واشنطن ـ يوسف مكي
لم يأخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنصيحة مستشاريه القانونيين والسياسيين، وعاد إلى موقع "تويتر" أمس الجمعة، معترفًا بأن التحقيق في شأن ملف روسيا يطاله شخصيًا، ومهاجماً نائب وزير العدل رود روزنستاين. وقد تزامن ذلك مع إعلان صحيفة "واشنطن بوست" أن المحقق الخاص في الملف روبرت مولر يدرس بيانات وصفقات جاريد كوشنر، صهر الرئيس ومستشاره.
وتابع ترامب هجومه على التحقيق في تواطؤ حملته الانتخابية وشخصيات قريبة منه مع روسيا، خلال انتخابات الرئاسة العام الماضي، لا سيّما بعد عزله مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف بي آي" جيمس كومي الذي كان يُشرف على التحقيق. وغرّد أمس قائلاً: "يُحقَق معي في طرد مدير أف بي آي، من الشخص الذي قال لي أن أطرده. قضية زائفة!". وفسّر مراقبون الهجوم بأنه يطاول روزنستاين، إذ إن وزير العدل جيف سيشنز نأى عن التحقيق في ملف روسيا، وتولى نائبه تعيين مولر محققاً خاصاً في الأمر.
وفي السياق ذاته، بثّت شبكة "أي بي سي نيوز" أن روزنستاين أقرّ في أحاديث خاصة باحتمال تنحّيه عن المسائل المرتبطة بالتحقيق في هذا الملف، إذ قد يصبح شاهداً في التحقيق. وشنّ ترامب هجوماً على التحقيق، إذ كتب على "تويتر": "بعد سبعة أشهر على التحقيقات وجلسات الاستماع في شأن تواطئي مع الروس، لم يتمكّن أحد من تقديم أي دليل. أمر حزين".
لكن صحيفة "واشنطن بوست" أوردت أن تحقيق مولر يطاول جاريد كوشنر، صهر ترامب، مشيرة إلى أن المحقق المستقل يدقّق في البيانات المالية والصفقات التي أجراها كوشنر، أبرز مستشاري الرئيس. واعتبرت الصحيفة أن توسيع التحقيق يشكّل منعطفاً ضخماً، لافتة إلى أن المحققين يبحثون عن جنح مالية محتملة ارتكبها مقرّبون من ترامب.
وكانت الصحيفة أوردت أن مولر يستجوب الآن مسؤولين بارزين في أجهزة الاستخبارات الأميركية، لتحديد هل حاول الرئيس إبطاء التحقيق، أو عرقلته، علماً أنه يشمل أيضاً تواطؤاً محتملاً بين مقرّبين من ترامب وموسكو. ويبدو الرهان ضخماً بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، لا سيّما أن احتمال جمع أدلة على عرقلته سير العدالة سيتيح انخراطاً في آلية لعزله، مع أن هذا الأمر يتطلّب تصويت أكثرية في مجلس النواب وثلثَي أعضاء مجلس الشيوخ، وهذا متعذر الآن، بسبب سيطرة الجمهوريين على المجلسين.
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" تلقّي أعضاء في الفريق الانتقالي لترامب، الذي عمل معه بعد انتخابه رئيساً في تشرين الثاني/نوفمبر إلى حين تنصيبه في كانون الثاني/يناير، أمراً بالحفاظ على مواد تتعلّق بملف روسيا. وقد أتى ذلك فيما أكد مايك بنس، نائب ترامب، أنه كلّف المحامي ريتشارد كولن، المعروف بدفاعه عن مسؤولي الحكومة في ملفات كبرى، مساعدته في الرد على أسئلة مولر. وكان بنس رأس الفريق الانتقالي للرئيس.
وأوردت صحيفة "بوليتيكو" أن ترامب بات مهووساً بالتغطية الإعلامية للتحقيق في ملف روسيا، مشيرة إلى أنه يسجّل البرامج الإخبارية الصباحية ليشاهدها لاحقاً، ويستشيط غضباً من انتقاداتها له. وقال مستشارون له إنهم حاولوا إقناعه بالعدول عن التغريد في شأن الملف، وترك المهمة للفريق القانوني، لكنه لم يقتنع بذلك.
وستُستخدم هذه التغريدات في تحقيق مولر، مثل أي مقابلة تلفزيونية أجراها، وأهمها مع شبكة "أن بي سي" بعد يومين على طرده كومي، إذ برّر خطوته بالتحقيق في ملف روسيا، مؤكداً أنه كان سيتخذ القرار مع توصية من وزارة العدل، أو من دونها، ما يناقض كلياً تغريدات الرئيس أمس.
أرسل تعليقك