بدا أن أحد أبرز مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصبح مستعدا لإثبات الجرائم ضده، يوم الأربعاء، بعد موافقته على أن يصبح شاهد حكوميا، في آخر تطور في فضيحة الكسب غير المشروع التي تبدو أنها تقوِّض فرص نتنياهو القانونية والسياسية للبقاء على قيد الحياة.
وسريعا ما دفع التحقيق الذي أجرته الشرطة سريعا حول ما إذا كان نتنياهو الذي يحارب بالفعل مزاعم منفصلة للرشوة، بتقدم دعما رسميا لأكبر شركة اتصالات في إسرائيل "بيزك"، وذلك مقابل التغطية على موقع الشركة الإخباري على الإنترنت، أحد أعضاء حزب رئيس الوزراء إلى مطالبته بالتنحي جانبا، بالإضافة إلى دعوة سياسيين معارضين إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وواجه نتنياهو الذي يصر على أنه لم يفعل شيئا خاطئا، ادعاءات بالفساد بشكل دوري تقريبا منذ أن أصبح رئيسا للوزراء للمرة الأولى في عام 1996، ولكن الاتهامات الأخيرة هي الأكثر إدانة له، وقد أعرب الإسرائيليون عن شكوكهم المتزايدة حول قدرة نتنياهو على الحفاظ على قبضته على السلطة.
وقالت سيما كادمون، كاتب عمود في صحيفة يديعوت احرونوت، يوم الأربعاء" إن الأمر يشبه مراقبة مطاردة الشرطة للسارق على أحد الطرق السريعة التي لا نهاية لها، بجانب تكريس ساعات من الكشف الدرامي والمشؤوم التي سوف تغير ليس فقط حياة الرجل الذي يجلس وراء عجلة القيادة، ولكن وجه بلدنا".
وكان الشاهد الجديد، شلومو فيلبر، الذي يدعى "مومو"، مديرا عاما لوزارة الاتصالات من عام 2015 حتى عام 2017، وأجاب مباشرة على نتنياهو، وحكمت الوزارة على عدد من القرارات التنظيمية الرئيسية التي وفرت فوائد مالية هائلة لشركة بيزك وحصة مسيطرتها، شاؤول إلوفيتش. وألقي القبض على السيد فيلبر، الذي تم تعليق منصبه قبل بضعة أشهر كمنظم في هيئة الأوراق المالية الإسرائيلية، هذا الأسبوع، إلى جانب عدد من الأصدقاء الآخرين البارزين والمقربين من نتنياهو، بمن فيهم السيد إلوفيتش، وأفراد أسرته وغيرهم من كبار المسؤولين التنفيذيين في بيزك.
ووعدت شهادة السيد فيلبر بالوصول إلى الطرفين الرئيسيين لقضية بيزك، وهي تعامل وزارة الاتصالات مع الشركة والقرارات التي اتخذها المحررون في والا، وهي فرعها الإخباري على الإنترنت، وذلك وفقا لشخص مع معرفة وثيقة بالتحقيق الذي لم يكن له أذن للتحدث عنها علنا، وفي المقابل، اتفق المدعون العامون على عدم طلب سجن السيد فيلبر.
وعادة ما تنطوي اتفاقات الشهود في إسرائيل على مشتبه به جنائي يتخلى عن سمكة أكبر منه، وكان نتنياهو هو الرئيس المباشر للسيد فيلبر. وفي هذا السياق، وقال أورين غزال أيال، عميد كلية الحقوق بجامعة حيفا وأخصائي في القانون الجنائي "السؤال الرئيسي هو: ماذا يعرف؟، وفقا للاشتباه، كان فيلبر يقدم لبيزك جميع الفوائد، وقد غير سياسات الحكومة منذ اللحظة التي أصبح فيها مديرا عاما للوزارة، وإذا غير نتنياهو اللوائح للحصول على تغطية جيدة، ويمكنك إثبات ذلك، وهذه بالتأكيد جريمة جنائية ".
وفي رده الأول على اتفاق السيد فيلبر مع المدعين العامين، نشر نتنياهو جزءا من الآية التوراتية، الخروج 1: 12، عبر صفحته على "فيسبوك "ولكن كلما كانوا مضطهدين، تضاعفوا وانتشروا" في إشارة إلى فزع المصريين في الإسرائيليات المستعبدين في اكتساب القوة.
وتراكمت القضايا المتعلقة بنتنياهو أو شركائه المقربين بوتيرة مذهلة، وإلى جانب التطورات التي حدثت في قضية بيزك، كان هناك إشارة جديدة بأن أحد مساعدي نتنياهو حاول رشوة قاض لإلغاء قضية جنائية تتعلق بزوجته. ووصف نتنياهو مجموعتي الادعاءات بأنها "لا أساس لها من الصحة" و "وهمية" ولم يتم تسميته حتى الآن مشتبه فيه أو الدعوة إلى الاستجواب في كلتا الحالتين.
ويعد نتنياهو متورط بالفعل في قضيتين فساد، واحدة معروفة باسم القضية 1000، وتنطوي على اتهامات بتلقي هدايا في مقابل تمرير خدمات، أما القضية الثاني، التعامل مع ناشر في صحيفة يدعوت أحرونوت، لتلميع صورته في الصحافة الإسرائيلية. وأوصت الشرطة بمحاكمة نتنياهو في الأسبوع الماضي، بتهمة الرشوة والتزوير وخيانة الثقة، ولكن نتنياهو ينفي كل هذه الاتهامات.
السيد فيلبر ليس أول حليف سابق يشهد ضد نتنياهو، وتوقع العديد من المحللين في مطلع شهر أغسطس/ آب، أن يحكم على نتنياهو، بعد إدانة الشرطة لرئيس أركانه السابق، آري هاور، في القضيتين 1000 و2000. وبحلول صباح يوم الأربعاء، أصبح أول صدع فعلي في تحالف نتنياهو مرئيا، حيث دعا عضو من الليكود، أورين هازان، نتنياهو إلى التنحي جانبا، ولم يتضح بعد ما إذا كان المشرعون الآخرون سيتبعون طلب السيد هازان.
ومن ناحية أخرى، يعد السيد فيلبر، هو من الداخل السياسي لحزب الليكود، بالعمل مع الحزب منذ منتصف التسعينيات وقام بحملة الحزب الانتخابية في عام 2015. وأُعُتبر قراره بأن يصبح شاهدا حكوميا بمثابة قنبلة، ووصفته صفحة يديعوت أحرونوت [نه "الزلزال"، وقال الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت الذي كتب سيرته الاخيرة "سنوات نتنياهو" في معاريف إن "فيلبر هو أقرب الأشخاص وأكثرهم حميمية في العمليات السرية التي قام بها نتانياهو منذ أجيال".
أرسل تعليقك