موسكو _ العرب اليوم
كشف النقاب في تل أبيب، الاثنين، عن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجه رسالة باردة وحادة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، يطالبه فيها بتحقيق الوعد الذي قطعه سلفه، بنيامين نتنياهو، وينقل إلى موسكو ملكية «مجمع كنيسة ألكسندر نيفسكي»، في القدس.
وقد جاء هذا الكشف بمبادرة من رئيس الوزراء الروسي السابق، سيرغي ستيباشين، الذي يزور إسرائيل بصفته رئيساً لـ«جمعية برفوسلاف»، المسؤولة عن إدارة ملكية وشؤون الممتلكات الروسية في الشرق الأوسط، وبينها كنائس ومدارس ومقار وأراض روسية عديدة موجودة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية التي تحتلها. وقال ستيباشين، المعروف بقربه من بوتين، إن «موسكو تعمل منذ 5 سنوات حتى ينتقل المجمع الروسي في القدس إلى حوزة روسيا. لقد وجدنا جميع الوثائق التاريخية التي تؤكد حقنا المثبت فيه، لكن الأحداث في أوكرانيا تجعل إسرائيل تتصرف بطرق مستهجنة وتسعى لإرضاء هذا وذاك، هنا وهناك، وكأنها في لعبة (بينغ – بونغ). ونحن نقاتل الآن من أجل عودة (ساحة الإسكندر)، والأمر صعب للغاية؛ لكننا مصرون عليه».
المعروف أن «مجمع كنيسة ألكسندر» يقع بجوار «مجمع كنيسة القيامة» في البلدة القديمة، الذي بني نهاية القرن التاسع عشر، وتحديداً في عام 1890، ويعدّ أهم موقع روسي في «الحوض المقدس»، ومركز استقطاب للحجاج الروس الذين يزورون المنطقة منذ عشرات السنين. وفي أعقاب التحولات السياسية في روسيا خلال القرن العشرين، ظلت الكنيسة تحت سيطرة المنفيين الروس في الغرب، وما تعرف بـ«الكنيسة الروسية البيضاء» التي تأسست سنة 1920، وظل الكرملين لسنوات عديدة يضغط لنقل الكنيسة إلى سلطته، على أنها مسجلة باسم «الإمبراطورية الروسية العظمى»، في وثاق الحكم العثماني، ثم البريطاني، ثم الأردني، وبعدئذ في إسرائيل. وتوجهت الحكومة الروسية للحكومة الإسرائيلية مرات عدة، تطالبها بتسليمها المجمع وسائر الممتلكات الروسية، لكنها لم تحصل عليها. ففي كل مرة كانت حكومات إسرائيل تعطي تفسيراً وتبريراً جديداً لتهربها؛ تارة بسبب قرارات في المحكمة، وتارة بسبب الخوف من أنصار «الكنيسة الروسية البيضاء» في الولايات المتحدة. وفي شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2020، بدا أن هذه المشكلة قد وجدت حلها؛ فقد تعهد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للرئيس بوتين، شخصياً، خلال لقائهما في روسيا، بتسليم المجمع كله؛ بما في ذلك الكنيسة والدير، للجمعية المذكورة التي تعمل باسم الدولة الروسية. وجاء هذا التعهد خطياً في إطار صفقة جرى بموجبها إطلاق سراح مواطنة إسرائيلية تدعى نعومي يسسخار، كانت قد ضبطت في مطار موسكو وهي تحمل قطعة من الحشيش وحكم عليها السجن الفعلي لمدة 7.5 سنة. وفي الأسبوع التالي، أعلن مسجل الأراضي في وزارة العدل الإسرائيلية، عن قرار رسمي بتسجيل ملكية الكنيسة لتنتقل إلى الحكومة الروسية. بيد أن نتنياهو لم يسلم العقار لروسيا. وأورث الملف لخلفه، بنيت. وهذا بدوره يتمنع عن تسليم العقار، خوفاً من معارضة غربية.
يذكر أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت، الأحد، عن استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو، أليكس بن تسفي، لجلسة استماع، وذلك في أعقاب التصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، حول الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، ودعم إسرائيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان. وقبل ذلك بيومين (الجمعة)، صدر بيان عن الخارجية في موسكو، هاجمت فيه لبيد، إثر التنديد الذي عبر عنه الأخير ضد موسكو في إطار قراره دعم تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، الأسبوع الماضي. ووجهت روسيا انتقادات حادة لإسرائيل، مشددة على أنها «تمارس أطول احتلال في تاريخ العالم»، وأن ذلك يجري «بتواطؤ ضمني من الدول الغربية وبدعم فعلي من الولايات المتحدة».
كما وجه السفير الروسي في تل أبيب، أناطولي فيكتوروف، انتقاداً شديد اللهجة إلى لبيد، واتهمه بالترويج للدعاية الغربية المعادية لبلاده في موضوع أوكرانيا، وطالبه بموقف متوازن أكثر. وقال السفير الروسي، في مقابلات أجراها مع وسائل إعلام إسرائيلية، إن «القائد السياسي المستقيم يقوم بفحص الأمور والتحقق من صحة الأنباء قبل أن يطلق اتهامات كاذبة كهذه. ولو طلب منا، فنحن مستعدون لتزويده بهذه الحقائق، فالجيش الروسي لم يرتكب أي جريمة حرب على أي منطقة في أوكرانيا».
هذا؛ وأعربت مصادر حكومية في إسرائيل عن قلقها من هذا الحشد في المواقف الروسية، وقالت إنها تخشى أن يكون الروس غاضبين بسبب موقفها من أوكرانيا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك