بغداد ـ نهال قباني
أعلنت مصادر مقربة من رئاسة الوزراء العراقية، عن أن اللجنة المُشكّلة من قبل القائد العام للقوات المسلحة، أصدرت أمرًا بإغلاق المنافذ الحدودية والمطارات من الساعة 12 من مساء يوم الجمعة وحتى الساعة 12 من مساء السبت، وكذلك أعلن وزير داخلية إقليم كردستان كريم سنجاري، الأربعاء، أنه سيتم "قطع الطرق بين محافظات الإقليم خلال إجراء الانتخابات النيابية السبت المقبل، وأن عناصر قوات البيشمركة والأجهزة الأمنية لهم كامل الحرية في التصويت لصالح أي قائمة سياسية".
وشهدت أغلب الدورات الانتخابية السابقة عمليات عنف متباينة، هدفها إفشال العملية الانتخابية، وحدث أكبرها في انتخابات شتاء 2005؛ حين استهدفت العاصمة بغداد وحدها بأكثر من عشر عمليات؛ لكنها شهدت أيضًا أعلى نسبة مشاركة بلغت 76 في المائة من مجموع الناخبين.
وبهدف تطمين الناخبين في بغداد من احتمال تعرضهم لهجمات إرهابية أثناء توجههم لمراكز الاقتراع، أكدت قيادة عمليات بغداد في مؤتمر صحافي، عقدته لثلاثاء، تأمين جميع مناطق العاصمة خلال فترة الانتخابات، وقال قائد العمليات اللواء الركن جليل الربيعي خلال المؤتمر المخصص لشرح الخطة الأمنية لتأمين الانتخابات، إن "هناك خطة متكاملة لتأمين كل المراكز والأهالي في العاصمة بغداد، وإن المناطق مُؤمّنة 100 في المائة خلال فترة الانتخابات"، وأشار إلى أن قيادة العمليات "وضعت خطة دقيقة على المراكز الانتخابية، وكل شيء يبشر بخير، واتُّخذ قرار بمنع دخول العجلات إلى العاصمة، ابتداء من يوم الأربعاء المقبل".
وكشف الربيعي عن أن قيادة العمليات "قامت بفتح مقرات للسيطرة لمتابعة عمل الانتخابات، واجتمعت بمفوضية الانتخابات لتنسيق العمل اللوجستي، تحسبًا من وقوع أي شيء"؛ مشيرًا إلى القيام بـ"عمليات استباقية بمشاركة كل القطعات العسكرية في كل مناطق العاصمة، أسفرت عن القبض على عدد من الإرهابيين"، داعيًا المواطنين إلى "التعاون مع القوات الأمنية لتأمين الانتخابات من أي خروقات"
وبشأن إمكانية فرض إعلان حظر التجوال في يوم الاقتراع، كما حدث في الانتخابات السابقة، ذكر الربيعي أن "حظر التجوال منوط بالمفوضية، وحتى الآن لم يرد شيء بخصوص الحظر". وهو أمر أكده المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن الأربعاء
من جانبه، لم يستبعد الخبير الأمني هشام الهاشمي قيام "داعش" والجهات المرتبطة بها باستهداف الناخبين ومراكز الاقتراع؛ لكنه يرى أن "التنظيم غير قادرة على تحقيق أي إنجاز يعطل أو يؤثر على العلمية الانتخابية"، وتابع أن "الانتخابات السابقة زودت القوات الأمنية بخبرة كافية للتعامل مع جميع الثغرات الأمنية"، كما تحدث عن الآلية التي تستخدمها القوات الأمنية لتأمين العملية الانتخابية، بقوله "القوات الأمنية قامت بتطويق الدوائر الانتخابية بثلاثة أطواق، الأول قريب ويمنع الهجمات بالأحزمة الناسفة، وآخر متوسط يمنع الهجمات بالمدافع الرشاشة المتوسطة، وثالث بعيد يمنع الإرهابيين من استخدام مدافع الهاون وغيرها".
ولفت الهاشمي بشأن الخطاب الذي ألقاه المتحدث باسم تنظيم داعش أبو الحسن المهاجر، الذي ذكر فيه إستراتيجية التنظيم في استهداف الانتخابات، أن "التنظيم استهدف في المرات السابقة المناطق المشتركة، واستثنى في بعض المرات محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى؛ لكنه هذه المرة أعلن استهدافه الجميع عبر فتوى (هدر الدم) لكل من يشارك في الانتخابات وفي أي محافظة"، وعلى الرغم من فتوى هدر الدم الجديدة، يعتقد الهاشمي أن "تراجع (داعش) وخسارته في عموم محافظات العراق لن يؤهله للقيام بأعمال خطيرة كما كان يفعل سابقًا"
بدوره، يرى مدير الإعلام السابق في وزارة الداخلية إبراهيم العبادي، أن "على القيادات الأمنية عدم التهاون في قضية الأمن، حتى مع التراجع الواضح لنشاطات الجماعات الإرهابية"، وأضاف أن "الانتخابات في أغلب دول العالم ترافقها إجراءات أمنية استثنائية، وفي العراق نحتاج إلى أكثر من ذلك، بحكم استهداف الجماعات الإرهابية للانتخابات، وللعملية الديمقراطية بشكل عام"، كما تابع أنه "حتى مع تراجع (داعش) والانتصار عليه عسكريًا، إلا أن خلاياه النائمة ما زالت موجودة، وقد تحدث الناطق باسمه في أبريل (نيسان) الماضي بالتفصيل عن إستراتيجية باستهداف الانتخابات"
من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات محافظة نينوى، الثلاثاء، أن "حظرًا محدودًا للتجوال سينفذ في يوم الانتخابات بعموم المحافظة، وستقوم بعض الطائرات العسكرية بتأمين سماء المحافظة"، وذكر قائد العمليات اللواء نجم الجبوري في تصريحات صحافية، أن "الوضع في يوم الانتخابات سيكون تحت السيطرة، وأن جميع عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي تلقوا تعليمات لمساعدة الناس في الذهاب إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم".
أرسل تعليقك