فساد الانقلابيين الحوثيين يدفع اليمنيين إلى عرض أطفالهم وأعضائهم للبيع
آخر تحديث GMT22:55:23
 العرب اليوم -

رواتب مجمدة وانعدام فرص العيش من العوامل التي فاقمت حاجاتهم

فساد الانقلابيين الحوثيين يدفع اليمنيين إلى عرض أطفالهم وأعضائهم للبيع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فساد الانقلابيين الحوثيين يدفع اليمنيين إلى عرض أطفالهم وأعضائهم للبيع

الانقلابيين الحوثيين
عدن - عبد الغني يحي

عقب بيع المئات من اليمنيين جميع مقتنياتهم وأثاث منازلهم لتوفير الغذاء ومتطلبات الحياة المعيشية، لجأ يمنيون آخرون قابعون في مناطق الميليشيات، وفي بوادر خطيرة وغير مسبوقة، إلى عرض فلذات أكبادهم للبيع في العلن، فيما اضطر آخرون أنهكهم البؤس، إلى بيع أعضاء من أجسامهم كالكلى وقرنيات العيون وغيرها في مزادات علنية، على منصات التواصل الاجتماعي أو في مواقع إخبارية محلية.

ويتهم حقوقيون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها هي من فاقمت من معاناة السكان ودفعت العديد منهم إلى اللجوء إلى حلول غير إنسانية من أجل توفير لقمة العيش بخاصة بعد توقف رواتبهم منذ سنوات أو انعدام فرص الحياة وعدم وصول المساعدات الإنسانية إليهم بسبب فساد المشرفين الحوثيين.

وكشفت مصادر محلية في محافظة ذمار (جنوب العاصمة صنعاء) عن أن أحدث تلك الحوادث وليس آخرها تمثل في إقدام مواطن على بيع طفله الرضيع بمبلغ لا يتجاوز 1500 دولار (800 ألف ريال يمني) لتغطية احتياجات أسرته من الطعام والشراب والملبس والإيجار وغيرها من متطلبات المعيشة الأخرى.

وروت المصادر في ذمار لـ«الشرق الأوسط» أن المواطن، «م.ح.ع» ويقطن أحد الأحياء السكنية بالمدينة أقدم قبل يومين على بيع طفله الرضيع (أسامة البالغ من العمر 6 أشهر)، لامرأة لا يعرف شيئا عن معلوماتها أو سكنها أو حتى من تكون.

وعزت نفس المصادر، سبب إقدام الأب على بيع طفله، إلى سوء الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعاني منها البلاد بشكل عام منذ سيطرة الميليشيات على مؤسسات الدولة ونهبها ثروات اليمن وجيوب وممتلكات اليمنيين.

وأشارت المصادر المحلية إلى أن المواطن الذي لجأ لبيع طفله يعمل بجمع العُلب البلاستيكية الفارغة، ويقطن في منزل إيجار ولديه سبعة أطفال ويعاني وأسرته من العوز والفقر المدقع.

وبدورهم، عبر عدد من السكان القاطنين بنفس الحي بذمار، عن غضبهم من إقدام المواطن على بيع طفله بصورة مفاجئة وسريعة. وقال بعضهم لـ«الشرق الأوسط»، بأن والد الطفل برر لهم فعلته عند سؤالهم له، بأنه يعاني من ضيق في الحال والمعيشة ولا يريد اللجوء لأحد لمساعدته، الأمر الذي قوبل بالسخط الكبير من قبلهم.

وحمل أهالي وسكان الحي الميليشيات الحوثية كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع التي جعلت أبناء اليمن يلجأون لبيع أطفالهم. معتبرين أنها سابقة خطيرة وفي نفس الوقت تندرج ضمن الحوادث النادرة التي تشهدها المدن اليمنية.

وفي حادثة أخرى، تكاد تكون مشابهة لسابقاتها، أعلن مواطن ينتمي لإحدى مديريات محافظة إب (وسط اليمن) قبل فترة وعبر مشاركة واتصال له ببرنامج إذاعي تابع لإذاعة محلية خاضعة لقبضة الميليشيات، عن نيته بيع أبنائه الأربعة، وبسعر، قال إنه قابل للمناقشة والتفاوض مع من يقبل شراءهم.

وأكد المواطن، الذي ينتمي لمديرية فرع العدين في إب، أنه اضطر للقيام بذلك، بعد أن تقطعت به كافة السبل، وأغلقت في وجهه كل الأبواب ولم يتمكن من إطعام أطفاله وعلاجهم وإلحاقهم بالمدارس وإعطائهم كل المتطلبات التي يحتاجونها.

وبسبب استمرار إيقاف الميليشيات لراتبه (يعمل في إدارة الواجبات الزكوية) منذ أكثر من ثلاث سنوات، وعدم حصوله على فرصة عمل أخرى يعيش بها، اعتبر المواطن المغلوب على أمره، كل ذلك أسبابا جعلته يعرض أطفاله للبيع.

ولم تكن تلك الحوادث الغريبة والدخيلة على المجتمع اليمني، إلا مشهداً بسيطا ومختصراً، يوضح ما آلت إليه أمور وأوضاع اليمنيين من تدهور مريع منذ سيطرت الميليشيات الانقلابية على جميع مفاصل الدولة، حيث أعقبها العشرات من الحوادث الأخرى المشابهة التي تؤكد شدة الحال التي وصل إليها السكان جراء الحرب التي افتعلتها تلك الميليشيات.

وفي قصة أخرى، عرض مواطن يمني أواخر مايو (أيار) من العام الماضي، طفلته للبيع ليتمكن من إطعام أبنائه الأربعة، الأمر الذي يؤكد أيضا مدى البؤس الشديد الذي وصل إليه المواطن اليمني، جراء استمرار استنزاف الميليشيات لمقدرات اليمنيين واستئثارها بكل الموارد والإيرادات العامة والخاصة.

وقال المواطن اليمني، إسحاق البصير حينها في تصريح نشره بحسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وهو يوجه خطابه للميليشيات الحوثية «طفلتي للبيع نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أوصلتمونا لها».

وأضاف البصير: «بعت كل مقتنياتي واقترضت من الجميع والحرب لم تنته، وتراودني مؤخرا فكرة عرض طفلتي الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها العام للبيع لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى حتى أتمكن من توفير لقمة العيش والاحتياجات الأخرى لبقية أخواتها الأربع».

وفي سابقة أخرى، لجأ شاب عشريني في العاصمة صنعاء مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي لعرض إحدى كليتيه للبيع ليتمكن من إعالة أسرته، خصوصاً في ظل استمرار امتناع الميليشيات عن صرف مرتبات الموظفين لأكثر من ثلاثة أعوام، وكذا انعدام فرص العمل وتوسع ظاهرة البطالة.

وأفاد أحد سكان حي مذبح (شمال صنعاء) التي يقطن فيها الشاب، لـ«الشرق الأوسط»، بأن الشاب (ص. ي. أ) لجأ إلى عرض إحدى كليتيه للبيع من خلال إعلان قام بطباعته وإلصاقه بجدران الحي وعرضه أيضا على عدد من مستشفيات العاصمة صنعاء. وأكد أن الشاب هدف من خلال خطوته تلك غير المبررة، للحصول على المال اللازم ليتمكن من شراء احتياجات أسرته المعيشية لتتمكن من البقاء على قيد الحياة. وتطرق إلى أن أسرة الشاب تعاني هي الأخرى من أوضاع اقتصادية صعبة، ما جعل ابنها يعرض كليته للبيع بأي ثمن.

وفي سياق متصل، لجأ نجل صحافي يمني رياضي معروف وهو أحد موظفي وزارة الشباب والرياضة الخاضعة لسلطة الميليشيات في يوليو (تموز) الماضي لعرض إحدى كليتيه للبيع نظراً لظروفه وعائلته المالية الصعبة، وذلك في منشور على «فيسبوك».

وتعد هذه الحالات نموذجا بسيطا لما يعانيه موظفي الدولة بسبب توقف رواتبهم التي نهبتها وما زالت الميليشيات الحوثية منذ أواخر العام 2016 علاوة على التضييق المعيشي للمواطنين من خلال افتعال الأزمات تارة في المشتقات النفطية وتارة في الغاز المنزلي وثالثة في أسعار صرف العملات وأخرى في ابتزاز اليمنيين بحملات نهب وسطو متواصلة ومنظمة.

واعتبر مراقبون حقوقيون من خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، أن تلك الوقائع التي وصفوها بـ«المؤلمة» لجميع اليمنيين بأنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، كون الملايين من الأسر بمناطق الانقلابيين ما زالت تعاني أوضاعاً صعبة، في وقت تواصل فيه الميليشيات مسلسل النهب والعبث حتى بمواد المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين.

ومنذ انقلاب الميليشيات المدعومة إيرانياً، انزلق أزيد من 75 في المائة من اليمنيين إلى خط الفقر، وقُتل 230 ألف شخص، وتحوّلت وفقاً لتقارير دولية عدة مأساة اليمنيين إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم.

وأشار تقرير دولي حديث، أعدّه مركز باردي للعقود الدولية في جامعة دنفر، لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن الحرب في اليمن تهدد الآن بجعل سكانها أفقر سكان العالم، إذا استمرت حتى عام 2022؛ حيث يعيش، بحسب التقرير، نحو 79 في المائة من السكان تحت خط الفقر، ويصنف 65 في المائة من اليمنيين على أنهم فقراء للغاية.

وكانت تقارير رسمية صادرة عن سلطات الانقلابيين بصنعاء، أكدت بوقت سابق وصول نسبة السكان تحت خط الفقر إلى 88 في المائة، وارتفاع نسبة البطالة إلى 63 في المائة، وزيادة مستوى الأسعار إلى 111 في المائة خلال العام الحالي، مقارنة بالعام 2014.

ووفقا لتقرير آخر صادر عن برنامج الغذاء العالمي، يشهد اليمن أكبر العمليات الطارئة التي ينفذها في أي مكان بالعالم، إذ تستهدف توفير الغذاء لنحو 12 مليون شخص شهريا من الأكثر ضعفا وتضررا بانعدام الأمن الغذائي. وقال البرنامج بأن نحو 20 مليون يمني يواجهون نقصا حادا في الغذاء. وتابع: ورغم توفير المساعدات، إلا أن نحو 16 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم.

قد يهمك أيضا:

المبعوث الأممي يناقش مع زعيم الحوثيين تنفيذ اتفاق الحديدة وتبادل الأسرى

مارتن غريفيث في صنعاء لإحياء عملية السلام بين الجماعة الحوثية والحكومة اليمنية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فساد الانقلابيين الحوثيين يدفع اليمنيين إلى عرض أطفالهم وأعضائهم للبيع فساد الانقلابيين الحوثيين يدفع اليمنيين إلى عرض أطفالهم وأعضائهم للبيع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان
 العرب اليوم - إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab