انقسم العالم بين موجة حرارة فصل الصيف والحرائق الغابات التي طالت القطب الشمالي وهنا تعلق الأمر بالبيئة، أما الجزء الآخر، كان يدافع عن الديمقراطية الليبرالية في بلد يتخذ أولى خطواته للتخلي عنها، وهو السويد، حيث يراقب الكثير الانتخابات السويدية، فهذه المرة يتعلق الأمر بالإحباط والرغبة في التعبير عن التغيير الجذري.
التشكيك في قدرة الديمقراطيين السويديين
وقال فريدريك سيغليفزالبالغ من العمر 23 عامًا، والذي أُدلي بصوته لصالح حزب الديمقراطيين السويديين المناهض للهجرة، في اللجنة الانتخابية المقامة في معرض الفن في بلدة سيوبو على بعد 30 ميلا غرب مدينة مالمو الجنوبية ، والتي فاز فيها الحزب الشعبي بنسبة 30% من الأصوات في انتخابات عام 2014 " إننا نريد التغيير، نعيش في نفس المعاناة".
وكان سيغلفيز يشك بأن الديمقراطيين السويديين سيفوزون بأي تأثير حقيقي على الحكومة، حتى لو صوت خمس الناخبين لصالحهم، وقال "أعتقد أن الأطراف الأخرى ستعمل معًا من أجل احتجازهم في الخارج ، وخارج مدرسة هيدفيغ إليونورا في حي أوسترمالم في ستوكهولم، عبر غابرييل كرونال بالغ من العمر 21 سنة عن نفس القلق، وقال "السؤال الوحيد بشأن هذه الانتخابات هو ما إذا كانت الأطراف الأخرى ستعمل معنا بعد ذلك".
وأضاف كرون، الذي يقف لصالح الحزب في انتخابات المجالس، إنه حقق تقدمًا جيدًا حتى في الطبقة الوسطى، والمناطق الحضرية مثل أوسترمالم، حيث يأمل في الحصول على نسبة 10-12٪ من الأصوات، وقال "سنصل إلى هناك، إذا لم يكن هذه المرة، سيكون في المرة القادمة، لا يمكنهم تجاهل هذا العدد الكبير من الناخبين إلى الأبد".
أمل البعض في إحداث تغيير داخل السويد
وكان على بعد حوالي 300 ميل إلى الجنوب الغربي في بيسكوبسغاردين، إحدى ضواحي غوتنبرغ التي كانت مسرحًا لإطلاق النار للعصابات في عام 2015، وقتل فيها طفل بريطاني بقنبلة يدوية في عام 2016، قال إريك البالغ من العمر 42 عامًا ، إنه كان يصوت لإحداث التغيير التاريخي.
وأضاف "يمكن للسويد أن تكون السويد مرة أخرى، الدولة الشمالية، و يجب على الأشخاص الذين يدفعون الضرائب أن يستفيدوا منها، وليس الآخرين ، الأحزاب الأخرى يقولون ولا يفعلون شيئًا، أنا لست مهتمًا كثيرًا باليسار أو اليمين، أنا فقط أريد التغيير و يجب أن يكون أكثر مثل المجر والنمسا، القيم التي نشأنا عليها وليس قيم اليوم".
وكان فرانك برناردسون البالغ من العمر 52 عامًا، غاضبًا بالمثل، وقد صوت إلى صالح الحزب الديمقراطي السويدي لأسباب مشابهة، قائلًا "كان هناك إطلاق نار هنا، في الليلة الماضية، هذه الحكومة لا تفعل شيئًا، لا أمانع إذا أطلق المجرمون النار على بعضهم البعض فقط، لكن إذا كنت في الوسط، يمكن أن أصاب، الأمر أكثر هدوءًا في الوقت الحالي، ولكن لا يزال من المخيف أن نعيش هنا".
سوء السياسات قاد إلى ظهور الديمقراطيين
ويلوم البعض السياسيين في مكان آخر حيث قال إميل نيلسون البالغ من العمر 37 عامًا، في بلدة سيوبو وهو يعانق ابنته ماريا البالغة من العمر ثماني سنوات"الديمقراطيون في السويد هم حزب احتجاج، لم يكن هناك حاجة إلى وجوده إذا كانت السياسة قد تمت بطريقة أخرى، يمكن أن تنزعج منهم وتقول أشياء سيئة عن مؤيديهم، لكنهم نتيجة سياسات سيئة".
وقالت أمينات إياكوبوفا البالغة من العمر 48 عامٍا، التي جاءت إلى السويد قادمة من الشيشان في عام 2002، إن هذه هي المرة الأولى التي تشعر فيها أنها مضطرة إلى التصويت، وقالت عن الديمقراطيين في السويد "لم أقرأ الكثير عنهم من قبل، اعتقدت أن تصويتي لم يكن يعني الكثير، ولكن هذه المرة اعتقدت أنه يجب علي ذلك"، وفي ستوكهولم، شعر هاري كلاغسبرون وصديقته، مارينا سوغالسكي، اللذان صوتا لصالح حزب الوسط الليبرالي، أن هذه الانتخابات كانت تدور بشأن الدفاع عن الديمقراطية الليبرالية، حيث قال "هي أحد الانتخابات التي تأخذ في الاعتبار احتياجات وآراء الجميع، بما في ذلك الأقليات" ، وظهرت ميكايلا لونده، البالغة من العمر 28 عامًا، قوية بنفس القدر، حيث قالت مؤيدة من حزب معتدل من يمين الوسط، إن تصويت العام الحالي يشكل لحظة حرجة للبلاد
يرفض البعض عنصرية الحزب
لا تتمتع كتل التكتل الوسطية أو يمين الوسط الراسخة بفرصة الحصول على الأغلبية البرلمانية في حين أن حزب الديمقراطيين في السويد لن يدخل الحكومة ، ولكن يوجد عرضًا قويًا يمنح الحزب اليميني المتطرف سلطة إعاقة التشريع في البرلمان ، وبالنسبة لآنا دافيدسون، وهي معلمة في متحف التاريخ السويدي في ستوكهولم، وزوجها فيكتور، المصور، كانت البيئة هي الأولوية القصوى لديهما، وقالت آنا إن كلاهما صوتا لصالح حزب "جرين بيبوت" اعتبرا اختيارهما "صوتًا ضد العنصرية".
وقالت "الديمقراطيون في السويد هم حزب عنصري، بالطبع هم كذلك، يقلقني أنهم قد يقومون بعمل جيد، وهذا قد يكون الخطوة الأولى نحو تطبيع الأمور، فربما تكون السويد قد أخذت خطواتها الأولى نحو حكومة مثل بولندا" ، وفي رنبرغ، وهي ضاحية أخرى في جوتنبرج، تحدثت أليزا بلوستاين البالغة من العمر 50 عامًا، التي تعمل مع الأشخاص المعاقين، وهي تخشى من صعود الديمقراطيين في السويد، قائلة "يجب أن نوقفهم، إنه أمر خطير للغاية ، أنا يهودية ، ولقد غادر الآلاف من اليهود أوروبا هذا العام وذهبوا إلى إسرائيل لأنهم يخافون من تنامي نفوذ اليمين المتطرف"
و قالت بيلما لوكاسيفايس، وهي مصففة شعرالبالغ عمرها 50 عامًا، إن الجريمة والمخدرات كانتا من القضايا الكبيرة التي لا يمكن إنكارها، لكن الديمقراطيين في السويد كانوا فظيعينمثل ترامب ، وقال لارس لونجبيرج ، الذي يقود الفرع المحلي للديمقراطيين المسيحيين في سيبو، إن تطبيع الحزب اليميني المتطرف أمر لا مفر منه، وأضاف "25% من الناس يصوتون لهم، إذا كانوا يريدون دعم حكومة ذات سياسات عادية، أعتقد أن الأمور ستكون بخير ،و من الأفضل أن يكونوا داخل الحواجز وليس خارجها".
أرسل تعليقك