أعلنت شرطة العاصمة الإندونيسية جاكرتا، أن زجاجة حارقة ألقيت على سفارة "ميانمار" في جاكرتا مساء أمس الأحد مما أدى الى حدوث حريق صغير. ونقلت صحيفة "جاكرتا بوست" عن المتحدث باسم الشرطة أرغو يوونو قوله: إن "مبنى السفارة تعرض لاعتداء بقنبلة حارقة من إحدى السيارات المركونة أمامه".
وأوضح أن "الاعتداء أسفر عن اندلاع حريق صغير، دون وقوع أي إصابات". وأضاف أن "قوات الأمن زادت من تدابيرها عقب الاعتداء، وبدأت العمل لتحديد هوية المهاجمين".
وتواصلت الاحتجاجات أمس الأحد وسط جاكرتا عاصمة اندونيسيا التي يقطنها أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، ضد الانتهاكات التي يتعرض لها مسلمو "الروهنغيا" في ميانمار. وكلف الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أمس، وزيرة خارجيته بالتحاور مع مستشارة الدولة في ميانمار (رئيسة الحكومة) أونغ سان سوتشي، لبحث "محنة" مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان (راخين)، ووقف أعمال العنف ضدهم.
وقال ويدودو في مؤتمر صحفي، نقلت وقائعه وكالة "أسوشيتيد برس"، إنه "يأسف للعنف المُمارس ضد المسلمين في إقليم أراكان، ويتعهد بتقديم المساعدات الإنسانية" لهم. وأضاف: أن "إندونيسيا تشعر بقلق بالغ حيال العنف العسكري الممارس ضد مسلمي الروهنغيا، ما دفع الآلاف للهروب إلى بنغلاديش". وشدد ويدودو على ضرورة "بذل تحركات جادة لإنهاء المأساة الإنسانية في أراكان دون الاكتفاء بالإدانات والتصريحات".
ووفق الوكالة الأميركية، فقد غادرت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مرسودي الأحد إلى ميانمار في إطار خطة للقاء عدد من المسؤولين الحكوميين، بينهم رئيسة الحكومة أونغ سان سوتشي. كما ستزور مرسودي بنغلاديش للوقوف على المساعدات الإنسانية التي تقدمها جاكارتا للاجئي الروهنغيا الذين فروا من ميانمار منذ تصاعد أعمال العنف ضدهم في 25 غسطس/آب الماضي، حسب المصدر ذاته.
من جهتها، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في وقت سابق الاحد، فرار أكثر من 73 ألف من الروهنغيا من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة بحقهم، فيما أدانت منظمة حقوقية إندونيسية مستقلة، جميع أشكال العنف ضد مسلمى الروهينغيا في إقليم أراكان (راخين) غربي ميانمار، داعية لوقف "الجرائم ضد الإنسانية وعمليات الإبادة الجماعية" بحقهم.
وحثت المؤسسة الإندونيسية للمساعدة القانونية، في بيان لها اليوم السبت، اطلعت "الأناضول" على نسخة منه، الحكومتين الإندونيسية والميانمارية على "اتخاذ خطوات فورية تتوافق مع مباديء حقوق الإنسان، والقانون الدولي، من أجل التصدي للعنف الذي يتعرض له مسلمي الروهينغيا".
وقالت في بيانها إن "العنف الممارس حاليًا ضد أقلية الروهينغيا المسلمة، لا يجب فصله عن عقود العنف والاضطهاد طويلة الأمد التي يواجهها المسلمين في أراكان، وتركتها الحكومة في ميانمار دون حلول". وأشارت إلى ترك الحكومة الميانمارية مسلمي الروهينغيا دون حماية في إقليم أراكان، ما دفعهم للهروب إلى بنغلاديش، بينما قامت بإجلاء ما لايقل عن 4 آلاف شخص من غير المسلمين من المقيمين في الإقليم، لحمايتهم من أعمال العنف المسلح.
وأضافت المنظمة: "تتحمل حكومة ميانمار مسؤولية حماية سكانها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية".
وأوضحت أن "الاضطهاد والتمييز ضد أقلية الروهينغيا أسفرا عن عدد من الجرائم ضد الإنسانية وفقا لفريق لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، والذي رأسه الأمين العام الأسبق للمنظمة الأممية كوفي عنان".
وفي السياق ذاته، طالبت المؤسسة الإندونيسية للمساعدة القانونية، حكومة ميانمار بمعالجة أزمة الروهينغيا باستخدام المعايير الدولية لحقوق الإنسان. ودعت إلى محاكمة مرتكبي هذه "الانتهاكات" في إطار القانون الجنائي الدولي بسبب مخالفاتهم، مع الحرص على تعويض الضحايا.
من جهته، لاعب فريق "بشيكطاش" التركي السابق، السنغالي "ديمبا با"، دعا المسلمين لعدم التزام الصمت إزاء المجازر بحق المسلمين الروهينغيا في إقليم أراكان بميانمار. وأضاف خلال حديثه للأناضول، أثناء أدائه فريضة الحج في مدينة مكة المكرمة، أن مليار ونصف مليار مسلم يعيشون في العالم، وإذا لم يتحركوا لوقف المجازر بحق المسلمين الروهينغيا فإنهم سيدفعون ثمن ذلك. وطالب المجتمع الدولي بالتحلي بمسؤولية إزاء تلك المجازر، وأضاف أن العالم يشاهد ما يحدث في أراكان، لكن لا أحد يتحرك.
وأردف قائلا "أعتقد أن الله سيسألنا كمسلمين عن هذه الأحداث حين نقف بين يديه يوم الحساب".
وأثنى على دور تركيا في دعم وإرسال المساعدات إلى إقليم أراكان.
أرسل تعليقك