تسعى إيران إلى تشكيل ملف قضائي دولي لمتابعة قضية "قاسم سليماني" قائد "فيلق القدس" والذراع الخارجية لعمليات "الحر الثوري"، والذي لقى حتفه بداية يناير/كانون الثاني، الماضي إثر ضربة جوية أميركية استهدفت مطار بغداد في العراق، حيث أعلن المتحدث باسم القضاء الإيراني، إن العراق رحببمتابعة الملف القضائي، مشيرا إلى تشكيل هيئتين قضائية واستشارية لمتابعة مقتل سليماني.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمر شخصيا بتوجيه ضربة جوية قتل فيها سليماني ونائب ميليشيا الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، بسبب هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أميركية بالعراق، قامت به جماعة مدعومة من إيران في ديسمبر (كانون الأول)، في هجوم أسفر عن مقتل متعاقد أميركي ويعتقد أن سليماني لعب دورا في تدبيره.
وقال مسؤولون أميركيون في يناير إن سليماني قُتل على إثر معلومات مخابراتية، مؤكدين أن القوات العاملة تحت قيادته تخطط لمزيد من الهجمات على أهداف أميركية في المنطقة.
وقال المتحدث باسم القضاء الإيراني في مؤتمر صحافي بطهران أمس إن الادعاء العام الإيراني شكل ملف اتهام خاصا بملاحقة من وجهوا أوامر بالهجوم على سليماني ومرافقيه، لافتا إلى تكليف أحد نواب المدعي العام الإيراني بمتابعة الملف القضائي، بالتعاون مع محكمة خاصة بالشؤون الدولية بحسب وكالة "إيلنا"، مشيرًا إلى تشكيل فريق استشاري مكون من الشؤون الخارجية للقضاء الإيراني ووزارة الاستخبارات و«الحرس الثوري»، إضافة إلى «فيلق القدس» ولجنة حقوق الإنسان التابعة للجهاز القضائي، لمتابعة ملف سليماني.
ولفت إلى اتصالات جرت بين الجهازين القضائي الإيراني والعراقي، مشيرا إلى زيارة وفد من القضاء العراقي إلى إيران وإجراء مباحثات في هذا الصدد، مؤكدًا أن الوفد الإيراني ينوي زيارة بغداد لمتابعة التعاون بين البلدين فيما يخص سليماني.
يأتي هذا بعد أيام على هجوم صاروخي على قاعدة التاجي العراقية العسكرية شمال بغداد، الذي أودى بحياة جندي بريطاني وجنديين أميركيين.
وألقت وزارة الدفاع الأميركية بمسؤوليته على عاتق جماعة كتائب «حزب الله» العراقية المدعومة من إيران.
التحالف الدولي يباشر إعادة تمركز قواته في العراق
يعيد التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، تمركز مئات من قواته الموجودة في القواعد العسكرية العراقية، بما في ذلك إلى خارج البلاد، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون من التحالف لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس.
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من هجوم صاروخي جديد استهدف قاعدة عراقية تنتشر فيها قوات أجنبية، وهو الهجوم المماثل الرابع والعشرون خلال أقل من 6 أشهر.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، مايلز كاغنز، إن «التحالف يعيد تمركز قوات من عدد قليل من القواعد الصغيرة». وقال مسؤول في التحالف إن أول عملية إعادة انتشار تمت أمس في القائم من القاعدة الغربية على طول الحدود مع سوريا.
وأضاف المسؤول: «يجري احتفال بالنقل اليوم (أمس) لتسليم المنشآت للقوات العراقية، والنية هي مغادرة جميع قوات التحالف للقائم». وأوضح المسؤول أن هذه خطوة «تاريخية»، لافتاً إلى أن نحو 300 عنصر من قوات التحالف سيتم نقلهم من القاعدة.
وسبق أن أعيد تموضع بعض القوات إلى مواقع للتحالف في سوريا المجاورة التي تشهد نزاعاً، إضافة إلى مدافع، بينما سيتم إرسال البعض الآخر إلى قواعد أخرى في العراق أو إلى الكويت.
ونفى المسؤول أن تكون عملية إعادة الانتشار رداً على تصعيد الهجمات الصاروخية الأسبوع الماضي، التي استهدفت القوات الأجنبية المتمركزة في أنحاء العراق.
وسقط صاروخان على قاعدة عسكرية قرب بغداد الليلة قبل الماضية، في ثالث هجوم من نوعه خلال أقل من أسبوع.
واستهدف الصاروخان معسكر بسماية على بعد 60 كيلومتراً جنوب بغداد؛ حيث يتمركز جزء من عناصر الوحدة الإسبانية في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وقوات من حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وتضم القاعدة أيضاً قوات أميركية وبريطانية وكندية وأسترالية، تقوم خصوصاً بتدريب عسكريين عراقيين على إطلاق النار وتشغيل الدبابات.
وتؤكد القوات العراقية، التي تستند إلى دعم التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، لمحاربة فلول «داعش» في العراق، أنها لم تتمكن أبداً من كشف هوية المهاجمين، رغم إعلانها في كل مرة ضبط منصة إطلاق الصواريخ.
ورحّبت «كتائب حزب الله»، الخميس، للمرة الأولى بالضربات الصاروخية التي قتلت عسكريين أميركيين ومجنّدة بريطانية، الأربعاء، من دون أن تتبنى الهجوم. ونددت من جديد بـ«قوات الاحتلال الأميركي».
وردت واشنطن ليل الخميس بضربات استهدفت وفق تأكيدها قواعد لـ«كتائب حزب الله».
وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات التحالف ستغادر 3 قواعد من أصل نحو 12 منتشرة فيها.
وبالإضافة إلى القائم، من المقرر سحب القوات من قاعدتي القيارة وكركوك، في شمال العراق، بحلول نهاية أبريل (نيسان) المقبل. ورغم أن قاعدة القائم لم تتعرض لهجمات صاروخية، تعرضت قاعدتا القيارة وكركوك لهجمات كثيفة في الأشهر الأخيرة.
وأضاف المسؤول أن «العنف ساعد في الحفاظ على سرعة (الانسحاب)»، مشيراً إلى أن إجمالي عدد القوات في العراق سيبقى كما هو.
وتواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات مع قوات التحالف ضد «داعش»، رغم تصويت البرلمان العراقي على انسحاب 5200 جندي أميركي من البلاد، عقب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس، بغارة أميركية قرب مطار بغداد.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
سقوط صاروخين كاتيوشا في منطقة الجادرية بوسط بغداد
العراق يبعث رسالتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن القصف الأمريكي
أرسل تعليقك