بغداد ـ نهال قباني
تحوّلت المواجهات بين القوات العراقية وتنظيم "داعش" خلال الأيام الأخيرة إلى عمليات ثأر متبادلة، فبينما بدأت القوات الأمنية الخميس عملية عسكرية واسعة النطاق حملت اسم "ثأر الشهداء" بهدف ملاحقة عناصر تنظيم "داعش" في المناطق المحصورة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين والمتمثلة بسلسلة جبال حمرين الوعرة، أقدم هذا التنظيم الليلة قبل الماضية على خطف وقتل 8 أشخاص من أهالي ديالى ينتمون إلى عائلة واحدة كانوا عائدين من عرس.
تأتي تسمية "ثأر الشهداء" إشارة إلى العملية التي نفذها تنظيم "داعش" باختطاف وقتل 8 من عناصر الأمن العراقي ينتمون إلى محافظتي الأنبار وكربلاء وذلك على طريق كركوك - بغداد، وكان مركز الإعلام الأمني أصدر بيانا عن بدء تلك العملية بهدف تأمين الطريق الذي طالما تكررت فيه حوادث مماثلة خلال الفترة الماضية.
وقال البيان إن "العملية بمشاركة الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع والحشد الشعبي وشرطة ديالى وشرطة صلاح الدين وقوات البيشمركة، وبإسناد من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن وطيران الجيش العراقي"، وأضاف البيان أن "العملية تهدف إلى تطهير المناطق بين ديالى وكركوك"، في إشارة إلى سلسلة جبال حمرين ذاتها، لكنه وطبقا لمصدر أمني الجمعة فإن مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم "داعش" نصبت نقطة تفتيش وهمية على الطريق بين مدينة بعقوبة والعاصمة بغداد - الطريق السياحي جنوب بهرز، وقامت باختطاف ثمانية أشخاص كانوا على متن حافلة صغيرة ومعهم أطفال ونساء. وأضاف المصدر أن "المسلحين قاموا بقتل المختطفين الرجال رميا بالرصاص وتركوا جثثهم في إحدى المزارع القريبة من موقع الحادث بينما تركوا النساء والأطفال على الطريق".
وأعلن العراق أواخر العام الماضي، القضاء على تنظيم "داعش" عسكريا بعد 3 أعوام من إعلان زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي ما سماها "الخلافة الإسلامية" أو "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التي تم اختزالها في وسائل الإعلام بـ"داعش"، لكنه وبعد زيادة العمليات العسكرية لهذا التنظيم منذ شهر فبراير/ شباط العام الحالي وقيامه بكثير من العمليات في مناطق مختلفة من محافظات نينوى وكركوك وديالى، فقد جدّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي بالقضاء على عناصر تنظيم "داعش" في عموم العراق قائلا: "سنلاحق الخلايا المتبقية من الإرهاب في جحورها وسنقتلها"، مضيفا: "سنلاحقهم في كل مكان؛ في الجبال والصحراء".
وتحدّثت "الشرق الأوسط" في هذا السياق، إلى اثنين من سياسيي محافظة ديالى بشأن مدى التحدي الذي بات يمثله هذا التنظيم في تلك المناطق، وما إذا كان بات يمثل تحديا جديا بعد زيادة عملياته وسيطراته الوهمية، فضلا عن تزايد أعداده في كثير من المناطق.
أرسل تعليقك