أظهرت وثائق لتنظيم "داعش" نشرها مؤخرا ناشطون سوريون، مدى تخبط التنظيم في علاقاته مع المدنيين القاطنين في مناطق سيطرته، وكذلك بين عناصره وقادته، وسط تدهور واقعه الميداني في سورية والعراق، فيما أعلنت المفوضة الرئاسية الروسية لحقوق الطفل آنا كوزنيتسوفا، الاثنين، أن 445 طفلاً روسيا متواجدون في العراق وسورية، مبينةً أن 28% من هؤلاء الأطفال لا تتجاوز أعمارهم ثلاثة أعوام.، يأتي هذا في وقت قتلت القوة الجوية العراقية، 49 متطرفا من عناصر "داعش" بينهم قياديون غرب محافظة الانبار.
وذكر بيان لخلية الاعلام الحربي "حددت خلية الصقور الاستخبارية ثلاثة أهداف نوعية لعناصر داعش المتطرفة وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة دكت طائرات القوة الجوية الاهداف واحالتها الى رماد على رؤوس متطرفي داعش ضم أحد تلك الاهداف أجتماعا مهما لقيادات التنظيم المتطرف أدت الضربات الى مقتل اكثر من ٤٩ متطرفا وجرح آخرين". وأضاف ان الضربات "أستهدفت أجتماع لقيادات داعش في قضاء القائم حي ٧ نيسان أدت الى مقتل ٢٦ متطرفا وجرح ٧ آخرين ومن أهم القتلى عسكري ولاية الجنوب، امني ولاية الجنوب، والي الفرات ، ومسؤول النقل لولاية الجنوب، وجرح نائب المجرم أبو بكر البغدادي".
وأشار الى "تدمير مضافة انتحاريين في حي ٧ نيسان كان داعش المتطرف ينوي أرسالهم لاستهداف محافظات جنوبية نتج عن الضربة مقتل ١٣ أنتحارياً". وتابع: كما تم "إستهداف مضافة للانغماسيين في حي ٧ نيسان أدت الى مقتل ١٠ من تنظيمم داعش و جرح آخريين".
وفي سياق ذي صلة، كشف الناطق بإسم اللواء الـ33 في الحشد الشعبي حيدر المحمداوي، في تصريح لموقع الحشد الشعبي، إن "الحويجة محاطة من جانبها الغربي والجنوب الغربي والجنوبي عدة خطوط صد طبيعية وهي سلسلة جبال حمرين وجبال مكحول والزاب ، فضلا عن مناطق تعتبر مسرح عمليات ملتهبة وهي ، الفتحة ، الزوية ، شارع النمل ، شارع الصناعة ، الخانوكه ، الشرقاط ، بالاضافة الى قرى اخرى خلف الجبل".
واوضح المحمداوي، أن "المتطرفين يتواجدون بشكل مستمر في المناطق المذكورة اعلاه ويتخذون منها مقرات للهجوم على قطاعات الحشد الشعبي وغالبا من يكون مسرح العمليات في هذه المنطقة بعدة محاور وجبال مكحول هي الابرز في سلسلة الاحداث"، مشيرا إلى أن "الدواعش ومن خلال المعلومات الاستخبارية يحاولون تكديس عدد من المتطرفين في عدة مناطق وزج عدد من الانتحاريين خصوصا في جبال مكحول فهم يدركون ما توفره طبيعة المنطقة لهم من خط صد طبيعي".
وتابع، أن "المساحة المقدرة غرب الحويجة والتي توثر عليها تقدر بحوالي 80 كيلو متر من شمال بيجي منطقة الفتحة الى تلول الباج او تقاطع الشرقاط"، مشيرا إلى أن "هذه المساحة ستكون معرضة للهجوم فيما لو انطلقت العمليات صوب الحويجة دون تمهيد للعمليات وعلى ما يبدو ان القوات الامنية والحشد الشعبي قد وضع في الحسبان معالجة تلك المواقع المعادية بالقصف التمهيدي ومعالجة التجمعات واربك العدو".
وتوقع المحمداوي "احكام القبضة على ثلاث مواقع رئيسية وهي منطقة الفتحة لضمان عدم قطع الطريق اثناء العمليات ومهاجمة قرية الزوية باعتبارها النقطة الوسطية المهمة في العمليات واطلاق عمليات لتحرير الجانب الايسر من الشرقاط ، مع الاخذ بعين الاعتبار توفير غطاء جوي وتعزيز القطاعات المنتشرة في صحراء الحضر او جنوب غرب صحراء نينوى وصحراء صلاح الدين". واشار إلى أن "المعلومات تؤكد وجود تحضير من قبل الدواعش لشن هجمات مضادة من هذا المحور لعرقلة سير العمليات او كالعادة ستكون هجمات انتقامية هدفها الوحيد ايقاع اكبر عدد من الخسائر"، مبينا أن "هذا المحور منفتح على مساحات واسعة وامكانية مناورة الدواعش واردة خصوصا وانه يتصل بالحدود العراقية السورية ويتصل بدير الزور تحديدا".
ونشر موقع "فرات بوست" صورة لقرار صادر عما يطلق عليه داعش اسم "اللجنة المفوضة في الدولة"، يؤكد تراجع التنظيم عن "تكفير الجاهلين بالدين" أو تكفير من هم خارج أراضيه، أو الاستيلاء على أملاك من يخرج من مناطق سيطرته، أو من اعتقلهم بتهمة أنهم من "الخوارج". وبحسب الناشطين، فقد ألمح التنظيم إلى وجود "الكثير من الخلافات بين شرعييه الكبار بسبب تلك الفتوى"، والتي على ضوئها تمت تصفية وإعدام العشرات من المدنيين.
ونص مضمون القرار الذي حمل رقم 752 والمؤرخ في 15 سبتمبر/ أيلول عام 2017، على أنه "تم إلغاء العمل بمضمون التعميم... ذي الرقم 85 – ت – 31، لاحتوائه على أخطاء علمية وعبارات موهمة غير منضبطة، أدت إلى التنازع والتفرق بين صفوف المجاهدين خاصة والمسلمين عامة".
وبحسب الناشطين، فإن هذا القرار تم تعميمه على جميع المناطق الخاضعة للتنظيم، وجاء موقعا باسم "اللجنة المفوضة"، التي كلفت بإدارة أعمال التنظيم، بعد حالة غياب للقيادات الرئيسة فيه، وبروز ظاهرة هروب عناصره السوريين، أو من الجنسيات الأخرى إلى مناطق خارج سيطرته. وتوقع الناشطون أن يثير هذا القرار الذي جاء في الوقت الذي يخسر فيه داعش المزيد من مناصريه ومؤيديه، غضب بعض عناصر التنظيم، خاصة التيار المتشدد منه.
ولفت "فرات بوست" إلى أنه كان قد نقل في وقت سابق عن مصادر مقربة من داعش، نية التنظيم التراجع عن العديد من الفتاوى في محاولة للتقرب من السكان، والتخفيف من حدة العداء نحوهم، بعد سنوات من الأحكام والقوانين الجائرة التي أودت بحياة عدد كبير من المدنيين بتهم وفتاوى مختلفة، إضافة إلى اتباع سياسة مصادرة العقارات والممتلكات في ضوء حجج ومبررات وصفها التنظيم بأنها "غير شرعية".
في غضون ذلك أعلنت المفوضة الرئاسية الروسية لحقوق الطفل آنا كوزنيتسوفا، الاثنين، أن 445 طفلاً روسيا متواجدون في العراق وسورية، مبينةً أن 28% من هؤلاء الأطفال لا تتجاوز أعمارهم ثلاثة أعوام. وقالت كوزنيتسوفا في تصريح صحفي تابعه " العرب اليوم" ، إن "قاعدة البيانات لدينا لا تحتوى على بيانات بشأن جميع الأطفال المتواجدين في أرض المعركة، لافتةً إلى أهمية إضافة وتحديث البيانات في هذه القاعدة.
وكان رئيس الشيشان رمضان قاديروف قد نشر أيضا على "انستغرام" مقاطع فيديو تم تصويرها فى بيت رعاية للأطفال في بغداد، ظهر فيها أطفال روس نقلهم آباؤهم إلى العراق، من الذين انضموا لتنظيم "داعش". وأعرب قاديروف عن أمله في العثور على أهالي الأطفال في روسيا من أجل إعادتهم الى الوطن.
أرسل تعليقك