمي لقب "رياضي القرن" وبعده في 2005 منحه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش "وسام الحرية الرئاسي"، واختاروه في 2012 لحمل العلم الأولمبي في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في لندن، وفيه منحوه لقب "الأعظم" الذي كان أول من لقب نفسه به وندم عليه، وسموه قبله "ملك الملاكمة" وصاحب أسرع لكمات، وبالملاكم الذي يطير على الحلبة كالفراشة ويلسع كالنحلة.
وأنقذ كلاي الذي كان شديد الخوف من ركوب الطائرات، شابًا من الموت، حين رآه في 1981 يتدلى من سلم النجاة في الطابق التاسع في إحدى عمارات لوس أنجلوس،عندما اقنعه بالعدول عن الانتحار، ثم أقله بسيارته الليموزين إلى مستشفى، عالجه فيه على نفقته.
ومع أن كلاي جمع ثروة محسودة، إلا أن دنياه لم تكن ممتعة دائمًا، ففي 1984 نال "الباركنسون" الرعاش من الملاكم الذي أدى فريضة الحج في 1972 في مكة، وأقعده معظم الوقت في البيت، إلى درجة لم يكن يظهر معها للعلن إلا نادرًا، وقال كلاي عن مرضه "إن الله ابتلاني به ليقول لي وللناس إني لست الأعظم، كما كنت ألقب نفسي، لأن الله هو الأعظم".
وفعل محمد علي هذا كله، فسحر الملايين بجمعه للنبل والقوة معًا، وخدم وأحب وبادلوه الود، لاسيما في دول عربية شهدت ملاكماته بشغف، وزار منها السعودية ومصر والعراق والكويت وقطر والسودان وليبيا والجزائر. كما أحبوه في أميركا حيث يملك عقارات في ولايات أريزونا وكنتاكي وميتشيغن، مع مركز راقٍ باسمه شخصيًا لعلاج الباركنسون، وجائزة خصصها كل عام لمن يقوم بعمل إنساني مشهود، ومن المؤكد أنها ستستمر بعد رحيله.
أرسل تعليقك