تمكنت قوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر أمس الثلاثاء، من استعادة السيطرة على معسكر للجماعات الإرهابية المتحالفة مع "مجلس شورى ثوار بنغازي" في مدينة سبها. وأوضح الناطق باسم الجيش العقيد أحمد المسماري، أن وحدات القوات المسلحة سيطرت على معسكر البوسيفي في حي المهدية في المدينة، مبيناً أن قواتهم غنمت 7 سيارات مسلحة واعتقلت إرهابيين وأصابت قياديًا بارزًا. وأضاف المسماري عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر أن مقاتلات سلاح الجو شنت غارات على مواقع الإرهابيين في الجفرة وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأفراد. كما أكد المكتب الإعلامي أن الجيش لن يوقف قصف مواقع الجماعات الإرهابية.
وذكرت أنباء أن قائد القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال توماس والدهاوزر، زار العاصمة طرابلس أمس، ليلتقي أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بهدف بحث قضايا عدة متعلقة بالأزمة الليبية. وكان السراج التقى والدهاوسر مرتين أثناء زيارة أجراها إلى مقر قيادة "أفريكوم" في مدينة شتوتغارت الألمانية، أسفرت عن مشاركة الولايات المتحدة في دعم "عملية البنيان المرصوص" ضد تنظيم "داعش" في مدينة ﺳﺮﺕ، عبر تنفيذ ضربات جوية.
وكشف السراج لدى اجتماعه مع الوفد الأميركي النقاب عن أن حكومته ستقدم هذا الأسبوع ملفا لرفع الحظر المفروض على تصدير السلاح إلى ليبيا للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الجهات التي ستستفيد من رفع هذا الحظر هي المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية. ورحب السراج بزيارة الوفد الأميركي التي تأتي بعد يوم واحد من لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة الرياض. وأشاد السراج، في بيان له، بنتائج التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وليبيا التي تحققت خلال الفترة الماضية، وبالذات في دحر تنظيم داعش بمدينة سرت، واعتبره مثالا يحتذى به على ما يمكن عمله عند توحيد الجهود.
وأبدى السراج تطلعه إلى تنفيذ ما سبق الاتفاق عليه مع القيادة الأميركية لأفريقيا من برامج للتنسيق، والمساعدة في بناء وتأهيل المؤسسات الأمنية، وتسليح وتطوير القوات المسلحة الليبية، وما يمكن تقديمه في مجالي التدريب وتبادل المعلومات. وطالب بعودة البعثة الدبلوماسية الأميركية إلى طرابلس في أقرب وقت ممكن، لخلق أرضية تعاون وتشاور فعالة ومثمرة في المستقبل القريب.
من جانبه، أعلن الجنرال والدهاوسر مواصلة قيادة "أفريكوم" تعاونها مع المسؤولين الأمنيين في حكومة السراج لإيجاد السبل التي يمكن من خلالها دعم القوات المكلفة بتأمين طرابلس، كما أعلن عن دعم "أفريكوم" لعمليات بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة على تأمين الحدود في ليبيا وعملية صوفيا اللتين توفران التدريب في مجال حماية الحدود.
من جهته، قال السفير الأميركي لدى ليبيا، بيتر بودي، في بيان أصدره أمس، إنه أجرى وزميله في طأفريكوم" الجنرال والدهاوسر اجتماعا وديا ومثمرا مع السراج. وأكّد مجدّدا على دعم الولايات المتحدة لليبيا كدولة موحّدة، آمنة، ومزدهرة تحت إمرة حكومة يُمكنها خدمة الشعب، مشيدا بالحوار الليبي الجاري حول كيفية تشكيل حكومة تحظى بشعبيّة واسعة في إطار اتفاق الصخيرات.
والتقى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر في بروكسيل أمس، الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وناقش معه الأزمة الليبية. وكتب مبعوث الأمم المتحدة على حسابه الخاص في "تويتر"، معلقاً على اللقاء: إن اللقاء بالوزير الجزائري تمحور حول سبل المضي قدماً في العملية السياسية في ليبيا.
واستضاف الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أمس، الاجتماع الثاني للجنة الرباعية الدولية في شأن ليبيا، الذي خُصِّص لتعميق التنسيق والتأكيد على دعم المشاركين لوساطة الأمم المتحدة في الملف الليبي، وذلك وفق بيان صدر عن إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد. وتتألف اللجنة الرباعية الدولية في شأن ليبيا من كل من، الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي.
وقال مساهل بعد اجتماع اللجنة الرباعية الأول أول من أمس، في بروكسل، إن هناك تقارباً في وجهات النظر بين الجزائر والاتحاد الأوروبي حول المسار السياسي في ليبيا. وأوضح في تصريح صحافي عقب لقائه ممثلة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الأخيرة أشادت باجتماع بلدان جوار ليبيا الذي عُقد في الجزائر أخيراً وبالنتائج التي توّجت أعماله والتي نجم عنها التوافق حول العناصر الأساسية للبيان الختامي. وأكد مساهل أن العناصر الأساسية للبيان الختامي لاجتماع بلدان جوار ليبيا الذي عُقد في الجزائر في 8 أيار/مايو الماضي تتوافق مع رؤية الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن الأمر يتعلق بوحدة ليبيا والحوار وعدم اللجوء إلى العنف.
واتفق وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني محمد سيالة مع نظيره التركي أحمد جاويش أوغلو على إعادة تسيير رحلات شركة الخطوط الجوية التركية ومن وإلى المطارات الليبية بعد شهر رمضان. وأفاد مصدر في المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية بأن سيالة بحث مع نظيره التركي، في العاصمة السعودية الرياض على هامش أعمال القمة العربية- الإسلامية- الأميركية أول من أمس، خطوات التعاون الليبي- التركي المشترك، خصوصاً في مجال توليد الطاقة الكهربائية وتحسين خدمات الكهرباء في المدن الليبية.
وأكدت اللجنة الرباعية الدولية حول ليبيا، التي اجتمعت في بروكسل أمس، أنها تشجع جميع الأطراف في ليبيا على الدخول في محادثات بناءة وشاملة. كما أدانت اللجنة الدولية الهجمات الأخيرة التي عرفتها البلاد. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك، شارك فيه ممثلو اللجنة من الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وقالت فيديريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد، إن هناك مساعي من جميع الأطراف الدولية لتهيئة المناخ المطلوب للتفاوض بين الليبيين، وشددت على أن «الليبيين فقط هم الذين يمكنهم تحديد متى تنتهي الأزمة في البلاد وليس أي طرف آخر، وعندما يقررون ذلك، سيعمل المجتمع الدولي بمنظماته المختلفة على مساعدة الليبيين وتقديم الدعم المطلوب». كما أكدت موغيريني أن أعضاء اللجنة متفقون على هذه النقاط، موضحة أن اجتماع بروكسل جاء لتوجيه رسالة لتأكيد هذا الأمر.
من جانبه، قال أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة العربية، إن المفاوضات التي تجرى لإيجاد حلول في ليبيا غالبا ما تتخللها أحداث تهدف إلى تعطيل المسار التفاوضي، وشدد على ضرورة العودة إلى المفاوضات، لأن الحل سيكون عبر التفاوض السياسي فقط، وليس الحل العسكري، حسب تعبيره. وحول موقف الجامعة العربية من حظر السلاح على ليبيا، قال أبو الغيط إن الجامعة العربية ملتزمة بالموقف المعلن خلال القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في عمان، والتي تنص على الدعوة إلى الحوار والاتفاق على دعم الحل السياسي، ودعم مجلس فايز السراج. أما موضوع حظر السلاح فلم يجر أي حديث أو موقف معلن في هذا الصدد، حسب تعبيره.
وقال جاكيا كيكويتا، الممثل السامي للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، إن اللقاء كان مهما لتدارس الأمر بين كل الأطراف المشاركة، مشددا على أنه يجب على كل طرف في ليبيا أن يشعر أنه جزء من الحل، وأنه لا بد من مشاركة كل الليبيين في إيجاد تسوية وإنهاء الأزمة التي تعرفها البلاد منذ سقوط نظام القذافي.
من جانبها، عبرت موغيريني عن إدانة المشاركين الحازمة لكل الأعمال التي من شأنها نسف أي جهد يُبذل لإحراز تقدم في الحوار السياسي بين الأطراف الليبية، وترحيبهم بأي جهد يصب في مصلحة تقارب الليبيين. وخصت المسؤولة الأوروبية بالذكر اللقاء الذي تم مؤخرا في الإمارات العربية المتحدة بين رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا فائز السراج والجنرال خليفة حفتر، ولقاء آخر في روما تم بين رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي ورئيس البرلمان عقيلة صالح. لكن المشاركين في اجتماع الرباعية الدولية تجنبوا أي تصريح حول اتهامات بمسؤولية قوات منسوبة لحكومة السراج عن الهجوم الذي استهدف قاعدة براك الشاطئ الجوية الليبية.
أرسل تعليقك