للمرة الأولى منذ تفشي فيروس كورونا المستجد، سجّلت بريطانيا، أكثر من 100 حالة وفاة في 24 ساعة، الخميس، وذلك بعد الإعلان عن وفاة 115 شخصا، وأورد الموقع الرسمي للحكومة البريطانية: "مع حلول الساعة الخامسة مساء (17:00 ت غ)، توفي 578 شخصًا في المملكة المتحدة، كانت قد ثبتت اصابتهم بفيروس كورونا (كوفيد-19)"، بعد أن كان قد بلغ عدد الوفيات 463 الأربعاء، وتم تأكيد ما مجموعه 11,658 إصابة في بريطانيا، بزيادة ألفي حالة يوميا.
ويتركز تفشي الفيروس في لندن، حيث حذر مسؤول في الجهاز الصحي الوطني (أن أتش أس) الخميس من أن مستشفيات العاصمة تعج بالمصابين بمرض "كوفيد-19"، وقال الرئيس التنفيذي لمزودي الجهاز الصحي الوطني كريس هوبسون لإذاعة "بي بي سي" إن المستشفيات في العاصمة البريطانية شهدت "انفجارا في طلبات إدخال (..) مرضى يعانون من حالات صحية خطيرة"، وشبّه ذلك بـ"تسونامي مستمر"، مع توقعات بارتفاع الأعداد في الأسبوعين المقبلين.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة المغربية، مساء الخميس، أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ارتفع إلى 275 حالة بزيادة 50 عن اليوم السابق، كما سجلت 4 حالات وفاة جديدة، وذكرت الوزارة أن حالتي وفاة سجلتا في مراكش، وواحدة في الرباط، وأخرى في الدار البيضاء، ليصل إجمالي عدد الوفيات في المغرب من جراء الوباء إلى 10 حالات، وأرجعت الوزارة سبب الوفاة إلى عامل السن، أو وجود أمراض مزمنة، أو الاثنين معا.
وفي نفس الإطار، جاءت إسبانيا في صدارة الاحتمالات، فآخر البيانات تشير إلى أن هذا البلد بات في المرتبة الثانية على المستوى العالمي، وتخطت إسبانيا، الخميس، حاجز الأربعة آلاف وفاة من جراء فيروس كورونا المستجد، وباتت تحتل المركز الثاني بالنسبة لعدد الوفيات خلف إيطاليا، ومتقدمة على الصين الثالثة، حيث ظهر "كوفيد-19" للمرة الأولى، كما سجلت 56188 إصابة مؤكدة بالفيروس
وتعتبر منطقة العاصمة مدريد الأكثر تضررا في البلاد مع أكثر من ألفي حالة وفاة حتى الآن، مما يعادل نصف الوفيات في البلاد، تليها كاتالونيا بنحو 700 وفاة.
إسبانيا باتت أمام الاختبار الصعب، أما الخيار الوحيد المتاح حاليا في مواجهة ذلك الوضع المتأزم فهي "العزلة الاجتماعية"، وفي هذا الصدد قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز: "إجراء تمديد حالة الطوارئ ليس سهلًا.. ليس من السهل على الحكومة أن تطلب ذلك، لكن أنا مقتنع بأن الخيار الفعال الوحيد ضد الفيروس هو العزلة الاجتماعية"، وتابع: "بغض النظر عن لوننا السياسي، نحن جميعا مقتنعون بذلك".
وقد استجاب البرلمان الإسباني بالفعل حيث تم تمديد حالة الطوارئ حتى الثاني عشر من أبريل المقبل، بما يعنيه ذلك من إجراءات إغلاق غير مسبوقة، لكن المخيف أكثر في معركة إسبانيا ضد كورونا، هو أن المرافق الصحية في البلاد، باتت غير قادرة على تحمل الوضع، فالإمدادات الطبية ومعدات الحماية للعاملين على الخطوط الأولى في مكافحة الوباء، غير كافية البتة.
وقد بلغت درجة تأزم الوضع أن أعلن نادي ريال مدريد تخصيص ملعبه الشهير "سانتياغو برنابيو" لتخزين المعدات الطبية المخصصة لمكافحة الفيروس، وأوضخ النادي الملكي في بيان أنه "بالتعاون مع المجلس الأعلى للرياضة، سيتم تحويل ملعب سانتياغو برنابيو إلى فضاء مناسب لتخزين التبرعات بالمعدات الطبية المخصصة لمكافحة هذا الوباء".
وسيخصص الملعب الذي يتسع لـ81 ألف متفرج، إلى مكان لتخزين تبرعات الشركات والجمعيات العاملة في القطاع الرياضي، قبل تسليمها الى السلطات الصحية الإسبانية، كما وجه نجما التنس رافائيل نادال، وكرة السلة باو غاسول، الخميس نداء إلى عالم الرياضة في بلادهما ضد فيروس كورونا المستجد، وطالبا بالتبرع لفائدة الصليب الأحمر بهدف جمع 11 مليون يورو.
على الجانب الآخر، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتحدث هاتفيًا إلى نظيره الصيني تشي جينبينغ في وقت لاحق الجمعة، مع تخطّي الولايات المتحدة الصين في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي إنه سيتحدث إلى الرئيس تشي جينبينغ الساعة التاسعة مساء (01:00 ت غ الجمعة).
ووفق تعداد أجرته جامعة جونز هوبكنز، تجاوزت الولايات المتحدة، مع 82404 إصابة، عدد الإصابات في الصين وإيطاليا.
لكن ترامب شكك في هذا الإحصاء، قائلًا "أنتم لا تعرفون ما هي الأرقام في الصين".
وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق إنه "مستاء قليلا" من موقف الصين حيال انتشار فيروس كورونا المستجد، متهما بكين "بعدم مشاركة معلومات مهمة بشأن الوباء".
وشدد ترامب، على أن السلطات الصينية "كان ينبغي أن تعلمنا"، مكررا عبارة "الفيروس الصيني" التي تزعج النظام الصيني بشدة.
كما هاجم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تعامل الصين مع تفشي كورونا، قائلا إن الحزب الصيني الحاكم لا يزال يحرم العالم من المعلومات التي يحتاجها للحيلولة دون حدوث إصابات أخرى.
وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة "تضيع الوقت الثمين تماما"، الذي كسبته بكين في مكافحة تفشي فيروس كورونا.
وقال المتحدث باسم الوزارة جينغ شوانغ، فى مؤتمر صحفي، إن واشنطن حاولت "تشويه سمعة الآخرين والبحث عن كبش فداء لتغيير مسؤولياتها".
وأضاف أن على الولايات المتحدة "التوقف عن تسييس الوباء، ووقف وصم وتشويه سمعة الصين والدول الأخرى".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الصين تستنكر تدخل لجنة برلمانية أميركية في شؤون هونغ كونغ
الصين تؤيد الحوار واستئناف محادثات السلام في شبه الجزيرة الكورية
أرسل تعليقك