رجب أردوغان يستغلّ عقوبات ترامب الاقتصادية لحشد الأتراك
آخر تحديث GMT09:55:47
 العرب اليوم -

بيَّن خبراء أنّ الأزمة سببها الاقتراض غير المُستدام

رجب أردوغان يستغلّ عقوبات ترامب الاقتصادية لحشد الأتراك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رجب أردوغان يستغلّ عقوبات ترامب الاقتصادية لحشد الأتراك

صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حملته الانتخابية الأخيرة
أنقرة ـ جلال فواز

وصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في وقت متأخر من المساء إلى بلدة صغيرة، وصعد على سيارته وأخذ الميكروفون وبدأ يرتجل في واحدة من أكثر خطاباته التي لا تنسى، حيث نداء للفخر القومي والديني في وجه العدوان الخارجي، بعد أسوأ انهيار لليرة التركية، وقال "إنهم الآن لديهم حملات مختلفة"، مشيرا إلى العقوبات المالية التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا هذا الشهر، مضيفا "لا تصغوا إلى هؤلاء، لا تنسوا، لديهم الدولار، لكن لدينا شعبنا، وربنا".
رجب أردوغان يستغلّ عقوبات ترامب الاقتصادية لحشد الأتراك

الفشل الاقتصادي بسبب أردوغان

ومنذ إعادة انتخابه في يونيو/ حزيران، في رئاسة قوية، أصبح أردوغان المسيطر المسؤول عن حكومته، وعلى سكان تركيا البالغ عددهم 81 مليون نسمة، وبعد 15 عاما في السلطة، لا يزال الرئيس يقوم بجولة في البلاد بلا كلل، وعقد اجتماعات للحزب، وقطع الشرائط، والأهم من ذلك، إلقاء الخطب أمام الحشود، ومعظمها يبث على الهواء مباشرة على قنوات إخبارية متعددة.

ويقول الاقتصاديون إن الأزمة الاقتصادية في تركيا ترجع في الأساس إلى سوء إدارة أردوغان، حيث الاقتراض غير المستدام، والمحسوبية، والأعمال العامة الضخمة ذات العائد الاقتصادي القليل، والآن يحمل على نحو منفرد عبء استقرار الأمة، قد لا يكون لدى السيد أردوغان حلول لمشكلات بلاده، لكنه حتى الآن أجهد اللوم، معتمدا على القومية، واستياء الغرب، وقبضة حازمة على وسائل الإعلام الإخبارية في البلاد وشعبته الهائلة ومهاراته السياسية.
رجب أردوغان يستغلّ عقوبات ترامب الاقتصادية لحشد الأتراك

ومن خلال فرض العقوبات والاعتراض علانية، قد يكون الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالفعل يساعد أردوغان محليا، مما يمنحه أسبابا تدعو إلى الاعتزاز بالكرامة الوطنية وهو يقف أمام قوة عظمى، لقد تحدث أردوغان عن "حرب اقتصادية" تشن ضد بلاده، وجادل في مقالة الرأي الأخيرة في صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الولايات المتحدة "فشلت في فهم واحترام" المخاوف التركية، لكنه أضاف أن "تركيا لا تستجيب للتهديدات".

وقال عبداللطيف سينير، نائب رئيس الوزراء السابق للسيد أردوغان، وهو الآن عضو معارض في البرلمان "الشعب التركي بأكمله يعتقد الآن بأن سبب الأزمة الاقتصادية هو هجوم ترامب على تركيا، وهذا يقوي أردوغان".

ويعد بيرات البريق، أحد صقور السيد أردوغان، الذي تم تعيينه الشهر الماضي في وزارة الخزانة والمالية المشتركة، هو صديق مفيد للرئيس، يظهر على شاشات التلفزيون يوميا، ويضع خطوات لحضور الاجتماعات والملاحقة عبر المؤتمر، والمراحل القادمة، ويقدم عروض الباور بوينت.

أردوغان يستخدم القومية لجذب الشعب

ويتزاحم الناس في كل مكان للتحية والتقاط الصور معه، يتم تصوير المشاهد بعناية وسط إجراءات أمنية مشددة، يتولى القناصة مواقعهم فوق أسطح المنازل ودوائر طائرات الهليكوبتر من طراز بلاك هوك أعلاه، ومع ذلك فإن حماس الناس صادق، وهتف المتظاهرون أمامه في العاشر من أغسطس/ آب في بلدة غونيسو، في مقاطعة أردوغان، التي تقع على ساحل البحر الأسود في شمال شرق البلاد "أنتم تقفون في وضع مستقيم، لا تنحني رأسكم، هذه الأمة معكم"، وفي ذلك اليوم، انخفضت الليرة بنسبة 13٪ مقابل الدولار إلى مستوى قياسي، واستمرت في الانخفاض يوم الإثنين قبل أن تنتعش، فقدت العملة ما يقرب من 40% من قيمتها منذ منتصف فبراير/ شباط، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد في تركيا.

لكن وعد أردوغان بأن الأزمة ستنتهي، وقال للحشود "لقد عملنا بجد، ونحن نعمل بجد، أين كنا قبل 16 سنة، والآن أين نحن؟ سنكون أفضل".

ولطالما أثار السيد أردوغان توافقا مع الطبقة المحافظة من الطبقة العاملة في المجتمع التركي، والتحدث إلى أعضائه بلغة خاصة به، والتعامل مع الناس ببساطة وبصدق، وكأنهم عائلته، حيث يقول مؤيدوه في كثير من الأحيان إنهم يحبونه لأنه واحد منهم، فتى فقير جيد، إنه يحركهم بمراجع تاريخية ودينية، يقدم إعادة تركيا إلى مجد الإمبراطورية العثمانية، فهو يضع الأزمة الاقتصادية في خانة "هم" ضد "نحن"، وهو صراع وطني مماثل لحرب استقلال تركيا ضد القوى الاستعمارية الغربية منذ قرن مضى.

وقال "لم يتركوا شيئا من هذا القبيل لجعل بلدنا تركع"، وهو يعود إلى احتلال الحلفاء لأجزاء من الإمبراطورية العثمانية، وفي خطاب في نفس اليوم في بايبورت، وهي مدينة أخرى تقع في الشمال الشرقي، قال "لقد هدموا شجرة الجمز الضخمة بآلاف أنواع الفخاخ والحيل والتحالفات"، وأضاف "إن عملية بناء الجمهورية التي قدمتها أمتنا للتضحيات الهائلة الآن في طريقها إلى الانتشار، لقد حاولوا شل ديمقراطيتنا من خلال الانقلابات والمذكرات".

الانقلاب سبب الأزمة

وبعد أيام قليلة، قال لأعضاء حزب العدالة والتنمية إن الغرب لا يستطيع أن يقاوم تقدم تركيا تحت حكمه، وكان أردوغان قد اهتز بشدة بسبب محاولة انقلاب ضده في عام 2016، وأصبح مستاء من الولايات المتحدة بشدة بسبب عدم إعطائه دعما أكبر في ذلك الوقت، حسب قول أسلي أيدينتاسباس، زميل بارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، مضيفا"خرج أنصاره بأعداد كبيرة وواجهوا الدبابات في الشوارع في ليلة محاولة الانقلاب، لكن 250 شخصا قتلوا في الاشتباكات، بما في ذلك أحد أقرب أصددقاء أردوغان ومدير الحملة، إرول أولكوك".

واتهم أردوغان رجل الدين الذي يعيش في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل، وهوالأمر الذي ينكره السيد غولن، ويتشبث بالشك في أن الحكومة الأميركية تسعى إلى إقالته من السلطة.

واستخدم أردوغان الانقلاب الفاشل كفرصة للتحرك ضد خصومه السياسيين، وسجن أكثر من 100.000 شخص، ولتحويل البلاد ضد غولن، والغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وبطريقة مماثلة، فقد استخدم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا، ولا سيما تصريحات الرئيس ترامب المسيطرة عن تركيا على تويتر، لإثارة المشاعر القومية، وفرض ترامب العقوبات على رفض تركيا الإفراج عن القس الأميركي ، أندرو برونسون، الذي سجن وسلم بتهمة التطرف في أعقاب محاولة الانقلاب، ويوم الجمعة، خسر برونسون، الذي يخضع للإقامة الجبرية في منزله، أحدث حلقة في سلسلة من المناشدات لإطلاق سراحه.

ولم يبدِ أنصار أردوغان أي علامة على التردد في مطالب أردوغان ببيع الدولار والذهب؛ لدعم الليرة التركية، وفي زيارته في نهاية الأسبوع إلى الشمال الشرقي، شكرهم بحرارة وناشدهم بمساعدتهم في دعم الليرة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجب أردوغان يستغلّ عقوبات ترامب الاقتصادية لحشد الأتراك رجب أردوغان يستغلّ عقوبات ترامب الاقتصادية لحشد الأتراك



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:56 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 19:42 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف قاعدة جوية جنوب حيفا لأول مرة

GMT 10:46 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عام

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق نار على طائرة ركاب أميركية في هايتي

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف أميركي بريطاني يستهدف محافظة الحديدة في اليمن

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab