رام الله ـ كمال اليازجي
اتهم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مفوض العلاقات الوطنية فيها عزام الأحمد حركة "حماس" بأنها تريد "حواراً بلا نتائج"، مؤكداً عقد جلسات المجلس الوطني في الثلاثين من الشهر الجاري، على الرغم من معارضة حركتي "حماس" و "الجهاد الإسلامي" و "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وعدد من فصائل منظمة التحرير. وأبدى استعداد الحركة لعقد مجلس وطني جديد وفق إعلان (القاهرة) 2005 تشارك فيه كل من "الجهاد الإسلامي" و"حماس" شرط أن تنهي الأخيرة الانقسام.
ولم يتخذ عدد آخر من فصائل المنظمة قرارًا بعد بالمشاركة أو المقاطعة، فقال الأحمد في حديث إلى "تلفزيون فلسطين" الرسمي، أن "الاستعدادات لعقد المجلس الوطني تجري على قدم وساق، إذ تم توزيع الدعوات وجدول الأعمال المقترح".وأكد أن "الفصائل كلها المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية مجمعة على عقد الدورة الجديدة للمجلس الوطني، باستثناء الجبهة الشعبية التي تحفظت عن عقد المجلس داخل الوطن". ورد عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" طلال أبو ظريفة في تصريح إلى "الحياة" على كلام الأحمد، مؤكداً أن الديموقراطية لم تقرر بعد المشاركة في جلسات المجلس أو مقاطعتها و ستتخذ قرارها النهائي قريباً، مجدِّدًا المطالبة بـ "عقد مجلس وطني توحيدي لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية".
وعلمت "الحياة" أن الأمين العام لـ "الديموقراطية" نايف حواتمة سيلتقي الأحمد قريباً لإجراء حوارات بشأن عقد المجلس وبقية القضايا الفلسطينية. وشدد حواتمة، وفقًا لبيان صادر عن الجبهة، على أهمية تأمين فرصة لحوار وطني شامل يُبنى على قرارات اللجنة التحضيرية (التي عقدت آخر اجتماع لها في بيروت مطلع العام الماضي) برئاسة الزعنون لإنهاء الانقسام".
وكان حواتمة التقى أخيرًا رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون وبحث معه في عقد المجلس وآخر التطورات السياسية، وأكد له عقد مجلس وطني توحيدي، والتوقف عن السياسات الانفرادية، والإعداد الجاد والمسؤول للبرنامج السياسي الموحد وقرارات إصلاح مؤسسات منظمة التحرير، وفي المقدمة الوحدة والشراكة الوطنية بين الفصائل والتيارات كافة".وأكد القيادي في "المبادرة الوطنية" الدكتور عائد ياغي أن "المبادرة لم تقرر بعد المشاركة من عدمها، وستتخذ قرارها خلال الأيام القليلة المقبلة".
وقال عضو المكتب السياسي لحزب "فدا" سعدي أبو عابد أن اللجنة المركزية للحزب قررت بغالبية بسيطة المشاركة في المجلس الوطني.
وفي ما يتعلق بلقاءات وفدين من "فتح" و "الشعبية" الأسبوع الماضي في القاهرة، قال الأحمد "بحثنا في الأوضاع السياسية، وكان هناك تفاهم مشترك وعميق في جميع القضايا السياسية التي طُرحت، مثل المقاومة الشعبية، ومسيرة العودة، وكيفية مواجهة سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتوجه إلى مجلس الأمن وملاحقة إسرائيل دولياً".
ودعا "حماس" إلى إنهاء الانقسام، قائلاً "إذا تم ذلك، مستعدون لعقد مجلس وطني جديد وفق إعلان (القاهرة) 2005 تشارك فيه كل من حماس والجهاد الإسلامي".وكشف الأحمد أن رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء عباس كامل أكد له دعم مصر عقد المجلس الوطني وعدم الانتظار، من أجل تعزيز وضع المنظمة.وعلمت "الحياة" من مصادر فلسطينية أن الأردن والسعودية يدعمان خطوات الرئيس محمود عباس في عقد المجلس الوطني.
وقال عضو اللجنة المركزية لـ "الشعبية" حسين منصور في تصريح إلى "الحياة" أن قرار الجبهة مقاطعة المجلس الوطني عبّر عن الإرادة الشعبية والاجماع الوطني". وانتقد منصور بشدة "فبركة الأكاذيب وبث الشائعات وتصاعد وتيرة التحريض من أقلام دفعتها ووجّهتها أطراف رأت في موقف الجبهة ضررًا لمصالحها وامتيازاتها وتهديدًا لمراكز نفوذها وتحالفاتها المصلحية، معتبراً ذلك محاولةً من هذه الأطراف لمواصلة اختطاف القرار الوطني الفلسطيني والمؤسسة الوطنية الجامعة، ورهنها لأجندات إقليمية ودولية معادية لشعبنا".
وقال الناطق باسم "حماس" عبداللطيف القانوع أمس الاثنين، إن عقد المجلس بهيئته الحالية يهدف إلى إبقاء القرار الفلسطيني رهينة لفريق اتفاق أوسلو، ولتجديد شرعية قيادات فتحاوية تهيمن على مؤسسات شعبنا منذ عقود. واعتبر القانوع أن لا قيمة لاجتماع المجلس الوطني ما لم ينطلق من قاعدة الشراكة، ويستند إلى إرادة شعبنا، ويعزز وحدته، وما دون ذلك ترسيخ للانقسام واستبداد سياسي نرفضه".
أرسل تعليقك