تصاعدت بواعث القلق أمس على أمن الملاحة في خليج عمان، بعد اختفاء أثر ناقلة نفط، فيما أظهرت بيانات بحرية أن 5 ناقلات على الأقل، بعث نظام التعريف رسالة تفيد بأنها «ليست تحت القيادة». ولاحقاً، رجحت 3 مصادر أمنية بحرية أن تكون قوات مدعومة من إيران استولت على ناقلة نفط في الخليج قبالة ساحل الإمارات، بعد أن نبّهت وكالة التجارة البحرية البريطانية إلى «اختطاف محتمل»، وتصاعد بذلك التوتر في المنطقة بعد هجوم الأسبوع الماضي على ناقلة تديرها إسرائيل.
ونقلت «رويترز» عن مصدرين أن الناقلة «أسفالت برينسيس» يعتقد أنها تعرضت للخطف، وأن «العمل جارٍ على افتراض أن الجيش الإيراني أو وكلاء له على متن السفينة». وذلك بعد لحظات من تقرير مماثل لصحيفة «ذا تايمز».
بدورها، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن وكالة الأمن البحري البريطانية (يو كاي إم تي أو)، أن سفينة قبالة ساحل الإمارات «قد تكون تعرضت لعملية خطف» لا تزال قائمة. جاء ذلك بعد أن ذكرت هيئة التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق أن «حادث خطف محتملاً» وقع قبالة ساحل الفجيرة الإماراتية. وعرّف اثنان من المصادر السفينة بأنها ناقلة أسفلت وبيتومين، تسمى (أسفلت برينسيس) وترفع علم بنما، وأن ذلك حدث في منطقة ببحر العرب، تؤدي إلى مضيق هرمز، الذي يتدفق عبره نحو خُمس صادرات النفط المنقولة بحراً في العالم.
وأوصت الهيئة البريطانية في إشعار تحذيري للسفن بتوخي الحذر الشديد، للسفن التي تعبر المنطقة التي تبعد نحو 61 ميلاً بحرياً شرق الفجيرة.وفي الساعات الأولى، أظهرت بيانات «ريفينيتيف» لتتبع السفن، بعد ظهر أمس، أن ناقلة مواد كيميائية، اسمها «جولدن بريليانت»، ترفع علم سنغافورة، وتوجد في نفس الموقع تقريباً قبالة الفجيرة، حدّثت نظام التعريف الآلي الخاص بها إلى أنها «ليست تحت القيادة». وتشير هذه الحالة إلى أن السفينة غير قادرة على المناورة بسبب ظروف استثنائية.
وأفادت «رويترز» أن 5 سفن حدّثت على الأقل، بعد ظهر أمس (الثلاثاء)، في المنطقة بين الإمارات وإيران، نظام التعريف الآلي الخاص بها إلى أنها «ليست تحت القيادة»، حسب بيانات «ريفينيتيف» لتتبع السفن. وتشير مثل هذه الحالة عادة إلى أن السفينة غير قادرة على المناورة بسبب ظروف استثنائية. وحلقت طائرة تابعة لسلاح الجو العماني من طراز «إيرباص سي - 295 إم بي أيه»، فوق منطقة وجود الناقلات، وفقاً لبيانات جوية نقلتها «أسوشيتد برس».
ويأتي هذا التطور في المنطقة البحرية الحساسة، بعد 5 أيام من هجوم استهدف الناقلة «ميرسر ستريت» التي ترفع علم ليبيريا، وهي مملوكة لشركة يابانية، وتديرها شركة زودياك ماريتايم الإسرائيلية، ما أسفر عن قتيلين، مواطن بريطاني، وآخر روماني. واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إيران بشن الهجوم الذي يشتبه في أنه تم بطائرة درون إيرانية. ووصلت ناقلة النفط التي هوجمت الخميس الفائت، مساء الاثنين، إلى ميناء الفجيرة في الإمارات.
وعلقت إيران على لسان المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زاده، حول التطورات الأمنية في المنطقة، ووصف التقارير بـ«المثيرة للريبة»، وحذّر من «أي افتعال أجواء لأغراض سياسية»، معلناً استعداد بلاده للتعاون مع دول المنطقة في هذا المجال. وقال: «القوات البحرية الإيرانية جاهزة للمساعدة والإنقاذ في المنطقة». وقال: «في حال حدوث مشكلة في منظومة الملاحة، الجمهورية الإسلامية مستعدة لتقديم الدعم وتقييم القضية».
وبعد نحو ساعة، نفى «الحرس الثوري» ضلوع قوات إيرانية أو حلفاء لها في حادثة سفينة قبالة ساحل الإمارات، معتبراً ذلك ذريعة «لعمل عدائي» ضد طهران.
وقبل الحادث بساعات، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمس (الثلاثاء)، رسالة مباشرة إلى إيران، مؤكداً أن إسرائيل تحشد تحركاً عالمياً ضد إيران بعد هجوم على ناقلة إسرائيلية قبالة عمان، لكنه هددها بدفع ثمن باهظ، وأضاف أنها قادرة على الردّ بمفردها عند الضرورة.
واختار بنيت موقعاً عسكرياً على الجبهة الشمالية، بحضور رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، وقادة الجيش الآخرين، ليقول: «انتهى زمن الجلوس بكل راحة في طهران وإشعال الشرق الأوسط بأسره من هناك. نعمل على حشد العالم، لكن في موازاة ذلك نعلم أيضاً كيف نعمل بمفردنا. إيران تعلم ما هو الثمن عندما يهدد أحد أمننا». وقد تفقد بنيت، خلال زيارته، مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي، برفقة كوخافي، واستمع إلى إحاطة مهنية، قدّمها قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أمير برعام ورئيس هيئة العمليات الحربية اللواء عوديد بسيوك حول تقييم الوضع في الجبهة الشمالية. كما استمع بنيت إلى تقارير حول جهوزية الجيش الإسرائيلي في هذه الجبهة وحول الأوضاع في لبنان وسوريا. وقال: «فور الهجوم الإيراني على السفينة الإسرائيلية، شاركنا معلوماتنا الاستخباراتية مع أصدقائنا في الولايات المتحدة وبريطانيا وفي دول أخرى. لا يساور أحد الشك في هوية الطرف الذي يقف وراء هذا الحدث، لكننا قدّمنا أدلة قاطعة لتأكيد ذلك».ودعا حلف شمال الأطلسي (ناتو) إيران إلى احترام التزاماتها الدولية، في أعقاب الهجوم على ناقلة النفط «ميرسر ستريت»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال المتحدث باسم الناتو ديلان وايت، أمس: «ننضم إلى الحلفاء في الإدانة القوية للهجوم الدموي الذي وقع مؤخراً، واستهدف الناقلة (ميرسر ستريت) قبالة ساحل عمان، ونعرب عن تعازينا لرومانيا والمملكة المتحدة على الخسائر التي تعرضتا لها». وتابع: «حرية الملاحة حيوية لكل أعضاء حلف الناتو، ويجب الحفاظ عليها بما يتوافق مع القانون الدولي»، لافتاً إلى أن الحلفاء يشعرون بالقلق إزاء ممارسات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ودعا طهران إلى احترام التزاماتها الدولية.
وتوقع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «رداً جماعياً» على الهجوم الذي وصفه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنه «هجوم شائن على الشحن التجاري». وقال للصحافيين، مساء الاثنين: «أجرينا مراجعة شاملة، ونحن واثقون من أن إيران نفذت هذا الهجوم». وأضاف: «شهدنا سلسلة من التحركات التي أقدمت عليها إيران على مدى شهور، بما في ذلك ضد قطاع الشحن. لذا لست متأكداً إن كان هذا التحرك بالذات يمثل أي شيء جديد، أو ينذر بشكل أو بآخر (بطبيعة) الحكومة الجديدة». وتابع: «لكن ما تنم عنه (الواقعة) هو أن إيران تواصل التصرف بمنتهى عدم المسؤولية عندما يتعلق الأمر، في هذه الحالة، بالتهديد لحركة الملاحة والتجارة وللبحارة الأبرياء الذين يقومون فقط بالعبور التجاري في مياه دولية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الاثنين، في إجابتها على سؤال حول احتمالات هجوم انتقامي إسرائيلي ضد إيران في أعقاب الهجوم على السفينة: «إن إسرائيل دولة ذات سيادة، وستتخذ قراراتها الخاصة». وأضافت: «من حيث مشاركتنا في المحادثات النووية، فإن لدينا بالطبع سلطات بشأنها، ولدينا قرارات نتخذها، ووجهة نظرنا هي أنه مع كل تحدٍ وتهديد نواجهه من إيران، يصبح الأمر أكثر وضوحاً وخطورة حول برنامج إيران النووي غير المقيد».
قد يهمك ايضا :
مقتل 2 من قوات حرس الحدود باشتباكات مع مسلحين
بوتين يُعلن أن خروج الجيش الإيراني من سورية ليس مشكلة روسيا
أرسل تعليقك