نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء كورونا في السودان
آخر تحديث GMT18:31:26
 العرب اليوم -

في ظل الظروف الصعبة تعيشها المستشفيات بسبب نقص الإمكانيات

نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء "كورونا" في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء "كورونا" في السودان

رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك
الخرطوم - العرب اليوم

عندما دخلت الطبيبة عفراء حسن صباح الجمعة إلى مكان عملها في مستشفى الشهداء في ضاحية الدروشاب الواقعة شمالي الخرطوم، كان كل همها هو بذل كل ما تستطيع من جهد لمعالجة وإنقاذ مرضاها في ظل ظروف صعبة تعيشها المستشفيات السودانية بسبب نقص الإمكانيات وتزايد مخاوف فيروس كورونا، لكنها بدلا عن ذلك أصبحت هي من تحتاج لخدمات زملائها الأطباء بعد تعرضها لضرب مبرح من مرافق لأحد المرضى.

حادثة عفراء ليست الأولى أو الوحيدة، حيث اجتاحت معظم مدن البلاد حالات اعتداءات متكررة ضد الكوادر الطبية، وهو ما دفع نحو 44 طبيبا في مستشفى الضعين غربي البلاد لإخلاء المستشفى خوفا على حياتهم وحياة المرضى نتيجة لأكثر من اعتداء تعرضوا له خلال الأسبوع الأول من أبريل.
 
وجاءت هذه الحوادث ضمن سلسلة حوادث شغلت الرأي العام السوداني كثيرا خصوصا بعد اعتقال وإهانة طبيب في الخرطوم بحجة كسر الحظر رغم أنه كان عائدا من مناوبة ليلية في وقت تسعى فيه وزارة الصحة لسد النقص الكبير في عدد الأطباء وتجهيزات المستشفيات في ظل المخاوف المتزايدة من تفشي فيروس كورونا.
 
مخاوف أكبر

وتفاقمت المخاوف من الأثر السلبي للاعتداءات التي تلحق بالكوادر الطبية في السودان بعد تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال الفترة من مساء الجمعة وحتى صباح الأربعاء ليرتفع عدد الحالات المؤكدة إلى 19 حالة، في ظل النقص الكبير في الاحتياجات الأساسية والظروف الصعبة التي تعمل فيها الجيوش البيضاء نتيجة الدمار الكبير، الذي لحق بالبنية التحتية خلال فترة نظام الرئيس السابق عمر البشير.

ووفقا لإحصاءات غير رسمية فإن نسبة الأطباء تبلغ نحو 25 طبيب لكل 100 ألف وهو رقم متدني للغاية مقارنة مع الدول الأخرى.

وعلى الرغم من وجود أكثر من 30 كلية للطب في البلاد، إلا أن آلاف الأطباء يضطرون للهجرة في تدني الأجور وضآلة فرص التدريب والتدهور المريع الذي لحق بالبنية الصحية خلال فترة حكم البشير، حيث كانت ميزانية الصحة أقل من 4 بالمئة من الموازنة العامة.

صدمة مزدوجة

وتعبر عفراء عن صدمتها الكبيرة للاعتداء الذي تعرضت له وغيرها من الانتهاكات التي تمارس ضد الكوادر الصحية، وتقول لـ"سكاي نيوز عربية" إن الأمر يبدو محيرا جدا، ففي الوقت الذي تقابل فيه جهود العاملين في القطاع الصحي بالتصفيق والتشجيع في مختلف أنحاء العالم، إلا أن الأمر يبدو مختلفا إلى حد ما في السودان حيث لا تتوافر الحماية المطلوبة للكوادر الطبية.

أما محمد مختار، الذي كان شاهدا على مجموعة من الاعتداءات الجسدية واللفظية التي تعرض لها زملاؤه في مستشفى الضعين بغرب السودان فيرى أن عدم توفير الحماية اللازمة للكوادر الصحية يشي بكارثة كبيرة قد تلحق بالقطاع الصحي في ظل تزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا.

أسباب متعددة

ووفقا للؤي عمر الريح عضو لجنة أطباء السودان المركزية فإن هنالك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الاعتداء على الأطباء منها نقص الكوادر الصحية، بالإضافة لقلة الوعي والتثقيف الصحي للمواطنين، وارتفاع عدد ساعات العمل، وقله معينات العمل ودمار بيئة العمل وخدمات الاسعاف والعنايات المكثفة، وتدهور البنى التحتية للمؤسسات الصحية خصوصاً الحكومية منها.
 
ويقول الريح إنه ومع ظهور جائحه كورونا تزداد معاناة الكوادر الصحية من حاجة للتدريب واللبس الواقي والاحترازات الصحية والحاجة الماسة لرفع القدرة الاستيعابية للمستشفيات وتعزيز النظام الصحي بشكل خاص لمجابهه الجائحة ورفع الاستعداد والجاهزية لاستقبال العدد المتوقع حسب الدراسات العلمية وتقديرات انتشار المرض.

ويشير الريح إلى أن أبرز تأثيرات الاعتداءات تتمثل في تحجيم قدرة الكادر الطبي على الاستمرار في تقديم الخدمة بالشكل المطلوب هذا غير الضرر النفسي والمعنوي والضرر الذي يقع على المرضى الموجودين في مكان الحدث.

ويؤكد الريح أن لجنة أطباء السودان تعمل على المساعدة في إنجاز قانون حماية الكوادر الصحية بالتعاون مع حكومة الثورة، وتتابع بشكل حثيث المسار القانوني مع وزير الصحة ومجلس الوزراء والجهات العدلية والأمنية.

ردود فعل رسمية

ومع تزايد الاعتداءات على الكوادر الطبية في العديد من مستشفيات البلاد، أعلن وزير الصحة، أكرم علي التوم، عن سن قانون يجرم الاعتداء على الكوادر الصحية يتضمن عقوبات رادعة على المعتدين.

وفي ذات السياق أكد مجلس الوزراء الانتقال وقوفه الكامل مع الكوادر الطبية وقال في بيان إنه لن يتهاون في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والضرورية لتوفير الحماية لهم، بما في ذلك الإجراءات القانونية الصارمة لضمان سلامتهم وتوفير أفضل بيئة ممكنة لأداء مهامهم الجليلة.

وفي تغريدة له على حسابه في تويتر وصف رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، الاعتداء على الأطباء بالعمل المشين والمرفوض في ظل الظروف الصحية الحالية التي تعيشها كافة بلدان العالم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

السودانيون يهزمون مخاوف "كورونا" ويتبرعون بالأموال

حمدوك يزور القاهرة وأديس أبابا لاستئناف مفاوضات "سد النهضة"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء كورونا في السودان نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء كورونا في السودان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
 العرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab