لندن ـ كاتيا حداد
كشفت وثائق مسرّبة لتنظيم "داعش" أن مهاجمًا انتحاريًا بريطانيًا موّل خلية متطرّفة مقرها في مانشستر، وحصل على تعويضات حكومية تصل إلى مليون جنيه إسترليني بعد إطلاق سراحه من معتقل غوانتانامو. وكشفت الوثائق أن جمال الحارث، الذي ولد في مانشستر، أوصى بأمواله إلى "داعش"، من خلال المتشدّد رافائيل هوستي، البالغ من العمر 24 عامًا من شمال المدينة، ويعتقد أن هوستي شجّع العشرات من المسلمين البريطانيين للسفر إلى سورية بما في ذلك الأصدقاء المقرّبين، محمد عزام جافييد وأنيل خليل روؤف - قبل أن يتم قتلهما في غارة طائرة بدون طيار في مايو الماضي.
وأظهرت الوثائق التي حصلت عليها صحيفة ديلي تلغراف، أن هوستي - الذي استخدم اسم أبو القعقاع البريطاني يعتبر بمثابة "الراعي الرسمي" لكثير من المقاتلين البريطانيين الراغبين في السفر إلى سورية، وتأتي هذه الأنباء بعد تعهّد الحكومة، الخميس، بمحاولة استعادة نحو 20 مليون جنيه إسترليني قدّمت إلى 17 سجينًا سابقًا في غوانتانامو إذا ثبت استخدام أي من هذه الأموال لرعاية التطرّف.
ودعا اللورد كارلايل، إلى إجراء تحقيق مستقل في مراجعة أحد قوانين مكافحة التطرّف، مشيرًا إلى أنه "نحن لا نعرف كم الأموال التي تلقاها، ولا نعرف انه اشترى منزلا أم لا، لكن الأمر لم يأخذ سوي القليل جدًا لتمويل الجهاديين، السؤال المطروح الآن هو: هل كان يموّل أي إرهابيين آخرين، حيث سيكون هناك دروسًا هامة جدًا لنتعلمها في المستقبل، فهناك احتمالات متزايدة بأن الحارث قام بتمويل خلية للسفر إلى سورية".
وأكدت زوجة الحارث، شيوكي البيجوم أن الزوجان يعرفان بعضهما جيدًا، وقد ادعت أنه لم يكن لديه الكثير من المال بعد أن اشترى منزلًا واستعد لرحلته إلى سورية للقتال مع "داعش"، مشيرة إلى أنه "بعد إطلاق سراحه من معتقل غوانتانامو في عام 2004 والعودة إلى بريطانيا، ظلّ ما يقرب من 10 سنوات لا يشكل تهديدًا، وبدأ حياته في التطرّف، في أواخر عام 2013، وكان ذلك ردًا على "الفظائع التي ارتكبها النظام في سورية"".
وأصبحت وجهة نظره أكثر تطرفًا بعد الاتصال برافائيل هوستى في مانشستر - والمعروف باسم أبو القعقاع البريطاني – أحد كبار رجال "داعش" الذين يتولون عمليات التجنيد، قبل وفاته في غارة طائرة بدون طيار في سورية العام الماضي، وقد سافر الحارث إلى سورية في عام 2014، حيث انضم إلى "داعش"، وفي العام الماضي، سافرت زوجته مع أطفالها الخمسة إليه في محاولة لإقناع زوجها بالعودة إلى بريطانيا، وقالت بيجوم إن محاولاتها لإقناعه 'فشلت'.
واعتقل المتطرّف الذي ولد باسم رونالد فيدلر، في جنوب أفغانستان بعدما سافر إلى هناك بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول وقد نقل جوًا إلى غوانتانامو في عام 2002، وقالت السلطات الأميركية أنه قد قضى وقتا مع أسامة بن لادن في السودان، ولكن أطلق سراحه من المعتقل سيء السمعة في عام 2004 وأعيد إلى إنجلترا على متن طائرة خاصة وأطلق سراحه دون توجيه أي تهمة له.
أرسل تعليقك