تشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيداً عسكرياً جديداً صباح اليوم الأربعاء، في ظل استمرار المواجهات بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وسط تصاعد العنف الذي يترافق مع خسائر بشرية ومادية كبيرة. وفي هذا السياق، دعا متحدث باسم الجيش الإسرائيلي سكان مخيم البريج للاجئين في وسط القطاع إلى إخلاء المنطقة فوراً، محذراً من "هجوم وشيك" يستهدف مواقع يُشتبه بأنها تُستخدم لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
إطلاق صواريخ من غزة واستجابة القبة الحديدية
بحسب بيان الجيش الإسرائيلي، أُطلق صاروخان من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل في الساعات الأولى من صباح اليوم. تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض أحد الصواريخ بنجاح، بينما سقط الصاروخ الآخر في منطقة مفتوحة دون أن يُحدث أي أضرار مادية أو إصابات بشرية. هذا الحدث تسبب في تفعيل صفارات الإنذار في مناطق نتيفوت والمناطق الحدودية مع القطاع، ما أثار حالة من القلق والتوتر بين السكان الإسرائيليين، خاصة مع استمرار التوتر على مدار الأسابيع الماضية.
غارات إسرائيلية مكثفة على غزة
رداً على إطلاق الصواريخ، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة عبر غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مناطق متعددة، ما تسبب في وقوع خسائر كبيرة.
في شمال قطاع غزة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً سكنياً في منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص،
استهدفت الغارات أيضاً مناطق في بلدة الفخاري شرق خان يونس جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي طال شمال مخيم النصيرات وسط غزة، ما أدى إلى إصابات وخسائر مادية واسعة.
لم تقتصر الهجمات على القصف الجوي والمدفعي، إذ قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية شواطئ بحر النصيرات وسط القطاع، ما زاد من تعقيد الوضع الميداني.
تصاعد أعداد القتلى والخسائر البشرية
تأتي هذه العمليات العسكرية في وقت تتزايد فيه أعداد القتلى والجرحى في غزة. وفقاً لبيانات وزارة الصحة في القطاع، فقد تجاوزت حصيلة القتلى منذ بداية التصعيد أكثر من 45 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، بما في ذلك نساء وأطفال. وأشارت التقارير إلى أن الغارات الأخيرة تسببت في تدمير منازل وتشريد عشرات العائلات، ما يعمق الأزمة الإنسانية.
خلفية التصعيد المستمر
هذا التصعيد ليس بمعزل عن الأحداث التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وقد أسفر الهجوم عن مقتل 1208 أشخاص داخل إسرائيل، وفقاً للإحصاءات الرسمية. رداً على ذلك، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد غزة، شملت قصفاً جوياً ومدفعياً مستمراً على مدار أسابيع، ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية وخسائر فادحة في الأرواح.
الوضع الإنساني في غزة يتدهور بسرعة
مع استمرار العمليات العسكرية، يعاني سكان قطاع غزة من وضع إنساني كارثي، حيث تزداد معاناتهم يومياً بسبب نقص الموارد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمياه والكهرباء. البنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات والمرافق الطبية، تعرضت لأضرار كبيرة، ما جعل من الصعب على الفرق الطبية التعامل مع أعداد المصابين المتزايدة.
ردود الفعل الدولية والدعوات للتهدئة
في ظل هذا التصعيد، تستمر الدعوات الدولية للتهدئة ووقف إطلاق النار، مع مطالبات بفتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات إلى المدنيين في غزة. المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والصليب الأحمر، حذرت من كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لتخفيف معاناة السكان.
ورغم الدعوات الدولية، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة، وسط غياب أي أفق سياسي واضح لحل الأزمة. تتوجه الأنظار إلى الجهود الدبلوماسية التي تُبذل في محاولة لوقف التصعيد المتصاعد، مع الأمل في أن تسفر عن نتائج تُخفف من وطأة هذه الحرب على المدنيين الأبرياء.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ارتفاع حصيلة شهداء مجزرة الاحتلال في خان يونس إلى 43
مقتل 22 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلي عائلتي القرا بخان يونس والنجار بجباليا
أرسل تعليقك