نشر "كوينتن سومرفلي"، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مقالته الخاصة بالمصور الصحافي الإسباني "ريكاردو فيلانوفا"، وقال "لم يكن ريكاردو فيلانوفا يريد أبدا أن يكون جزءًا من هذه القصة، حيث ذهب المصور الصحافي الإسباني إلى سورية في عام 2011 لتغطية الثورة التي ضد الرئيس بشار الأسد، لكن في نهاية عام 2013، لم يكن هناك أرضية راسخة في الحرب، وسيطر المتمردون على البلاد، وأعتقلوا الرهائن الأجانب ومن بينهم فيلانوفا.
محتجزي ريكاردو من غرب لندن
وأضاف"كان محتجزي ريكاردو من غرب لندن، وهم عصابة مكونة من أربعة كانوا معروفين باسم "فرقة البيتلز"، وأصبحوا معروفين بأنهم جلادين وقتلة، وأحدهم يعرف باسم محمد إموازي، قتل في غارة بطائرة بدون طيار في عام 2015، وهناك شخص آخر، يسمى عين ديفيز، يوجد في سجن تركي بعد إدانته بتهمة التطرف في العام الماضي.
أليكسانده كوتي والشافعي الشيخ
وأشار"أما الرجال الآخرون المشتبه في أنهم جزء من الجماعة، وهم أليكسانده كوتي والشافعي الشيخ، فقد تم حبسهم، تحت حراسة الولايات المتحدة، في مكان مجهول في شمال سورية، ويتهم الرجال الأربعة بالتورط في قطع رؤوس 27 رجلاً، وينفي كل من كوتي والشيخ اللذين ألقي القبض عليهما من قبل الأكراد في يناير/ كانون الثاني أنهما كانا جزءًا من خلية التعذيب.
إطلاق سراح ريكاردو
وولفت "تم إطلاق سراح ريكاردو من الأسر في عام 2014 بعد ثمانية أشهر، ويعتقد أن الحكومة الإسبانية دفعت فدية، تم نقله جوًا إلى أسبانيا بواسطة طائرة خاصة، ولكنه لا يريد أن يكون جزءًا من هذه القصة، وقال، "كانت الجرائم مرعبة لدرجة أنني لم أرغب في أن أكون جزء منها، لقد تحدثت إلى صحافيين آخرين من ذوي الخبرة ممن أجرى مقابلات مع كوتي والشيخ وقالوا إنها كانت تجربة محبطة ومقلقة".
تحذير أحد المراسلين المخضرمين
وذكر"حذرني أحد المراسلين المخضرمين من أن أكون حذرًا، وأعرب عن قلقه من أن المشتبه بهم ربما كانوا يحاولون أثناء المقابلة معه إرسال رسائل مشفرة في إجاباتهم، إعطاء منصة لمثل هؤلاء الرجال لم يكن ما تريد أي مؤسسة إخبارية القيام به، لم يظهروا أي ندم في كونهم جزءًا من داعش، ولم يعبروا عن أي تعاطف مع ضحاياها.
مقابلة ريكاردو
وأوضح "لكن في الشهر الماضي، التقيت ريكاردو، عرفه منتجي السوري، وأشار إلى أنه قد يرغب، لأول مرة، في مشاركة قصته، وعلاوة على ذلك، أراد مقابلة الرجال الذين احتجزوه، عندما جلست معه في أربيل، في شمال العراق، أخبرني لماذا، قائلًا، "أريد أن أنظر إليهم في عيونهم".
وأضاف "هناك خوف هادئ حول هذا الرجل، عاد إلى العمل بعد شهر من اختطافه، وقال مازحًا، "أنا حر يجب أن أعمل"، مثل العديد من الرهائن السابقين، لن يقول الكثير عن ما عانوه في سجونهم المتجمدة المظلمة، وقال، "كان الأمر كما لو كنت تحت سيطرة المرضى النفسيين".
آثار التعذيب على ريكاردو
وأضاف " أطرافه لا تزال تعاني من التعذيب، لم تكن هناك طريقة للاستلقاء والراحة في الزنزانة، تم تقييد الرجال معا حفاة لمنعهم من الهرب، وفي بعض الأحيان ينام معذبوهم في الغرفة المجاورة، في بعض الأحيان، يمكن سماع أصوات التعذيب والقتل يوميا، وقال إن سجانيهما البريطانيين سيريهما إعدام أصدقائهما، كانوا 19 رجلا تم احتجازهم وتعذيبهم جسديًا وذهنيًا، قتلوا رميًا بالرصاص في أدمغنهم أو بالسيوف في صدورهم، كما تعرضوا للضرب، وقد تم قتل الرهائن البريطانيين والأميركيين واليابانيين والروس، من بينهم عمال الإغاثة ديفيد هينز، وآلن هينينج والأميركيين، جيمس فولي، وعبد الرحمن، بيتر كاسيجن وستيفن سوتلوف".
وأشار، "الآن أراد ريكاردو مواجهة كوتي والشيخ، لذلك سافرنا إلى مدينة كوباني لتقديم طلب مقابلة مع القوات الكردية المسؤولة، حيث يحتجز الرجلان في الحبس الانفرادي، وقالوا إنهم لا يعرفون أن بريطانيا كانت تحاول محاكمتهم في الولايات المتحدة، وهي خطوة تسببت في خلاف في البرلمان البريطاني وتم إيقافها في الوقت الراهن من خلال مراجعة قضائية".
يطلقون على أنفسهم صفوة الدولة الإسلامية
وقال ريكاردو إنهم كانوا يطلقون على أنفسهم صفوة الدولة الإسلامية، لكن عندما سقطت الرقة، كانوا من أوائل الذين حاولوا الفرار من المدينة وإنقاذ حياتهم.
ولفت سومرفلي،" كل هذا في مدينة تعرضت للهجوم، وحتى يومنا هذا، ريكاردو معروف في سورية، كانت هذه رابع رحلة له هذا العام، وكان الناس مفتونين بقصته، وصفعه على وجه أعدائه، ويقولون إنهم معجبين بعودته".
الجلوس مع كوتي والشيخ
وذكر "جلست مع كوتي والشيخ أولًا، لقد نسجوا قصة غير محتملة عن كيف أنهم في حالة من الفوضى في سورية، لقد زعموا أنهم لم يلتقوا أبدًا أي من الرهائن، وفي الخارج، في الغرفة المجاورة، استمع ريكاردو وانتظر، ولم يظهرا أي ندم، أراد الشيخ أن يعرف كيف قام الصحافيون الآخرون بتصويرهم، كان سؤاله الوحيد حول العالم الخارجي، وكان كوتي متهم أيضًا بالتعذيب، بما في ذلك الصدمات الكهربائية، ويزعم أنه كان مجندًا مسؤولًا عن جلب آخرين إلى داعش، ورفض كلا الرجلين الإجابة عن أي أسئلة حول ما فعلته داعش".
وقال "سألتهم إذا كانوا يعرفون إيمواز، الرجل المعروف باسم جهادي جون، الذي لعب دور رئيس الجلادين في مقاطع الفيديو الخاصة بقطع الرأس، وقال كوتي إنه صديقهم".
ولفت " حين سألت ريكاردو عن ما قالوه، نفى ذلك بضحكة ساخرة، وقال إن الجهادي جون كان مريضًا نفسيًا، وكان بلا عقل، كان يستمتع حين يتألم الآخرين".
وأشار "دخل ريكاردو إلى الغرفة، أراد أن يسألهم إذا كان لديهم رسالة لبناتهم وأطفال الرجال الذين قتلوهم، وأراد معرفة أسباب فرارهم من ساحة المعركة مثل الجبناء، حينها تغير مزاجهم، وأصبحوا فجأة غير متعاونين، ورفضا الإجابة، وبدوا وكأنهم منزعجون، وتحركا من أمام الكاميرات".
انتهاء المقابلة
وقال" انتهت المقابلة، وحصل الإسباني على كاميرته، وغادر الغرفة وخلال النافذة المقفلة حاول أن يلتقط صورة أخيرة للرجال المتهمين بتعذيبه وقتل أصدقائه، دفعا النافذة مغلقة، محاولين إغلاقها بالكامل، لكنه حصل على الصورة".
تناول العشاء مع قوات الأمن المحلية
ويختتم بقوله "دعينا لتناول العشاء في وقت متأخر مع قوات الأمن المحلية، وقال ريكاردو إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن نقوله عن جيمس، وستيفن، وديفيد، وآلان، وبيتر هو أنهم أشخاص رائعون وأنهم واجهوا الموت بالقوة التي كانت تفتقدها فرقة البيتلز عندما وصلت لحظة مواجهتم".
هذه هي القصة التي لم يرغب في أن يكون جزءًا منها، لكنه أكملها، التقط الكاميرا، وغادر المطعم واستعد لمهمة اليوم التالي.
أرسل تعليقك