جدلاً واسعاً في تونس حول السيادة الوطنية والتدخل الأجنبي في الشأن السياسي الداخلي
آخر تحديث GMT08:16:45
 العرب اليوم -

جدلاً واسعاً في تونس حول السيادة الوطنية والتدخل الأجنبي في الشأن السياسي الداخلي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدلاً واسعاً في تونس حول السيادة الوطنية والتدخل الأجنبي في الشأن السياسي الداخلي

الرئيس قيس سعيد
تونس - العرب اليوم

خلّف تحذير نواب أميركيين من وجود مخاطر على الديمقراطية التونسية بعد شروع الرئيس قيس سعيد في إصدار مراسيم تنفيذية، في يوليو (تموز) الماضي، جدلاً سياسياً واسعاً في تونس حول السيادة الوطنية والتدخل الأجنبي في الشأن السياسي الداخلي. واصطفت أطراف سياسية واجتماعية عدة حول الموقف الرئاسي الذي يستنكر إدراج أوضاع تونس في جدول أعمال الكونغرس الأميركي، فيما اعتبرت أطراف أخرى معارضة لقرارات رئيس الجمهورية الخطوة الأميركية بمثابة «اعتراف دولي» بالتوتر السياسي الحاصل في البلاد وباستحواذ الرئيس سعيد على القرار السياسي فيها.

وكان الرئيس التونسي قد استدعى دونالد بلوم، السفير الأميركي في تونس، وأبلغه «استياء» الدولة التونسية من تحرك النواب الأميركيين، وأشار إلى أن «العلاقات بين تونس وواشنطن ستبقى قوية، رغم أن عدداً من التونسيين يحاولون تشويه ما يحصل في تونس ويجدون من يصغي إليهم في الخارج». وأوضحت الرئاسة التونسية أن اللقاء كان فرصة «لتوضيح مجموعة من الموضوعات ورفع الالتباسات التي يُشيعها أعداء الديمقراطية». وكان الرئيس التونسي قد اعتبر، في تصريحات سابقة، أن «القضية تونسية داخلية، وهناك مَن يريد تدويلها».

وكانت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي قد عقدت جلسة استماع حول الوضع في تونس، وخلصت إلى أن الديمقراطية التونسية في «خطر»، وانتقدت الإبقاء على عدد من البرلمانيين التونسيين قيد الاحتجاز بتهم سياسية ودون مؤشرات على موعد لإطلاق سراحهم وإعادة فتح البرلمان. وذكر النائب الجمهوري غريغ ستوبي أن «الولايات المتحدة قدمت مساعدات تنموية وأمنية كبيرة لتونس دون أن ترى نتائج هذا الدعم». وأضاف أن الرئيس التونسي «ليس صديقاً»، وأنه يدفع بأجندة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل منذ حملته الانتخابية. وقال إن الوقت قد حان لإعادة النظر في المساعدات الأميركية المقدمة إلى تونس.

في السياق ذاته، استنكر نور الدين الطبوبي، رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، ما سماه «هرولة البعض خارج حدود الوطن للاستقواء بالأجنبي والاستعانة به ضد تونس والنظام السياسي القائم في البلاد». وأضاف أنه من حق أي شخص النضال في بلاده والبقاء فيها والمساهمة في إصلاح المسار والإقامة والمثابرة في الوطن لتحقيق ما يريد، وهو حق مشروع لكل شخص. واعتبر أن الاختلاف مع أي مسؤول وارد لكن في إطار الضوابط والأخلاقيات دون المسّ بأعراض الناس أو المسّ بالمقامات مهما كانت الاختلافات.

من ناحيته، قال حزب «التحالف من أجل تونس» (ليبرالي) إن «تداول البرلمان الأميركي في الشأن التونسي يعد تدخلاً سافراً في الشأن الوطني الداخلي، ومساً بالسيادة الوطنية من دولة أجنبية». وشجب بشدة هذا «السلوك المرفوض» من الكونغرس الأميركي، قائلاً إنه «يأتي نتيجة لاستجداءات مغرضة ولا وطنية من شخصيات وأطراف اتخذت العمالة والارتباط بالأجنبي منهجاً للممارسة السياسية».

يذكر أن جدلاً سياسياً واسعاً قد انطلق إثر إعلان الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي سعيه لدى مسؤولين أوروبيين إلى إفشال عقد القمة الفرنكوفونية التي كانت مبرمجة في تونس خلال الشهر المقبل، ما أدى إلى تأجيلها إلى السنة المقبلة، علاوة على تعليق عضوية تونس في البرلمان الفرنكوفوني نتيجة التوتر السياسي.

وكان من نتائج هذا التصريح أن تعرض المرزوقي لهجوم سياسي حاد انتهى بإعلان الرئيس سعيد عن قراره سحب جواز سفر المرزوقي الدبلوماسي. ورد المرزوقي بأنه «غير معني بأي قرار» يصدر عن سلطات يعتبرها «غير شرعية»، قائلاً: «لا أعترف بالسيد قيس سعيد رئيساً شرعياً لتونس».

في غضون ذلك، أكد حسونة الناصفي، رئيس كتلة «الإصلاح الوطني» البرلمانية، توجه عدد من النواب نحو رفع شكوى ضد قرار رئيس الجمهورية القاضي بوضع حد لمنح نواب البرلمان رواتبهم. وقال، في تصريح إذاعي، إنه بصدد إعداد ملف قضائي متكامل من المنتظر أن يقدمه إلى القضاء الإداري الذي يفصل في قضايا تجاوز السلطة وخرق القانون، معتبراً أنه لا يزال عضواً في البرلمان المجمد وأنه لا يملك «ما يثبت عكس هذه الصفة». وأضاف أن تجميد البرلمان دون قرار حله يمكّنه من تقديم هذه الشكوى ضد رئيس الجمهورية، لأن النواب لم يقدموا استقالاتهم في ظل عدم وجود طرف قانوني يمكن أن يتقبل تلك الاستقالات.

يذكر أن الرئيس التونسي اتخذ قراراً، يوم 25 يوليو الماضي، بتجميد أنشطة البرلمان التونسي ورفع الحصانة البرلمانية عن النواب، قبل أن يعود يوم 22 سبتمبر (أيلول) المنقضي ويتخذ قراراً بتجميد جميع المنح والامتيازات المسندة لرئيس البرلمان وكل أعضائه البالغ عددهم 217 عضواً.

قد يهمك ايضاً

قيس سعيد يطلب من نجلاء بودن التسريع في عملية تشكيل الحكومة التونسية الجديدة

سعيد يعلن عن حكومة تونسية جديدة ستتشكل خلال الأيام القادمة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدلاً واسعاً في تونس حول السيادة الوطنية والتدخل الأجنبي في الشأن السياسي الداخلي جدلاً واسعاً في تونس حول السيادة الوطنية والتدخل الأجنبي في الشأن السياسي الداخلي



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس تتحدث عن منافستها بفيلمين في السينما
 العرب اليوم - ياسمين رئيس تتحدث عن منافستها بفيلمين في السينما

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab