بغداد-نجلاء الطائي
أعلنت قيادة الجيش الأميركي في التحالف الدولي، أن 484 مدنيًا على الأقل قتلوا على الأرجح في ضربات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" في العراق وسورية منذ بدء الحملة في عام 2014. وتشير الأرقام الذي يعلنها التحالف شهريا، وهي أقل من تقديرات جماعات غير حكومية أميركية مثل "إير وورز"، إلى زيادة 132 حالة وفاة بين المدنيين في تقرير سابق نشر يوم 30 نيسان/أبريل. ونفى التحالف تخفيف المعايير المعنية بحماية المدنيين وقال إن "ارتفاع العدد يرجع في جانب منه إلى زيادة في وتيرة العمليات في مناطق حضرية كثيفة السكان."
وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" رايان ديلون، امس الجمعة، استمرار دعم التحالف "للقوات الكردية والعراقية"، مضيفاً: "لن نعطي الضوء الأخضر للحشد الشعبي". وقال ديلون في حديث صحفي اطلع عليه "العرب اليوم" : "إننا ندعم القوات العراقية في المجالات العسكرية والاستخبارية، وهذا الدعم سيتواصل لاستعادة منطقة الموصل القديمة بالمدينة، حتى تعلن القوات العراقية النصر الكامل واستعادة المدينة وهو أمر سيحدث قريباً"، مضيفاً إن "الحكومة العراقية هي من ستقرر المنطقة التي ستتوجه لاستعادتها من داعش بعد الموصل". وتابع أن "التحالف الدولي تمكن عن طريق الغارات الجوية من تفجير أكثر من 120 سيارة مفخخة كان داعش قد وجهها الى القوات العراقية عن طريق الإنتحاريين".
وحول الضحايا المدنيين، قال المتحدث باسم التحالف الدولي: "يجب أن يكون ذلك من أولويات القوات العراقية ببذل كل الجهود من أجل تجنب وقوع الضحايا المدنيين، لأن داعش لا يكترث بحياة المواطنين ويستهدفهم". وعن العمليات العسكرية للحشد الشعبي قال ديلون، إن "قوات التحالف لن تعطي هذه القوات الضوء الأخضر، بل الحكومة العراقية هي من توجهها، وهي تقاتل تحت أمرة الحكومة العراقية"، موضحاً: "نحن ندعم الحكومة العراقية فيما تقوم به، والحشد الشعبي تمكن من تحقيق عمل جيد، فعلى سبيل المثال، سيطر خلال الأسبوع الماضي، على أكثر من 600 كلم مربع في محيط تلعفر". ومضى بالقول إن "الحشد الشعبي تحت أمرة الحكومة العراقية ونعتقد أنها يجب أن تبقى كذلك، لأننا نؤمن بسيادة العراق ونرى أن أي نشاط عسكري في هذه الدولة يجب أن يكون تحت أمرة الحكومة".
وحول وجود قوات متعددة في المنطقة، قال ديلون أن التحالف يؤكد على ضرورة أن "تنصب جميع الأطراف اهتمامها على مواجهة داعش والقضاء عليه، لأن داعش هو الخطر الأكبر على العراق وسوريا والعالم"، موضحاً أنه "في إطار دحر داعش، دربت قوات التحالف الدولي قوات البيشمركة وستواصل ذلك". وفي الشأن السوري، قال ديلون أن التحالف قدم "أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية بهدف القضاء على داعش في الرقة بالجانب السوري بالتزامن مع دحر التنظيم بالموصل العراقية".
وضبط الاستخبارات العسكرية العراقية، شاحنة حمل كبيرة محملة بمادة الـC4 في منطقة 17 تموز المُحررة ، فيما تمكنت القوات المشتركة العراقية، من تحرير حي الصحة الاولى في الجانب الايمن من مدينة الموصل. ويأتي هذا بينما تنتظر عدد من الاحياء في مدينة الموصل القديمة تقدم القوات الأمنية لتحريرها من عناصر "داعش" المتطرفة وإعلان المدينة (الموصل القديمة) محررة بالكامل. وقال الخبير الأمني هشام الهاشمي : إن "أحياء الموصل القديمة او المدينة القديمة التي لازالت بيد داعش، فضلا عن منطقة المستشفى والشفاء والبورصة وباب سنجار وجزء من الزنجيلي هي 37 محلة". وأوضح ان "المحلات المذكورة تقع تقريبا في مساحة عشرة كيلومترات فقط من كافة الاتجاهات".
وأضاف كما لازالت بيد داعش، كل من "محلة امام إبراهيم، وباب النبي، والجامع الكبير، ومجل الاوس – الجولاق، محلة عمو البقال، وحوش الخان، وباب السراي، علاوة على باب الطوب، والشيخ عمر، وجامع خزام والسرجخانة، ومحلة الرابعية والمياسة، والمحموديين". وأشار الهاشمي الى انه "بالإضافة الى ذلك، هنالك 10 محلات أخرى تنتظر تقدم القوات الأمنية لتحريرها ايمن الموصل، وهي محلة باب البيض الشرقي، ومحلة المنصورية، ومحلة شهر سوق، ومحلة الامام عون الدين، والشيخ أبو العلا، ومحلة الشيخ محمد، وباب لكش، علاوة على محلة السوق الصغير، ومحلة باب الجديد، والقنطرة".
وتتمثل الاحياء التي مازالت غير محررة، بحسب الهاشمي، بـ "محلة الشفاء، ومحلة الخاتونية، ومحلة الأحمدية (اليهود سابقا)، فضلا عن محلة الشيخ فتحي، ومحلة المشاهدة، ومحلة خزرج، والحمام المنقوشة، وباب المسجد، ومحلة جامع جمشيد، ومحلة عبدوخوب، علاوة على محلة المكاوي، ورأس الكور، والميدان".
وفي سياق ذي صلة: قالت عمليات "قادمون يا نينوى" ،ان "قوات مكافحة الارهاب حررت حي الصحة الاولى في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، ورفعت العلم العراقي ليرفرف عاليا على مبانيه". وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، إن "مفارز الاستخبارات العسكرية في اللواء 3 الفرقة 16 تمكنت من ضبط شاحنة كبيرة (تريلة) محملة بعشرات الاطنان من مادة الـC4 في منطقة 17 تموز المحررة في الجانب الايمن من الموصل".
وأضافت المديرية أن "الشاحنة كانت مخبأة بين الشاحنات بطريقة الغش والاختباء ولا يمكن كشفها بسهولة ولكن هذه الخدع باتت مكشوفة لرجال مديرية الاستخبارات العسكرية وتم التعرف عليها والقيام بتفريغ الحمولة واتلافها من قبل الجهات الهندسية المختصة". وذكر بيان لاعلام الحشد الشعبي: ان "قوات الحشد الشعبي فجرت ثلاث اليات مفخخة بإسناد طيران الجيش وقتلا ثلاثة متطرفين في عمليات تحرير قريتي الجاية وتل صفوك في البعاج". واضاف: ان "اللواءين الثالث والعاشر قتلا ستة عناصر من داعش تابعين لما يسمى كتيبة الانغماسيين في قرية (مطلة المركب) على الحدود السورية". واكد البيان ان "من بين القتلى القيادي المدعو، حسن كناش الزبيدي".
أرسل تعليقك