برلين ـ جورج كرم
يستعد السياسي الألماني مارتن شولتز، لمنافسة أنجيلا ميركل على منصب المستشار الألماني، بعد مسيرة مهنية أمضاها في البرلمان الأوروبي. ويواجه شولتز مشكلات تتمحور في عدم امتلاكه أي خبرة سياسية في ألمانيا، فيما عدا منصب رئيس بلدية فورسلن، وهي مسقط رأسه وتقع في الشمال الغربي الألماني.
ويفتقر شولتز إلى الخبرة السياسية التي تمكنه من الفوز بمنصب المستشارية الألمانية، فهو يأمل في تسخير خبرته أثناء تمثيله بلاده في المفوضية الأوروبية. وبالفعل تمكن شولتز، من فعل هذا الأمر بشكل سريع، بل واستمتع به ايضًا بأن "استعرض عضلاته السياسية"، التي شكلها خلال 23 عامًا من العمل السياسي. وسرعان ما أصبح قائد الوفد الألماني التابع للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وما لبث أن أصبح ممثلًا عن كتلة الاشتراكيين الأوروبيين.
وشرع شولتز في استخدام نفوذه في الوقت الذي بدأ فيه نجمه في البزوغ، لافتًا إلى أن رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، لم يبدأ ولايته الثانية إلا بعد موافقة شولتز. وأصبح شولتز في وقت لاحق رئيس البرلمان الأوروبي في 2012، وهو ما جعله أقوى شخصية ألمانية في بروكسل، إلا أن هذا الأمر لم يرض طموحه، فقد حاول تعزيز منصب باروسو كرئيس للمفوضية، لكن أنصاره أبرموا صفقة لعودة منافس باروسو، وهو جان كلود يونكر واستبقاء شولتز في منصبه.
وشولتز الذي بقي حتى الآن في منأى عن النزاعات الألمانية، غادر البرلمان الأوروبي في منتصف يناير/ كانون الثاني بعد خمسة أعوام من رئاسته. وهو يتمتع بشعبية في ألمانيا تضاهي تلك التي تحظى بها ميركل. وحصل شولتز حصل في ديسمبر/كانون الأول، في استطلاعات الرأي على تأييد 57 في المائة من الألمان، وهي نسبة التأييد التي تحصل عليها منافسته وإن كان الحزب المحافظ الذي تقوده الاتحاد الاجتماعي المسيحي، يتقدم بفارق كبير على حزبه الاشتراكي الديموقراطي في نوايا التصويت.
وبعدما اختاره حزبه لخوض حملة، تمهيدًا للانتخابات التشريعية التي ستجرى في سبتمبر/ أيلول، قدم شولتز نفسه على أنه ضامن "النموذج الاشتراكي الديمقراطي الألماني" في "مرحلة بالغة الصعوبة". والرجل المستعد دائمًا للدفاع عن الاتحاد الأوروبي والمعروف بصراحته، كان يواجه هجومًا مستمرًا من أحزاب اليمين المتطرف، فقد أعلن في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، أنه يريد قيادة لائحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في رينانيا شمال فيستفاليا المنطقة الصناعية، التي تضم أكبر عدد من السكان في ألمانيا، لانتخابات سبتمبر/ أيلول.
وسيكون شولتز الشخصية الرئيسية للحزب على المستوى الوطني. وهذا الاشتراكي الديمقراطي منذ البداية البالغ من العمر 61 عامًا، كرس نفسه حتى الآن للبرلمان الأوروبي وساهم في زيادة تأثيره في عمليات اتخاذ القرار. فهو يرى أن الاتحاد الأوروبي هو الحصن ضد "شرور القرن العشرين"، مثل كره الأجانب والعنصرية ومعاداة السامية.
أرسل تعليقك