ثلاثة عمال إغاثة  يمنيين يروون قصصًا مرعبة وحزينة عن آثار حرب اليمن المدمرة
آخر تحديث GMT08:30:42
 العرب اليوم -

اليمينيون يعانون من الفقر المدقع لدرجة تجعلهم يقتلون أنفسهم قبل أن يقتلهم الجوع

ثلاثة عمال إغاثة يمنيين يروون قصصًا مرعبة وحزينة عن آثار حرب اليمن المدمرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ثلاثة عمال إغاثة  يمنيين يروون قصصًا مرعبة وحزينة عن آثار حرب اليمن المدمرة

آثار حرب اليمن المدمرة
عدن _ عبدالغني يحيى

قُتل أكثر من عشرة آلاف شخص في اليمن، وأجبر ثلاثة ملايين آخريين على الفرار من ديارهم نتيجة القتال الدامي المستمر منذ قرابة أربع سنوات. ويعيش في اليمن حوالي 22 مليون شخص بحاجة الآن إلى مساعدات، ومنهم نحو 13 مليون شخص يواجهون الموت جوعاً. وخلال انعقاد المحادثات في السويد بشأن وقف الصراع الدامي ، تحدث ثلاثة عمال إغاثة يمنيين من "مجلس اللاجئين النرويجي" عن الدمار الجسدي والعاطفي الذي جلبه القتال إلى بلادهم.

ويقول مروان الصبري ، البالغ 32 عاماً ، وهو عامل المياه والصرف الصحي في مدينة تعز:  "كنت صغيرا عندما بدأت الحرب وكنت طموحا جداً. لم يكن بإمكاني أن أتخيل أبداً أن الحرب سوف تهز أحلامنا".ويضيف: "لقد فقدت بالفعل أصدقاء وأقارب، بعضهم  لقوا حتفهم وآخرون انقطعت علاقتي بهم . لا أعرف أين هم الآن، هل هم على قيد الحياة أم موتى؟. ويتابع الصبري قائلاً: "لقد أفقدتنا الحرب الحق في العيش بأمان وكرامة ،إذا لم ترَ تعز حالياً ، فمن المستحيل لك أن  تتخيل ماذا فعلت الحرب في هذه المدينة، فقد حلَّ الخراب والدمار في المدينة بأكملها ، وحطمت الصواريخ المباني وحوصرت العائلات. وتحتاج للإنتقال من شمال المدينة إلى جنوبها ست ساعات ، باستخدام الطرق والأنفاق الخطرة ،لكن قبل الحرب ، كانت تستغرق فقط  10 دقائق.

ويؤكد الصبري أن "الحرب تبرز أسواء ما في المجتمع، حيث يتعرض الناس للابتزاز والتهديد والاحتجاز عند نقاط التفتيش. فقد دمر العنف نسيجنا الاجتماعي وخلق صراعات فئوية وطائفية بين أبناء الشعب الواحد. لقد أضعفنا ماديا ومعنويا ، فقدنا الحق في العيش بأمان وكرامة". ويضيف مراوان لقد كنت أعيش بالفعل في هذه الحرب ، لكن العمل الإنساني يجعلك ترى المزيد من المأسي والمعاناة. نحن نعلم بالفعل أن القصف يقتل الناس ، لكنني أرى ما يفعله الاقتصاد المتدهور أيضًا. لقد ترك الناس فقراء يائسين لدرجة أنهم يقتلون أنفسهم قبل أن يقتلهم الجوع ويضيف.

ويقول: "عملنا مهم لكنة مروع ومخيف للغاية" . وأضاف: "كان هناك ما لا يقل عن 20 شابًا من قريتي يذهبون الي الجامعات كل عام ، ومعظمهم كان يدرس الطب أو الهندسة. ولم يفكر أحدهم في الانضمام إلى الجيش أو حتى حمل السلاح. لكن الآن لا يستطيع أحد تحمل نفقات الجامعة. حيث أن الوظائف نادرة ، والأسعار مرتفعة ، كما يعد الانضمام إلى مجموعة مسلحة هي واحدة من الطرق الوحيدة لكسب لقمة العيش. الرجال والشباب غير المدربين يذهبون إلى الخطوط الأمامية فليس لديهم خيار آخر".

ويتابع مروان قائلاً:  "بعض القصص كانت تحطمني. فقد التقيت مؤخراً برجل يبلغ من العمر 55 عاماً يدعى محمد مهيوب أحمد سيف، الذي أخبرني أن ابنته قد داست على لغم أرضي قبل أسبوع من زفافها. وتسبب ذلك في فقدانها إحدى ساقيها وألحاق أضرارًا بالغة بالآخرى ، وأقعدها طريحة الفراش بحيث تعتمد بشكل كامل على الآخرين".

وتعد قرية محمد مهيوب بمثابة حقل ألغام. وباع الرجل كل ما يستطيع بيعة لايجاد مأوى له ولعائلته، لكنهم الآن يتقاسمون غرفة في نصف بناية محطمة بلا أبواب ولا نوافذ. لقد كان الرجل يبكى بشدة وكذلك أنا .

أما علي المخاثي ، البالغ  27 سنة ، وهو مساعد الأمن الغذائي في مدينة "عمران" فقد قال: "في إحدى الليالي العادية في مدينة عمران ، كنت أشاهد أنا وعائلتي التلفزيون ، وبعضنا يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي على هواتفنا أثناء مشاهدة بعض الصور لضحايا التفجيرات في الأخبار ، وكانت صور مرعبة لأجزاء جسم تفجرت في جميع أنحاء اليمن. لم نكن نعرف بعد ذلك أن منطقتنا ستكون التالية. في وقت لاحق من تلك الليلة سمعنا الطائرات ، وهو صوت أصبح روتينًا لدينا ، لكنه يرعب أطفالنا" .

ويضيف علي: "عندما كان أطفالنا  أصغر ، كان بإمكاننا إخبارهم مع كل أنفجار أنه الأخير. لنشعرهم بالراحة على المدى القصير .لكنهم أكبر سنا الآن - فقد سقطت القنابل لمدة ثلاث سنوات ونصف ولا يستطيع أطفالنا تذكر الحياة بدون خوف. فقد سمعنا انفجارات القنابل هذه الليلة واحدة تلو الأخرى حتى أصابت منزلاً بجوارنا مباشرة". وقال: "هذا الشعور لا يمكني  أن أنسىاه، ولن أكون قادرا على وصفه بشكل كافٍ. حيث كان الصوت مدويًا ويشبة الزلزال القوي جدًا لدرجة أن كل العائلة اعتقدت ان منزلهم هو المستهدف، وأن منزلهم قد تعرض للضرب. وبعد الانفجار ، كان هناك صمت مطلق. لم نصدق أننا لا زلنا أحياء" .

وتابع علي قائلاً: "عندما تمالكنا أنفسنا جراء الصدمة ، بدأنا ننادي بعضنا بعضاً ، وكان المشهد فوضوياً للغاية، فالدخان كان يعوق رؤيتنا  ولا نستطيع التنفس، فيما تم تحطيم النوافذ وكانت الشظايا الزجاجية من النوافذ تغطي الأرضية ، وكل ذلك حصل في وقت متأخر من الليل وكنا حفاة. كان الأطفال في حالة هستيرية يركضون ويصرخون" .

ويضيف علي ،لقد قتل عشرة أشخاص في تلك الليلة. ثمانية أفراد من عائلة جارنا ، علي الجطيم ، وشخصان من منزل مجاور. واصيب العشرات. لم يستطع علي أن ينطق بكلمة، ووقف بصمت خارج منزله الذي قصفه وهو يراقب الناس وهم يخرجون أجزاء أجساد أولادهم القتلى وأحفادهم.

وتقول هديل السنوي ، البالغة 27 عاماً ، وهي مسؤولة عن الشؤون التعليمية في مدينة صنعاء: "مضي أربع سنوات  على الحرب مما يجعلني أفتقد الأيام القديمة ، حتى لو لم تكن مثالية. أدرك الآن أنه لا يوجد شيء أكثر أهمية الحياة الآمنة ، وهذا شيء أخذته هذه الحرب منا".

وتضيف: "لقد جلبت هذه الحرب الرعب والخوف مع قنابلها وصواريخها، ونحن نعيش تحت تهديد مستمر ، وغير مستقرين اجتماعياً ، مع فرص  تعليم معدومة ، فقد أصبح بلدنا غير آمن سياسياً  ومحطماً اقتصادياً. لقد اعتدنا أن نحلم ولكننا الآن نعيش في كابوس، و نحن متحمسون جدا لسماع صوت السلام وإعادة بناء بلدنا. نحن نستحق أفضل من هذا.

 

ثلاثة عمال إغاثة  يمنيين يروون قصصًا مرعبة وحزينة عن آثار حرب اليمن المدمرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة عمال إغاثة  يمنيين يروون قصصًا مرعبة وحزينة عن آثار حرب اليمن المدمرة ثلاثة عمال إغاثة  يمنيين يروون قصصًا مرعبة وحزينة عن آثار حرب اليمن المدمرة



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 01:55 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصلاح فلسطين وإسرائيل والإقليم!

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 02:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 02:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا فى السياق العربى

GMT 02:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 12:52 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

GMT 02:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 02:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 02:09 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«بضع ساعات فى يوم ما».. شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه!

GMT 02:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«ماكينات» الفكر

GMT 09:33 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

كتائب القسام تعلن استهداف 5 جنود إسرائيليين في شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab